قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :
قد جرى عرف حادث - الآن - يُعتبر ذلك من الآداب الاجتماعية؛ وهو أن المحسَن إليه يقابل المحسِن بكلمة " شكراً" فالذي أريد التنبيه عليه أن هذه الكلمة لا بأس بها لأنه سيأتي بعد قليل من أحاديث الكتاب قوله - عليه الصلاة والسلام -: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " فمن أحسَنَ إليك خيراً فقلت له: شكراً، فقد طبقت هذا الحديث، ولكن يجب أن نعلم أن استعمال هذه الكلمة - أي شكراً - هي بديل ما علمنا الرسول - - من الدعاء بالخير مما سبق ذكره أي قولنا: ( جزاك الله خيراً ) فهذه الكلمة خيرٌ من كلمة ( شكراً ) وذلك من وجهين اثنين:
الأول - أن الرسول -- قد ذكر أن قول القائل: جزاك الله خيراً للمكافيء هو أبلغ الثناء، فإذا قال القائل: شكراً فما أبلغ الثناء، صحيحٌ أنه شكر المحسِن وعمل بمقتضى قوله عليه السلام: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس " ولكنه لم يعمل بالحديث لآخر وهو قوله: " من صنع إليكم معروفٌ فقال: جزاك الله خيراً فقد أبلغ الثناء ".الثاني - أن كلمة - شكراً - كأنها مترجمة عن لفظةأجنبية، فنستطيع أن نفهم من ذلك أن استعمال هذه اللفظة المختصرة هو استعمال أجنبي ترجمناه نحن إلى اللغة العربية فكان من ذلك لفظة - شكراً - لكن هذه اللفظة التقت مع قوله عليه الصلاة والسلام: " لا يشكر الله من لا يشكر الناس ".ولكن ما دام هذه الكلمة لم تنبع من الإسلام، ولم يوجه الرسول إليها الأنظار، بل على العكس من ذلك وجهنا إلى أن نقول: جزاك الله خيراً، فعلينا إذاً أن نستعمل هذه الكلمة ، وإن كان ولابد من استعمال كلمة - شكراً - فحين لا يجد الإنسان المناسبة أو الوقت الواسع ليقول لكل من أحسن إليه: جزاك الله خيراً ؛ فيقول هذه الكلمة من باب الإيجاز والإسراع.
الخلاصة:
فلا بأس من استعمال كلمة شكراً في بعض الأحيان وفي بعض الأحوال الضيقة، لكن الأصل أن تقول: جزاك الله خيراً؛ لأن هذه التجزية تقابل في الحقيقة ( السلام عليكم ) فكما أن كلمة ( السلام عليكم ) هي تحية الإسلام، فكذلك كلمة (جزاك الله خيراً) هي تجزية الإسلام، ولكن كلمة شكراً لها أصل في الحديث الآتي – في الشرح – فلا بأس من استعمالها أحياناً.
من تفريغ "أجزاء من شرح الأدب المفرد "
وقال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله تعالى
من محمد بن إبراهيم... إلى حضرة المكرم عبدالرحمن بن حماد الموقر-أَبها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فقد وصل كتابك المتضمن السؤال عن استعمال كلمتي أَشكرك، وأَرجوك. والظاهر أنه لا تحريم في استعمال هذه الكلمة:
أَعني كلمة أَشكرك. وأَرى أن الأولى ترك استعمالها خطابا مع المخلوق. وأَما كلمة أَرجوك في شيء يقدر عليه ذلك المخلوق فليس بشرك ولا محرم. ومن حسن الأَدب ترك استعمال هذه الكلمة مع المخلوق، وفقنا الله واياك لما فيه الخير والسلام. (119).
(ص-ف 235 في 11-4-76هـ)
المجلد الأول فتاوى العقيدة