السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تعرفون بلال بن رباح ذلك الذي آمن بالله وصدق برسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بداية الدعوة
والله أنه لمثال صادق في الصبر والثبات .
أذ
ثــــبت على دينه أمام تلكـ الصخور العظيمة التي توضع على ظهره وصدره في حمايا الظهيرة في رمضاء مكة وهو يقول
" أحد , أحد "
فلما سألوه الصحابة كيف تحملت هذا العذاب ؟
قال مقالة الواثق في موعود ربه :
( والله لقد ذقت حلاوة الإيمان وأرتفع الإيمان في قلبي حتى أنني لم أشعر بمرارة العذاب )
(( فلله درك يا بـــلال ))
وهذا خباب بن الأرت :
الذي كانت مولاته تحمى أسياخ الحديد حتى تحمر ثم تطرحه عليها عاري الظهر فلا يطفئها إلا شحم ظهره حين يسيل عليها وما يزيده ذلك إلا أيمانا بالله تعالى..
فأين نجد كصبر خباب..!
وهــــذه أسيا أمرآة فرعون
كانت أعظم ملوك الأرض يومئذ ,,
في قصر فرعون أمتع مكان تجد فيه المرآة ما تشتهى ,,
فالمرآة في هذا المكان تكون اشد شعوراً وحساسية بوطأة المجتمع وتصوراته ,
ولكنها في وسط ضغط المجتمع والقصـــر ,
والملك, والحاشية والمقام الملوكي ,,,
رغم هذا كله إلا أنها رفعت رأســـها إلى السماء وحدها في ضخم هذا الكفر الطاغي ,
فقد كانت الأوتاد توضع في يديها ورجليها فكانت تأتيها الملائكة لتظللها أذا افترقوا عنها ,,
فقالت : (( ربِ أبن لي عندك بيتاً في الجنة ..) ألأيه
فكشف الله لها بيتها في الجنة ..
وهكذا أصبحت على مكانه عاليه وسيدة نساء العالمين ...
نـــــــــــعم ::
كيف استطاعوا هولأء كل هذا العذاب ,,
والله لقد ثبتوا بسبب تربيتهم الإيمانية ,,
وعرفوا إن البلاء سنه جاريه ,,
وعلموا إن اشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ,,
وان المرء يبتلى على قدر دينه ...
فان كان في دينه صلابة ازداد بلاءه ...
فلنثبت أخيتي وليكن حالنا كحال أهل التوحيد والإيمان ,,
فهم أكــــثر الناس ثباتاً أمام المحن والفتن والابتلاءات ,
وهم أكثر الناس رضا بقضاء الله ...
أتريدين إن تعرفي لماذا ..؟
لأنهم ينظرون إلى الدنيا كلها بنظرة أهل الإيمان الذين يعلمون يقيناً أن الدنيا بكل ما فيها لا تساوى عند الله جناح بعـوضه ,,
ويعلمون أن الله سيجبر كسر المؤمن مع أول غمسه في الجنة ,
عندما يحط المؤمن رحله في جنــة الرحمن التي فيها ما لا عينُ رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ,,,
فيـــا من فقدتِ أبنك أو زوجك أو أخوك أو أمك وأبوك
الصبر .. الصبر ..
فأن هناك جنة تجري من تحتها الأنهار
والبلاء سنة لكن ينتظر منا صبر وثبات
وغداً ونحن مودعون الدنيا..
لنلتقي بأذن الله بالأحبة والأصحاب
حيث لا كدر ولا هم ولا حزن بل حياة سرمدية
(( فلا تعلم نفسُ ما أخفى لهم من قُـرة أعين جزاءًا بما كانوا يعملون ))
هذا وأسال الله إن يجعل هذه الكلمات في ميزان حسناتنا يوم نلقاه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد