باب غضب النبي صلى الله عليه و سلم من التعمق في الدين و مخالفة هديه
ـ قال الإمام مسلم رحمه الله تحت رقم (2356) :
و حدثنا أبو كريب حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق عن عائشة قالت : رخص رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمر ، فتنزه عنه ناس من الناس ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه و سلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه ، ثم قال ، (( ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه ، فوالله لأنا أعلمهم بالله ، و أشدهم له خشية )) .
ـ قال الإمام مسلم رحمه الله برقم ( 302 ) :
و حدثني زهير بن حرب حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا حماد بن سلمة حدثنا ثابت عن أنس : أن اليهود كانوا إذا حاضت المرأة فيهم لم يؤاكلوها و لم يجامعوهن في البيوت ، فسأل أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم النبي صلى الله عليه و سلم ، فأنزل الله تعالى :{ ويسئلونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النسآء في المحيض } إلى آخر الآية . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( اصنعوا كل شيء إلا النكاح )) ، فبلغ ذلك اليهود ، فقالوا : ما يريد هذا الرجل أن يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه . فجاء أسيد بن حضير وعباد بن بشر فقالا : يا رسول الله ! إن اليهود تقول كذا و كذا ، فلا نجامعهن ؟ فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه و سلم حتى ظننا أن قد وجد عليهما ، فخرجا ، فاستقبلهما هدية من لبن إلى النبي صلى الله عليه و سلم فأرسل في آثار هما ، فسقاهما ، فعرفا أن لم يجد عليهما .
ـ قال الإمام مسلم رحمه الله برقم ( 1162) :
وحدثنا يحي بن يحي التميمي و قتيبة بن سعيد جميعا عن حماد ، قال يحي : أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان عن عبد الله بن معبد الزماني عن أبي قتادة ، رجل أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال : كيف تصوم ؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه ، قال : رضينا بالله ربا ، و بالإسلام دينا ، و بمحمد نبيا ، نعوذ بالله من غضب الله ، فقال عمر : يا رسول الله ! كيف بمن يصوم الدهر كله ؟ قال (( لا صام ، و لا أفطر )) أو قال : (( لم يصم ، و لم يفطر )) . قال : كيف من يصوم يومين ، و يفطر يوما ؟ قال : (( و يطيق ذلك أحد ؟ )) قال : كيف من يصوم يوما ، ويفطر يوما ؟ قال : (( ذاك صوم داود عليه السلام )) قال : كيف من يصوم يوما ، و يفطر يومين ؟ قال : (( وددت أني طوقت ذلك )) ثم قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( ثلاثة من كل شهر ، و رمضان إلى رمضان ، فهذا صيام الدهر كله ، و صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله ، و السنة التي بعده ، و صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله )) .
ـ قال الإمام مسلم رحمه الله برقم ( 1108) :
حدثني هارون بن سعيد الأيلي حدثنا ابن وهب أخبرني عمرو ـ و هو ابن الحارث ـ عن عبد ربيه سعيد عن عبد الله بن كعب الحميري عن عمر بن أبي سلمة : أنه سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيقبل الصائم ؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( سل هذه )) ـ لأم سلمة ـ فأخبرته أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يصنع ذلك ، فقال : يا رسول الله ! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( أما و الله إني لأتقاكم لله و أخشاكم له )) .
ـ قال الإمام مسلم رحمه الله برقم ( 1110 ) :
حدثنا يحي بن أيوب و قتيبة و ابن حجر ، قال : ابن أيوب حدثنا إسمعيل بن جعفر أخبرني عبد الله بن عبد الرحمن ـ و هو ابن معمر بن حزم الأنصاري أبوطوالة ـ : أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة رضي الله عنه : أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم يستفتيه ، و هي تسمع من وراء الباب ، فقال : يا رسول الله ! تدركني الصلاة و أنا جنب ، أفأصوم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : (( وأنا تدركني الصلاة و أنا جنب ، فأصوم )) . فقال : لست مثلنا يا رسول الله ! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر ، فقال : (( و الله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله ، و أعلمكم بما أتقي )) .
منقول من كتاب : كشف الكرب لما حصل للنبي صلى الله عليه و سلم من الغضب
للمولف : محمد بن أحمد الخدشي العدني
تقديم يحيى بن علي الحجوري