الارق الليلي يصيب الأطفال بالسمنة
عدم قدرة الطفل على النو م بسرعة أو استلقاؤه لمدة قد تصل لنصف ساعة قبل الخلود في نوم عميق وكذا تخلل نومه فترات من الاستيقاظ الدائم يعني عدم حصوله على نوم صحي وهو ما يسميه الأطباء بحالات أرق يتعرض لها الأطفال تمنعهم من قضاء ساعات نوم طبيعية وتترتب عنها مشاكل صحية كزيادة الوزن وغيرها من المخاطر المستقبلية المرتبطة بها.
دراسات طبية عديدة أكدت الآثار السلبية لنقص ساعات نوم الأطفال وأشارت إلى الأسباب الفعلية المختلفة لوقوعهم تحت تأثير حالة الأرق.
تحذيرات
أوضح باحثون صينيون أن الأطفال الذين ينامون أقل من 10 ساعات يومياً تتضاعف نسبة تعرضهم للإصابة بالسمنة وحذروا خلال دراسة علمية قاموا بها شملت أطفالاً بين 5 ـ 12 عاما من أن نقص النوم قد يتسبب في ظهور خلل هرموني يجعلهم راغبين في الأكل بكثرة كما أشارت دراسة طبية استغرقت خمس سنوات أن قلة النوم هو العامل الأكبر في السمنة مقارنة بالنظام الغذائي أو النشاط البدني للطفل منوهة بضرورة حصوله على ساعات كافية من النوم لا تقل عن 8 ساعات.
فيما أرجع المتخصصون حالة الأرق المنتشرة بين الأطفال ما قبل الخامسة من العمر أو في مرحلة ما قبل المراهقة إلى ثلاثة أسباب إما متعلقة بالحياة اليومية لهم، أو أنها أسباب عضوية جسدية أو نفسية.
عادات خاطئة
تختلف الأسباب المتعلقة بالحياة اليومية بحسب العادات الخاطئة الممارسة من طفل إلى آخر ومن عائلة لأخرى ويمكن أن توجد كل العادات السيئة أو بعضها أو حتى واحدة منها خصوصاً تلك التي يقوم بها الطفل في وقت ما قبل النوم ومن أبرز هذه العادات
.
إصراره على النوم مع الوالدين في نفس السرير أو وجود أحد الوالدين أو كليهما مع الطفل في غرفة نومه وهذا يعد من أهم أسباب عدم قدرة الطفل على الخلود في النوم مباشرة.
مشاهدة التلفزيون والكمبيوتر والأنترنت أو ممارسة ألعاب البلاي ستيشن قبل النوم مباشرة خاصة ما كان مثيراً منها أو فيه مشاهد مرعبة.
استخدام الهاتف الجوال بكثرة عند الأطفال ممن هم في سن ما قبل المراهقة، خصوصاً قبل النوم.
كثرة حركة الطفل واللعب بانفعال.
تعلقه الشديد بزجاجة الإرضاع أو بحملة الأم عند الرضع.
أسباب عضوية
وهي تلك المرتبطة بوجود مرض في جسم الطفل، وتختلف من حيث شيوعها حسب عمر الطفل، وأهم هذه الأسباب:
تعرض الطفل لنوبة توقف التنفس الانسدادية خلال النوم.
التهاب الأذن الوسطى.
وجود حالة الربو عند بعض الأطفال.
إصابة الطفل بحالة القلس المعدي المريئي الذي يتسبب في ارتداد الطعام المتكرر أو ترجيع الحليب.
وجود حساسية لدى بعض الأطفال من الحليب البقري عند من يرضعون من الزجاجة.
التعرض لحالة من التشنج عند مرضى الصرع من الأطفال.
التهاب الجلد بسبب الحكة وهو ما يسمى بالأكزيما.
تأثير بعض الأدوية التي يتعالج بها الأطفال وخصوصاً أدوية الريتالين والكورتيزون والتيوفيللين.
التأخر العقلي عند الأطفال المصابين به.
أسباب نفسية
وفيها تكون أسباب وجود الأرق أو اضطراب وقلة النوم عديدة وغالبا ما تتصل بوجود خلافات عائلية وحدوث شجار حاد أو دائم أمام الطفل وكذا في حالات الطلاق بين الاباء كما يسهم بدء دخول الطفل في مرحلة المراهقة وتعرضه لحالات الاكتئاب في حدوث الأرق واضطراب النوم لديه.
تأثيرات سلبية
استمرار الأرق والقلق عند الطفل يمكن أن يتسبب في حدوث تأثيرات سلبية على حياته وأدائه المدرسي والإدراكي وفي تصرفاته مع الآخرين، بالإضافة إلى تأثيره السلبي الحاد على مزاجه ، مما يعني إصابته باضطراب مزمن ومعاناته من قلة نوم لفترة طويلة لذلك ينبغي إبعاد الطفل عن ممارسة العادات اليومية السيئة خصوصاً قبل النوم والتي تؤدي إلى حدوث الأرق أو اضطراب النوم، ومن الضروري أيضاً معالجته من بعض المشاكل الصحية العضوية التي تمنع حصوله على ساعات نوم كافية مع تحاشي إظهار الخلافات الأبوية أمامه أو تعريضه لما ينغص حياته ونومه.