فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله : سائلة تقول .. إنني ربة بيت، وشغلي أخيط ملابس نسائية وملابس أطفال، والأجرة التي أقتضيها أصرفها على البيت والأولاد؛ لأن زوجي حالته متواضعة، هل علي زكاة، وإني أخيط منذ عشر سنوات، لكن لم أجمع مالاً, أصرفه أولاً بأول؟ أرشدوني أثابكم الله، وجزاكم الله خيراً.
أنتِ مأجورة, جزاكِ الله خيراً بالمساعدة لزوجك والقيام على أولادك، وهذا العمل طيب لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما سئل: (أيُّ الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور).
وهذا من عمل اليد, الخياطة من عمل اليد، وفي الحديث الصحيح يقول -عليه الصلاة والسلام-: (ما أكل أحدٌ طعاماً خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داوود -عليه الصلاة والسلام- كان يأكل من عمل يده).
هذا العمل طيب وأنتِ مأجور في عملك، وعليك أن تنصحيه بالخياطة, عليك أن تتقي الله بالخياطة وتنصحيه وأنتِ مأجورة في ذلك والكسب طيب ولا حرج في ذلك، وأنتِ في إحسانك إلى زوجك وإلى أولادك أنتِ مأجورة في ذلك.
والخلاصة أن الخياطة والنجارة والحدادة والكتابة كل هذا مكاسب طيبة، هكذا التجارة إذا نصح المؤمن لذلك ولم يخن ولم يكذب, يتحرى النصيحة والأمانة وعدم الكذب، وعدم الغش، وهو مأجور والكسب طيب، أما إذا دخلها الخيانة والكذب فهذا لا يجوز -نسأل الله العافية- والله يقول -جل وعلا-: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (27) سورة الأنفال. ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم- في البيعين البائع والمشتري (فإن صدقا وبينا بورك لهما في بيعهما، وإن كتما وكذبا محقت بركت بيعهما).
فالمهم في عمل اليد النصح والجد، وعدم الغش، وعدم الخيانة، وبذلك تكون المكاسب طيبة, البيع والشراء والخياطة، والنجارة والحدادة، وغير ذلك