✍ روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله ﷺ قال : «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ*انْقَطَعَ*عنْه*عَمَلُهُ*إِلَّا*مِن*ثَلَ اثَةٍ:*إِلَّا*مِن*صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له.» (1) .
▪قال فضيلة الشيخ العلامة الفقيه زيد بن محمد بن هادي المدخلي - رحمه الله تعالى رحمة واسعة - :
في هذا الحديث القصير بشرى كريمة لمن وفقه الله في حياة العمل، وأقدره على تقديم تلك الثﻼثة مجتمعة، فقدم صدقة جارية كوقف يدر على طﻼب العلم الشريف، أو على الفقراء والمساكين من المسلمين، وحبذا لو تكون على اﻷقارب فيحظى بأجر الصدقة وأجر الصلة، أو في مشروع من المشاريع النافعة لﻹسﻼم والمسلمين . فإن ثوابه يجري على من أجراه في حال الحياة وبعد الممات .
وقدم علما شرعيا تنتفع به اﻷمة في حياتها بعد مماتها بطريق تعليمه أو بطريق تأليفه أو بأي واسطة من وسائل النفع .
وقدم ولداً صالحاً من ذكر أو أنثى بحيث رباهم تربية صالحة، وطالت بهم الحياة بعد موته، فإن كل ما عملوه من خير مطلقا فإن للوالد الكافل المربي نصيبا وافراً من أجر ذلك الخير، سواء كان واجبا أو مستحبا، ومن جملة ذلك الدعاء في صﻼته وغيرها .
ومن لم يستطع إﻻ على تقديم البعض فله نصيب من اﻷجر .
ـــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم في كتاب الوصية ما يلحق اﻹنسان من الثواب بعد وفاته (ج 3 رقم 1631 ص 1255) .
📝 الأجوبة السديدة على الأسئلة الرشيدة ، الصفحة : (129 - 130) من الجزء الثاني .