فتاوى العلماء الأكابر في المظاهرات والثورات والإنقلابات

[محب الدعوة]

سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله تعالى -
السؤال: هل الماهرات الرجالية والنسائية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة من وسائل الدعوة ، وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا؟

الجواب: لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ، ولكني أرى أنها من أسباب الفتن ومن أسباب الشرور ومن أسباب ظلم بعض الناس، والتعدي على بعض الناس بغير حق ، ولكن الاسباب الشرعية، المكاتبة ، والنصيحة ، والدعوة الى الخير بالطرق السليمة ، الطرق التي سلكها أهل العلم ، وسلكها أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أتباعهم باحسان ، بالمكاتبة والمشافهة مع الأمير ومع السلطان ، والاتصال به ومناصحته والمكاتبة له دون التشهير في المنابر وغيرها ، بأنه فعل كذا وصار منه كذا ، والله المستعان (1)00

وقال - رحمه الله تعالى -: والأسلوب السيء العنيف من أخطر الوسائل في رد الحق وعدم قبوله أو إثارة القلاقل والظلم والعدوان والمضاربات ويلحق بهذا الباب، ما يفعله بعض الناس من المظاهرات التي تسبب شراً عظيماً على الدعاة، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ليست هي الطريق الصحيح للاصلاح والدعوة، فالطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن (2)0

سؤال اجاب عنه : فضيلة الشيخ صالح بن محمد الليحدان، عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة العلمية للافتاء:
السؤال: يقول السائل هل من خصائص الاسلام القيام بالانقلابات او الثورات وهل هي من الجهاد في سبيل الله الذي دعا لها ديننا الاسلامي؟
الجواب: لو كان السؤال: هل الفوضى ومسببات سفك الدماء بغير حق من الاسلام؟ لان هذا هو معنى هذه الامور، هذه الاعمال من اشد ما فتك بالبلاد الاسلامية واذا نظرنا الى الكفار ، فمثلا دولة يهود وهي مجمعة من اطراف الدنيا، لم يوجد فيها انقلاب في يوم من الايام، الدول الكبرى الشرقية والغربية ، لم يوجد فيها انقلاب او ثورات من زمن ، لا يقوم بالثورات والانقلابات الا من لا يهتم بمصالح امته ولا يرعى ذمتها ، هي من اسباب تقويض كيان الامة وزرع الاحقاد وسفك الدماء وتسليط الاعداء ، الشر فيها ظاهر والخير اما ان يطون فيها ضئيلا قليلا واما ان يكون معدوما ، واول انقلاب وجد بالنسبة للمسلمين ، الخروج على عثمان رضي الله عنه وقتله رضوان الله عليه ، وجميع الصحابة رضي الله عنهم مجمعون على فساد ذلك العمل والواجب على كل مسلم ان يبرأ من هذه الامور0 النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن الولاة وامر بالسمع والطاعة ونهى عن الخلاف ولما اجتمع علماء بغداد ، عدد من كبارهم وجاؤوا الى الامام احمد يريدون ان يتكلموا في حق الخليفة العباسي، غضب عليهم وانذرهم ، فهذا عمل خطير منكر، والخير في اتباع السلف (3)0

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ
(1): من شريط فتاوى العلماء في طاعة ولاة الامر0
(2): مجلة البحوث الاسلامية: ( 38/210 )0
(3): من شريط الجهاد وضوابطه الشرعية0

انظر لهذه الفتاوى: كتاب: الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية
جمع واعداد: محمد بن فهد الحصين - دار الاخيار- الرياض - الطبعة الثانية: 1424هـ
الفتوى الاولى: ص 181 ، والثانية: ص 59

[محب الدعوة]

قال الإمام النووي رحمه الله تعالى في
((شرح صحيح مسلم )) (12/229) – في شأن الخروج على الحكام - :
(( وأما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، وإن كانوا فسقة ظالمين ، وقد تظاهرت الأحاديث بما ذكرته ، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بفسق ، قال العلماء : وسبب عدم انعزاله وتحريم الخروج عليه ، ما يترتب على ذلك من الفتن ، وإراقة الدماء ، وفساد ذات البين ، فتكون المفسدة في عزله أكثر منها في بقائه ))
فتاوى بعض العلماء المعاصرين :
1)سماحة العلامة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله تعالى ، فقد سئل كما في (( الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية )) (ص181) :
هل المظاهرات النسائية والرجالية ضد الحكام والولاة تعتبر وسيلة وسائل الدعوة ؟ وهل من يموت فيها يعتبر شهيدا في سبيل الله ؟
فأجاب :
(( لا أرى المظاهرات النسائية والرجالية من العلاج ، ولكنها من أسباب الفتن ، ومن أسباب الشرور ، ومن أسباب ظلم الناس ، والتعدي على بعض الناس بغير حق ، ولكن الأسباب الشرعية ، المكاتبة والنصيحة ، والدعوة إلى الخير بالطرق السلمية ، هكذا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان ، دون التشهير في المنابر وغيرها ، بأنه فعل كذا ، وصار منه كذا ، والله المستعان ))
وقال سماحته : كما في (( مجلة البحوث الإسلامية )) ( العدد38ص310 ) :
(( المظاهرات تسبب شرا عظيما على الدعاة ، فالمسيرات في الشوارع والهتافات ، ليست هي الطريق للإصلاح والدعوة ، الطريق الصحيح بالزيارة والمكاتبات بالتي هي أحسن ، فتنصح الرئيس والأمير وشيخ القبيلة بهذه الطريقة ، لا بالعنف والمظاهرة ، فالنبي صلى الله عليه وسلم مكث في مكة ثلاث عشرة سنة لم يستعمل المظاهرات ولا المسيرات ، ولم يهدد الناس بتخريب أموالهم واغتيالهم .
فكون الداعي إلى الله يسلك مسلك الرسل وأتباعهم ولو طالت المدة أولى من عمل يضر الدعوة ويضايقها ، أو يقضي عليها ولاحول ولا قوة إلا بالله ))
2)سماحة العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى ، فقد سئل كما في (( حكم المظاهرات في الإسلام )) (ص179) :
هل تعتبر المظاهرات وسيلة من وسائل الدعوة المشروعة ؟
فأجاب :
(( إن المظاهرات أمر حادث لم يكن معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الخلفاء الراشدين ولا في عهد الصحابة رضي الله عنهم ثم إن فيه من الفوضى والشغب ما يجعله أمرا ممنوعا ، حيث يحصل فيه تكسير الزجاج والأبواب وغيرها ، ويحصل فيه أيضا اختلاط الرجال بالنساء وما أشبهه من المفاسد والمنكرات .
وأما قولهم إن هذه المظاهرات سلمية في أول الأمر ، أو في أول مرة ثم تكون تخريبية ، وأنصح الشباب أن يتبعوا سبيل من سلف فإن الله سبحانه وتعالى أثنى على المهاجرين والأنصار ، وأثنى على الذين اتبعوهم بإحسان ))
وقال رحمه الله تعالى كما في (( الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية ))
(ص181) :
(( لا نؤيد المظاهرات أو الإعتصامات أو ما أشبه ذلك ، لا نؤيدها إطلاقا ، ويمكن الإصلاح بدونها ، لكن لابد أن هناك أصابع خفية داخلية أو خارجية تحاول بث مثل هذه الأمور ))
3)فضيلة المحدث العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى ، كما في (( الإلحاد الخميني في أرض الحرمين )) :
(( ينبغي أن يعلم أن التظاهر بهذه الكيفية ليس إسلاميا ، فلا نعلم ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يخرج جماعة يهتفون بشعار واحد ، وليس إلا تقليدا لأعداء الإسلام وتشبها بهم ، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : (( من تشبه بقوم فهو منهم )) . ))
وقال رحمه الله تعالى كما في (( ذم المسألة )) (ص6 ) مخاطبا الإخوان المسلمين :
(( فأين ثمرة تلكم المظاهرات التي يقلدون فيها أعداء الإسلام ؟ وأين ثمرات مؤتمر الوحدة والسلام ؟ وأين ثمرات الانتخابات الطاغوتية ، نقول هذا حزنا على الدين ))
4)فضيلة الشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله تعالى ، كما في (( الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية )) (ص183-184 ) :
هل من وسائل الدعوة القيام بالمظاهرات لحل مشاكل الأمة الإسلامية ؟
فأجاب :
(( ديننا ليس دين فوضى ، ديننا دين انضباط ودين نظام وهدوء وسكينة ، والمظاهرات ليست من أعمال المسلمين وما كان المسلمون يعرفونها ، ودين الإسلام دين هدوء ودين رحمة ودين انضباط ، لا فوضى ولا تشويش ولا إثارة فتن ؛ هذا هو دين الإسلام .
والحقوق يتوصل إليها بالمطالبة الشرعية والطرق الشرعية ، والمظاهرات تحدث سفك دماء وتحدث تخريب أموال ؛ فلا تجوز هذه الأمور ))