🔹 الردّ على من يقول ( نحن أهل الحديث ، ولسنا سلفيين !!)
قال الشيخ الألباني – رحمه الله – :
( الدعوة السلفية نسبة إلى ماذا ؟
*السلفية نسبة إلى السلف* ،
فيجب أن نعرف من هم السلف إذا أطلق عند علماء المسلمين ” السلف ” ، وبالتالي تفهم هذه النسبة ، وما وزنها في معناها وفي دلالتها :
*السلف هم أهل القرون الثلاثة* الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية ، في الحديث الصحيح المتواتر المخرّج في الصحيحين وغيرهما عن جماعة من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ” خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ”هؤلاء القرون الثلاثة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية ،
*فالسلفية تنتمي إلى هذا السلف* ،
*والسلفيون ينتمون إلى هؤلاء السلف ،
*إذا عرفنا معنى السلف والسلفية ،
*حينئذٍ أقول أمرين اثنين* :
الأمر الأول : أن هذه النسبة ليست نسبة إلى شخص أو أشخاص كما هي نسب جماعات أخرى موجودة اليوم على الأرض الإسلامية ، هذه ليست نسبة إلى شخص ولا إلى عشرات الأشخاص ، بل هذه النسبة هي نسبة إلى العصمة ، ذلك لأن السلف الصالح يستحيل أن يجمعوا على ضلالة ، وبخلاف ذلك الخلف ، الخلف لم يأت في الشرع ثناء عليهم ، بل جاء الذم في جماهيرهم ، وذلك في تمام الحديث السابق ، حيث قال النبي عليه السلام ( ثم يأتي من بعدهم أقوام يشهدون ولا يستشهدون إلى آخر الحديث ” ، كما أشار عليه السلام إلى ذلك في حديث آخر ، فيه مدح لطائفة من المسلمين وذم لجماهيرهم بمفهوم الحديث ، حيث قال عليه السلام : “لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ، لا يضرهم من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله – أو حتى تقوم الساعة -” هذا الحديث خص المدح في آخر الزمان بطائفة ، والطائفة هي الجماعة القليلة ، فهي في اللغة تطلق على الفرد فما فوق ،
*فإذن إذا عرفنا هذا المعنى للسلفية* ، وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح ، وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف ،
*حينئذٍ يأتي الأمر الثاني* ، الذي أشرت إليه آنفاً . ألا وهو : أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة ، وما ترمي إليه من العصمة ، فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول : ” أن يتبرأ ” هذا أمر بدهي – لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً ، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية يعني الانتساب إلى العصمة ، وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذّرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم ، ومن سلوك سبيل غير سبيلهم ، لقوله عز وجل ” ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً ” أي من سلك غير سبيل الصحابة الذين هم العصمة في تعبيرنا السابق ، وهم الجماعة التي شهد لهم رسول الله عليه السلام بأنها الفرقة الناجية ، ومن سلك سبيلهم ، هؤلاء هم الذين لا يجوز لمن أراد أن ينجو من العذاب يوم القيامة أن يخالف سبيلهم .
المصدر : سلسلة الهدى والنور
*قلتُ : بعد بيان هذا الإمام رحمه الله وغيره*، يأتي من يدّعي أنه من أهل الحديث فقط ، ويتبرّأ من الإنتساب للسلفية ويقول( نحن من أهل الحديث ولسنا سلفيين )!! فكأنّه يُحدثُ فرقة جديدة أصولها محدثة؟
قَــال شيــخُ الإســلام ابن تيمية رحِــمُه الله « ولا عــيبَ على من أظهر مذهب السلف، وانتسب إليه، واعتزى إليه؛ بل يجب قَبول ذلك منه اتفاقا؛ فــإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا...» .
المصـدر: مجموع الفتاوى(4/149)
وقَــال الشَّــيخُ محـمّد بنُِ صِالِح العُثـيمين-رحِـمُه الله-:
« فــأهلُ السنّة والجماعة هم السلف معتقــداً حتى المتأخر إلى يوم القيامة إذا كان على طريق النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسلّمْ- وأصحابه فإنه سلفي ».
المصـدر:شرح الواسطية (1/45)
وسئل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله:
بعض الشباب يتحرج من أن يقول ( أنا سلفي ) فما توجيهكم لمثل هذا ؟
الــجَــوابُ: لماذا يتحرج ؟!! أيرى أن الانتماء إلى السلفية مَــنْقَصَةٌ ؟!!
أليس هو الانتماء إلى أصحاب رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّم-والتابعين لهم من العلماء، والفقهاء والمحدّثين والمفسرين ؛ أصحاب العقيدة الصحيحة في كل زمان وكل مكان ؛ الذين يتبعون الحق من كتاب الله , ومن صحيح سنة رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلّمْ- وعلى فهم السلف الصالح !!أيكون الانتماء إلى هؤلاء منقصة حتى يتحرجوا منها !!
إنا لله وإنا إليه راجعون أما إذا كان الواحد يتوخى منهج السلف، ويتابعه، ويقول أنا سلفي هذا -إن شاء الله- نرجو له الخير؛ أما إذا كان يتحرّج من هذا فربما عُوقب على هذا التحرّج ».
المصـدر: [الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية]
وسئل الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى : ما حكم الانتساب إلى السلفية والتسمي بها ؟
فأجاب بقوله : « أمر طيب سواء انتسبتَ إلى السلفية أم السنة ...وهذه النسبة ليست كنسبة الحزبيين.. »
المصـدر:شريط التحذير من البدع
نقله : ابراهيم عبدالله المزروعي