✍ سئل شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله- عن الرزق هل يزيد أو ينقص ؟ و هل هو ما أكل أو ما ملكه العبد ؟
✍ فأجاب - رحمه الله - :
🔸الرزق نوعان :
أحدهما: ما علمه الله أنه يرزقه فهذا لا يتغير،
و الثاني: ما كتبه و أعلم به الملائكة ، فهذا يزيد و ينقص بحسب الأسباب، فإن العبد يأمر الله الملائكة أن تكتب له رزقاً، و إن وصل رحمه زاده الله على ذلك ، كما ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « مَن سرَّه أن يبسط له في رزقه و يُنسأ له في أثره فليصِل رحِمه »،
و كذلك عُمُر داود زاد ستين سنة فجعله الله مائة بعد أن كان أربعين ، ومِن هذا الباب قول عمر:
« اللهم إن كنت كتبتَني شقيّاً فامحني و اكتبني سعيداً فإنك تمحو ما تشاء و تُثبت »،
و من هذا الباب قوله تعالى عن نوح { أنِ اعبدوا الله و اتقوه و أطيعون يغفر لكم من ذنوبكم و يؤخركم إلى أجلٍ مسمَّى }، و شواهده كثيرة، و الأسباب التي يحصل بها الرزق هي من جملة ما قدَّره الله و كتبه ، فإن كان قد تقدم بأنه يرزق العبد بسعيه و اكتسابه:
ألهمه السعي و الإكتساب، و ذلك الذي قدره له بالإكتساب لا يحصل بدون الإكتساب، و ما قدره له بغير إكتساب كموت موروثه يأتيه به بغير إكتساب .
و السعي سعيان:
سعي فيما نصب للرزق كالصناعة و الزارعة و التجارة ،
و سعي بالدعاء و التوكل و الإحسان إلى الخلق و محو ذلك، فإن الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه .
📚" مجموع الفتاوى " ( 8 /540، 541 ) .
•┈┈•◈◉❒✒❒◉◈•┈┈•