الحمد لله الذي أوجب على المؤمنين أن يكونوا فيما بينهم أخوانا وأن يكونوا في نصرة الحق وإذلال الباطل أعوانا والحمد لله الذي ربط الأمور بأسبابها وجعل أفضل طريق إلى بلوغ الآمال أن تؤتى الأمور من أبوابها وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة أرجو بها النجاة من النار وعقابها وأؤمل بها الفوز بدار النعيم وثوابها وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أنصح من وعظ وأحكم الخلق فيما قصد وأتقاهم لله فيما عبد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان في الأعمال والأقوال والمعتقد وسلم تسليما كثيرا..
أما بعد
فيا أيها الناس عباد الله اتقوا ربكم كونوا من المؤمنين الذين وصفهم الله تعالى بالأخوة وأمرهم بالتعاون على البر والتقوى لا تأخذكم في الله لومة لائم لا تألوا جهدا في نصرة الحق وهداية الخلق واسلكوا طريق الحكمة في كل دعوةٍ تقومون بها لله وفي الله فإن من سلك طريق الحكمة مع إخلاص القصد وإرادة الإصلاح فاز بمطلوبة بالنجاح والفلاح يقول الله عز وجل : ( يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ) (البقرة:269) إن الحكمة أيها المسلمون هي العلم وهي سلوك أقرب طريق يوصل إلى الحق أما الإنسان الذي حرم الحكمة فإنه يؤخذ من مفهوم الآية أنه قد حرم خيرا كثيرا بقدر ما فاته من لم يكن له إخلاص في القصد أو حكمة في التوجيه فإنه يفوته من المطلوب بقدر ما فاته من الإخلاص والحكمة أيها الناس إن في مجتمعنا مشاكل كثيرة مشاكل في ولاة الأمور ومشاكل في المولى عليهم تحتاج إلى توجيه وحل ولا يمكن أن تحل بمجرد القول حتى يكون هناك توجيه مباشر لأن التوجيه المباشر هو الذي يمكن أن يحصل به المقصود وإني أضرب لذلك مثلين المثل الأول حال الناس بالنسبة إلى ولاة الأمور ولا أعني بولاة الأمور الأعلين منهم وإنما أقصد الأعلى و الأدنى فإن من الناس من لا يقوم بالواجب نحوهم من النصيحة والإرشاد تجده لا يمكن أن يقوم بنصيحة ولي الأمر إما خوفا على نفسه وإما خوفا على منصبه أو وظيفته وإما هيبة من مراكز ولاة الأمور لأنهم فوقه ولكنه يعمد بدلا عن ذلك بدلا عن النصيحة التي هي من دين الإسلام التي قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال : لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم ) إن هؤلاء الجبناء الذين لا يقدمون على النصيحة يعمدون بدلا عن ذلك إلى النيل من ولاة الأمور و الوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عن كل ما قاموا به من المحاسن والصواب مثله في ذلك مثل المرأة التي وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله : ( إنها كفارة العشير إن رأت خيرا جحدته وإن رأت شرا أذاعته ) ولا شك أن سلوك هذا الطريق لا يقيم معوجا ولا يصلح فاسدا وإنما يزيد البلاء بلاء ويوجب أن تمتلئ قلوب الناس ببغض الولاة وكراهيتهم والتباطؤ في تنفيذ أوامرهم التي تجب طاعتهم فيها والانفصال بل الانفصام بين الرعية والرعاة ولا يشك عاقل في أن هذه النتيجة لها خطرها العظيم على المجتمع كله أيها المسلمون إن ولاة الأمور ليسوا هم ولاة التنفيذ فقط بل هم ولاة التنفيذ وولاة البيان والإرشاد و أعني بولاة البيان و الإرشاد أعني بهم أهل العلم فإنهم الذين يتولون أمور المجتمع في بيان شريعة الله ودعوة الناس إليها وحثهم عليها والعلماء كغيرهم بل إن ولاة الأمور من المنفذين والمبينين كغيرهم من بني آدم يصدر منهم الخطأ والصواب فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون كل ابن آدم خطاء في عبادة الله وفي معاملة عباد الله ولكن خير الخطائين التوابون كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فالتوابون في عبادة الله هم الذين إذا أخطأوا ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله والخطأون من ولاة الأمور في البيان والموعظة والإرشادمن أهل العلم هم الذين إذا تبين لهم الخطأ رجعوا عنه ولم يمنعهم القضاء بالأمس أن يقضوا بالحق اليوم بل هم تباعون للحق أينما وجدوه أخذوا به والخطأون في معاملة عباد الله من ولاة التنفيذ هم الذين إذا بان لهم الحق أتوا إليه وأخذوا به ولم تأخذهم في الله لومه لائم ولا أشك لا أشك أنه من غير النصيحة إن نسكت عن أي شخص ارتكب خطأ لا سيما ولاة الأمور الذين إذا صلحوا أصلح الله بهم من تحت أيديهم ولهذا تجد الرجل الصالح يكون مديرا على مدرسة فيصلح الله به المدرسين والدارسين وكل من يتصل به في هذه المدرسة وتجد الرجل الذي على غير ذلك يكون مديرا على مدرسة فتفسد به المدرسة ويفسد به الدارسون والمدرسون إن الناس على دين ولاتهم فإذا صلح المدير مثلا صلح من تحت يده وإذا لم يكن من النصيحة أن نسكت على خطأ أرتكبه من ارتكبه الناس فإن الواجب علينا بمقتضى ديننا وبمقتضى نصيحتنا ان نبذل الجهد بكل ما نستطيع في بيان ذلك الخطأ لمن ارتكبه سالكين بذلك طريق الحكمة بحيث نتصل به شفويا إن أمكن أو كتابيا إذا لم يمكن أو نتصل بمن يمكنه الاتصال به إذا لم يمكن أن نتصل به شفويا أو كتابيا ولا شك أن الاتصال الشفوي إذا أمكن أولى بكثير من الكتابي لأنه تحصل به المواجهة وزوال ما في النفس وربما يكون ما ارتكبه من العمل صوابا بعد البحث والمناقشة فإن كثيرا من الناس يأخذ الأمور بظواهرها ويحكم عليها بادئ الرأي ولأول وهلة ولكن عند التأمل والمناقشة يتبين له خطأ وهمه وصواب خصمه ويكون بذلك الحكم أضاع سبيل الحكمة أما إذا لم تمكن المشافهة فحينئذ يأتي دور الكتابة وإذا لم يمكن الكتابة فإنه يأتي دور الاتصال بالواسطة ولا ينبغي للإنسان أن يحتقر في بيان الحق والنصح للخلق فإن لصاحب الحق مقالاً مؤثرا ولو على المدى البعيد ألا ترون بارك الله فيكم ألا ترون إلى موسى صلى الله عليه وسلم حين إجتمع الناس له فرعون بكيده وجنوده وسحرته فقال لهم موسى كلمة واحدة قال : (قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى) (طـه:61) فماذا كان من هذه الكلمة أمام هذه الجنود الذين اعتزوا بأنفسهم استمعوا قال الله عز وجل بعد قوله وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى * فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ) (طـه:62) فحصل التنازع بين هؤلاء الجنود حصل التنازع فور هذه الكلمة وإذا حصل التنازع بين القوم حل فيهم الفشل وذهبت ريحهم وتفرقوا بعد الاجتماع وتعادوا بعد الائتلاف أيها المسلمون إن الواجب علينا نحو ولاة أمورنا من العلماء والأمراء إن الواجب علينا نصيحتهم والكف عن أعراضهم ما استطعنا إلى ذلك سبيلا وإذا كنا نعلم أننا نحن نخطئ في أنفسنا ونخطئ في أهلينا فكيف نعذر أنفسنا بخطئنا ولا نعذر غيرنا بخطئه ولكن كما قلت أولا لابد من بيان الخطأ والتراجع فيه مباشرة بيننا وبين من نريد أن ننصحه أما الكلام في أعراض العلماء وأعراض الأمراء في المجالس فلا شك أن لهذا نتيجة سيئة في المجتمع كله إنني لا أدعي العصمة لأحد ولكنني أقول إن الواجب علينا التناصح بقدر ما نستطيع وبكل سبيل إلى المقصود أما المثل الثاني فهي حال الناس بالنسبة لمن تحت أيديهم حيث إن بعض المدراء والروساء والآباء والأخوة الكبار يحتقرون من تحتهم احتقارا بالغا بحيث لا يقبلون منه بحيث لا يقبلون منه أن يتكلم ولو بالحق تجدهم ينظرون إلى من تحتهم نظر ازدراء وإهانة وهذا من الكبر الذي يخشى أن يطبع الله على قلب صاحبه قال الله عز وجل : (كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) (غافر:35) وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنه فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جميل يحب الجمال الكبربطر الحق وغمط الناس) أخرجه مسلم وغمط الناس احتقارهم وازدراءهم فاتق الله أيها الرجل ولا تردن الحق لازدراء من قال به فتحرم دخول الجنة واستمع إلى الحق من كل أحد فإن كنت أكبر منه سنا فإن تواضعك لذلك لا يزيدك إلا رفعه قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما تواضع أحد لله إلا رفعه ) وتأمل تأمل قول الله عز وجل في وصف عباد الرحمن : (وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآياتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمّاً وَعُمْيَاناً) (الفرقان:73) واتصف يا أخي المسلم أتصف بأوصاف هؤلاء السادة عباد الرحمن وكن ممن إذا ذكر بآيات ربه سمع وأطاع وقبل وصدق وآمن تبلغ ثواب هؤلاء البررة (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلاماً* خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرّاً وَمُقَاماً) (الفرقان:75-76) إذا كنت رئيسا في دائرة أو أميرا في بلد ثم جاء أحد من الناس ولو من الفراشين جاء بالحق وجب عليك قبوله وألا تزدري من جاء به فإن الحق قد يكون في الضعفاء وقد يكون فيمن تحت ولايتك فاتق الله أيها المسلم وكن من عباد الله اللهم أنا نسألك أن تجعلنا من عبادك الصالحين وأوليائك المتقين وحزبك المفلحين وألا تحرمنا شفاعة سيد المرسلين وأن تجعلنا مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنك جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد خاتم النبيين وإمام المتقين وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي من بالإحسان وتفضل وتكرم وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل من قام لله ودعا إليه وعلم صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان وسلم
أما بعد
أيها الناس اتقوا الله تعالى وتعلموا من دينكم ما تعبدون الله به على بصيرة وأحذروا أن تتكلموا في دين الله بما لا تعلمون فإن من قال على الله ما لا يعلم فهو قرين المشرك بالله عز وجل في كتاب الله تعالى قال الله عز وجل : (قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (لأعراف:33) فمن قال على الله ما لا يعلم في ذات الله أو أسماء الله أو صفات الله أو أحكام الله فإنه داخل في هذه الآية فليعد لما قاله جوبا إذا وقف بين يدي الله عز وجل يوم القيامة ولقد كان بعض الناس الذين يحصلون بعض العلم من غير روية ولا دراية يتكلمون في دين الله فيخبطون و يَضلون ويُضلون لقد بلغني أن بعض من ينتسب إلى العلم من طلبة العلم إنه قال لا يحل لأحد أن يعتمر في رمضان إلا أن يلتزم بالصوم أما أن يعتمر ويفطر فإن هذا حرام عليه تصوروا هذه المسألة جيدا يقول لا يحل للإنسان أن يعتمر في رمضان إلا أن يلتزم بالصوم فأما أن يعتمر ويفطر فإن هذا حرام عليه الصورة واضحة ولكن الحكم خطأ لماذا قال هذا القول الخطأ الفادح الكاذب على شريعة الله قال لأن صوم رمضان واجب والسفر إلى العمرة سنة وإذا لزم من السنة إسقاط الواجب كانت السنة حراما لأن الواجب لا يسقط بالسنة ما أقبح هذا القياس وما أفسده وما هو إلا كقياس الشيطان حين أمره الله أن يسجد لأدم فقال : (أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ)(لأعراف: من الآية12) كيف يسجد من خلق من النار لمن خلق من الطين ما علم هذا الجاهل الذي يقول أنه لا تجوز العمرة في رمضان إلا لمن أراد أن يلتزم بالصوم فأما من أراد أن يفطر فإنه لا يجوز له أن يعتمر لم يعلم هذا أنه خالف السنة بل خالف كتاب الله وسنة رسول الله وإجماع المسلمين أما كتاب الله فإن الله قال في كتابه المبين : ( وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ) (البقرة: من الآية185) فإذا سافر الإنسان لم يكن صوم رمضان واجبا في حقه بنص كتاب الله عز وجل وأما مخالفته لسنية النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( عمرة في رمضان تعدل حجة ) وهو صلى الله عليه وسلم يعلم أن المسافر يحل له أن يفطر وأن الفطر في حقه أفضل إذا كان يشق عليه الصوم وأما مخالفته لإجماع المسلمين فإننا لا نعلم أن أحدا قال بهذا القول الباطل الفاسد أيها المسلمين إن مثل هذه الفتاوى تصدر من أنصاف بعض طلبة العلم الذين لم يفقهوا في دين الله والذين يرون أن العلم تجارة يتقربون بها إلى أن يبجلهم الناس ويعظمهم الناس نسأل الله لنا و لهم الهداية وأن يعيذنا من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا فإن هذا والله من شرور النفس أن تدعوك نفسك إلى أن تكون مراعيا تعظيم الناس وإجلالك من أجل طلب العلم أو كما يقول العامة خالف تذكر أيها المسلمون إنني أحذركم من أمثال هؤلاء الذين ليس عندهم دراية في العلم والذين يأخذون من النصوص شيئا ويدعون أشياء والذين يريدون أن يستدلوا بالأمور العقلية القياسية وهي أقيسة فاسدة لا تتفق مع العقل الصريح ولا مع النظر الصحيح أيها المسلمون إننا في هذه الصحوة لعلى شفا جرف إن هذه الصحوة التقمت أناسا أدعياء في العلم ليس عندهم من العلم إلا الشيء القليل لكنهم يرون أنفسهم فوق العلماء ربما يقال لأحدهم كما سمعت يقال له إن الأمام أحمد بن حنبل أمام أهل السنة الصابرة في المحنة الذي قال بعض العلماء أن صبر الإمام أحمد يوم المحنة كصبر أبي بكر رضي الله عنه يوم الردة لما قيل له إن هذا قول الإمام أحمد قال ومن الإمام أحمد أليس رجلا ونحن رجال صحيح أنه ذكر وأنت ذكر ولكن هل عندك من العلم بالسنة والورع في دين الله ما عند الإمام أحمد أنا لست أقول إن الإمام أحمد لا يخطئ ولكني أقول لا ينبغي للإنسان أن يزدري مثل هذا الإمام هذا الازدراء ولكن لو أن هذا الرجل إذا كان الحق معه لو أنه تأدب مع أهل العلم وقال إن الإمام أحمد بشر يخطئ ويصيب ولعل له رواية أخرى توافق ما أقول لأن الإمام أحمد رحمه الله قد يكون له في المسألة الواحدة أقوال كثيرة لأنه واسع الإطلاع فكلما أطلع على أمر أصح في رأيه رجع عن قوله الأول أما رجوعا حقيقيا يصرح به وإما سكوتا عن القول الأول فيكون له في المسألة قولان أو أكثر أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق أخواني طلبة العلم لإصابة الصواب والتأني في الأمور وألا يتعجلوا الإمامة في الدين حتى يدركوا من دين الله ما يستحقون أن يكونوا أئمة وأسأل الله سبحانه وتعالى لإخواني الذين ليس لهم علم وليسوا مشتغلين بطلب العلم أن يوفقهم لاختيار الأقوال الصواب من أقوال أهل العلم حتى يكونوا عابدين لله على بصيرة وأسال الله تعالى لشعبنا ولكل شعب إسلامي أن يردهم إلى طريق السلف الصالح في المعتقد والقول العمل والأخلاق والآداب إنه جواد كريم وأسأل الله أن يجعلنا جميعا متعاونين على البر والتقوى متعاونين على إبطال الباطل وإحقاق الحق أينما كان ومع من كان أنه جواد كريم ربنا أغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللهم إنا نسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل إثم والفوز بالجنة والنجاة من النار ونسألك اللهم أن تصلح لنا ولاة أمورنا صغيرهم وكبيرهم ذكورهم وإناثهم يا رب العالمين إنك جواد كريم إن الإناث قد يكون لهم ولاية أمر على النساء فنسأل الله أن يصلح الجميع بمنه وكرمه إنه جواد كريم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وافوا بعهد الله إذ عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بعد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم و اشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون ...
من موقع بن عثيمين