💥 تصحيح العقيدة
📚 من فتاوى اللجنة الدائمة
♦ الرقى والتمائم (1/2)
🔸 س: كثر في هذه اﻷيام أدعياء الطب من غير اﻷطباء المعتمدين من قبل وزارة الصحة ونظرا لخطورة فئة منهم على العقيدة اﻹسﻼمية فإنني أرجو أن أسمع رأي ديننا اﻹسﻼمي الحنيف في
🔸 من يدعي أنه يعالج الناس بالكتاب والسنة ويقوم بفحص المرضى رجاﻻ ونساء، وتشخيص أمراضهم ويصف لهم عﻼجات ويقرأ لهم في الماء والعسل وغيره مع أنه قد ﻻ يعرف أصول الدين أو كيف يأخذ من الكتاب أو السنة. على سبيل المثال: سمعت شريطا ﻷحد المشائخ يقول: إن عﻼج القلق هو أن يقرأ المريض كل يوم جزءا من القرآن وتفسيره من ابن كثير. فكيف يكون أصل هذا العﻼج من الكتاب والسنة؟
🔹 ج: رقية المريض بدنيا أو نفسيا أو من عين أو سحر أو غير ذلك، ﻻ بأس بها:
▪ إن كانت من القرآن الكريم
▪ أو من اﻷدعية الصحيحة،
▪ وإذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة السليمة واﻻلتزام باﻷمور الشرعية، والمعرفة بأمور الطب فيما يخص التداوي باﻷدوية المباحة.
🔹 قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: (وقد أجمع العلماء على جواز الرقى عند اجتماع ثﻼثة شروط:
1⃣ أن تكون بكﻼم الله تعالى أو بأسمائه وصفاته.
2⃣ وأن تكون باللسان العربي، أو بما يعرف معناه من غيره.
3⃣ وأن يعتقد أن الرقية ﻻ تؤثر بذاتها، بل بتقدير الله تعالى.
واختلفوا في كونها شرطا، والراجح أنه ﻻ بد من اعتبار الشروط المذكورة، ففي (صحيح مسلم) من حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: «كنا نرقي في الجاهلية فقلنا: يا رسول الله: كيف ترى في ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم، ﻻ بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك».
🔹 وله من حديث جابر: «نهى رسول الله ﷺ عن الرقى، فجاءه آل عمرو بن حزم فقالوا: يا رسول الله: إنه كانت عندنا رقية نرقي بها من العقرب. قال: فعرضوا عليه فقال: "ما أرى بأسا، من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه».
🔹 وقد تمسك قوم بهذا العموم فأجازوا كل رقية جربت منفعتها ولو لم يعقل معناها، لكن دل حديث عوف أنه مهما كان من الرقى يؤدي إلى الشرك يمنع وما ﻻ يعقل معناه ﻻ يؤمن أن يؤدي إلى الشرك فيمنع احتياطا، والشرط اﻵخر ﻻ بد منه) ا. هـ. (الفتح 10 \ 195) .
🔹 وما ﻻ يعقل معناه إن لم يؤد إلى الشرك فإنه يفتح باب الشعوذة وتسويغ أعمال السحرة والمبتدعين والخرافيين.
🔹 أما من يدعون علم الغيب أو يستحضرون الجن أو أشباههم من المشعوذين أو المجهولين الذين ﻻ تعرف حالهم وﻻ تعرف كيفية عﻼجهم- فﻼ يجوز إتيانهم، وﻻ سؤالهم، وﻻ العﻼج عندهم، لقول النبي ﷺ : «من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل منه صﻼة أربعين ليلة» أخرجه مسلم، وقوله ﷺ: «من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول، فقد كفر بما أنزل على محمد» ﷺ، أخرجه أحمد وأهل السنن بإسناد جيد.
🔹 وﻷحاديث أخرى في هذا الباب كلها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم، وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن أو يوجد من أعمالهم وتصرفاتهم ما يدل على ذلك، وفيهم وأشباههم ورد الحديث المشهور الذي رواه اﻹمام أحمد وأبو داود بإسناد جيد، عن جابر رضي الله عنه قال: «سئل النبي ﷺ عن النشرة، فقال: " هي من عمل الشيطان».
وفسر العلماء هذه النشرة: بأنها ما كان يعمل في الجاهلية من حل السحر بمثله، ويلتحق بذلك كل عﻼج يستعان فيه بالكهنة والعرافين وأصحاب الكذب والشعوذة.
رقم الفتوى 18450
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
✍ مجموعة فتاوى اللجنة الدائمة وكبار العلماء