السؤال:
أرجو بيان هذا الحديث: عن أوس بن أوس الثقفي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول في غسل يوم الجمعة:«من غسَّل يوم الجمعة واغتسل وبكر وابتكر، ومشى ولم يركب، ودنا من الإمام فاستمع ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها». رواه أحمد و أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن، و النسائي وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحيهما والحاكم وصححه وهو في صحيح الألباني. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «من جاء في الساعة الأولى من يوم الجمعة فكأنما قرب بدنة، وفي الساعة الثانية كأنما قرب بقرة... ». الحديث.
متى بداية الساعة الأولى؟ وهل بداية يوم الجمعة من طلوع الفجر أم من طلوع الشمس؟
الجواب:
أما الحديث الأول: «من غسَّل واغتسل، وبكر وابتكر، ودنا من الإمام واستمع ولم يلغ؛ كان له بكل خطوة عمل سنة أجر صيامها وقيامها». الحديث من حيث الإسناد لا بأس به ولا مطعن فيه، لكن من حيث ترتب الثواب العظيم على ذلك قد يستغربه بعض الناس، ولكن -يا أخي- لا تستغرب فضل الله عز وجل، فقد يكون العمل عملاً قليلاً وله ثواب كثير، وفضل الله تعالى واسع، لكن ما معنى: غسَّل واغتسل؟
معناها: غسَّل بتنظيف الجسم، واغتسل أي: بالغ في ذلك، أو اغتسل كغسل الجنابة،
وبكر وابتكر أي: بالغ في البكور، ودنا من الإمام واضح، واستمع ولم يلغ أيضاً واضح.
فاحرص -يا أخي- على أن تغتسل يوم الجمعة؛ لأن غسل الجمعة واجب على كل بالغ، والدليل على وجوبه قول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم:«غسل الجمعة واجب على كل محتلم». هذا الحديث أخرجه السبعة البخاري وأبو داود ومسلم والنسائي وابن ماجة والإمام أحمد رحمه الله، كلهم أخرجوه «غسل الجمعة واجب على كل محتلم». هذا كلام الرسول عليه الصلاة والسلام. وهل تجدون أحداً أعلم بشريعة الله من رسول الله؟ لا، هل تجدون أحداً أنصح لعباد الله من رسول الله؟ لا، هل تجدون أحداً أفصح فيما يعبر به عما في نفسه من رسول الله؟ لا، كل الخلق لا يدانون الرسول عليه الصلاة والسلام في هذا، هل تجدون أحداً أعلم بما يقول من رسول الله؟ أبداً، وقد قال: «غسل الجمعة واجب». ثم علقه بوصف يقتضي الإلزام وهو البلوغ، فقال:«على كل محتلم».
وإنني أعتقد لو جاءت هذه العبارة في كتاب من كتب الفقه لكان الشارحون يقولون: إن المؤلف يرى وجوب الغسل، فكيف وقد جاءت عن الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
ثم إذا اغتسلت فاحرص على أن تبادر، وتبكر في الساعة الأولى، ثم الثانية، ثم الثالثة، ثم الرابعة، ثم الخامسة «من جاء في الساعة الأولى فكأنما قرب بدنة، ومن جاء في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة، ومن جاء في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشاً أقرن، ومن جاء في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة، ومن جاء في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة».
تحميل للعثيمين
اللقاءات الشهرية