اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه.
أما بعد:
فالكثير من المسلمين في أقطار العالم؛ أطبق غالبهم على أن يطلق للسانه العنان في الشتم من حيث لا يدري – ولا أقول: يدري – حتى لا اتهم الكثير بالتعمد، فمن ذلك الجهل؛ إذا غضب أحدُهم على شخص ما، قال له في غضب: "اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك".
ولاشك أنه يقصد في ذلك المقام: السب والشتم والدعاء عليه، وقد بحثت عن هذه اللفظة؛ لأني وقعت فيها يوماً من الأيام، إما مازحاً وإما زلة لسان – ولاشك أنها هفوة وجهل – نستغفر الله ونتوب إليه، فممَّا وقفت عليه قيّدتُه كالآتي:
قَالَ الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ شيخ الاسلام ابن تيمية رَحِمَهُ اللَّهُ:
"وَقَوْلُهُ: "اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك", كَالدُّعَاءِ عَلَيْهِ وَشَتْمِهِ بِغَيْرِ فِرْيَةٍ, نَحْوَ يَا كَلْبُ, فَلَهُ قَوْلُهُ لَهُ أَوْ تَعْزِيرُهُ".
"المستدرك على مجموع الفتاوى" (5 / 99، 112)، و "مختصر الفتاوى المصرية"(ص 478) كلاهما لابن تيمية، ومختصِر الفتاوى بدر الدين البعلي (ت 777هـ). وانظر: "الفروع" (6 / 116) لابن مفلح (ت 763هـ)، و "الإنصاف" (10 / 250) للمرداوي (ت 885هـ).
قَالَ صاحب "مواهب الجليل" (ت 954هـ) فيه: "ثُمَّ قَالَ – يعني: خليل بن إسحاق (ت 776هـ) صاحب "مختصر خليل":
"وَإِذَا قَالَ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك. فَإِنَّهُ يُعَزَّرُ. إلَّا أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُ خَصْمُهُ". قَالَهُ فِي "الدُّرَرِ الْمُلْتَقَطَةِ" لِلدَّمِيرِيِّ؛ وَهَذَا مِنْ الشَّافِعِيَّةِ".
(6 / 303). وانظر: "تبصرة الحكام في أصول الأقضية ومناهج الأحكام" (2 / 272) لابن فرحون اليعمري (ت 799هـ)، و "قرة العين بفتاوى علماء الحرمين" (ص 294) لحسين المغربي المالكي (ت 1292هـ)، و"أسهل المدارك شرح إرشاد السالك في مذهب إمام الأئمة مالك (3 / 192) للكشناوي (ت 1397 هـ).
جمعه /
أبو فريحان جمال بن فريحان الحارثي