.....في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لشيخ الإسلام بن تيميه رحمه الله وجزاه عن أمة محمد خيرا من ذلك أن أناس لما غزوا الفرس بقيادة سعد بن أبي وقاص فوصلوا إلى نهر دجلة وإذا النهر يجري يقذف بزبده والفرس قد تخطوه إلى بلادهم وكسروا الجسور وأغرقوا السفن ولم يبق للمسلمين شئ يعبرون إليهم به فجاءوا إلى سعد ن أبى وقاص وهو القائد وقالوا مالنا بهؤلاء طاقة هؤلاء الآن تحصنوا بالنهر وكسروا الجسور واغرقوا السفن ولا طاقة لنا بهم فدعا سعد بن أبى وقاص رضي الله عنه سلمان الفارسي وكان سلمان الفارسي من فارس يعرف كيد الفرس فقال له يا سلمان أخبرنا عن شئ نكيد به هؤلاء الأعداء فقال له سلمان ليس عندي ما أكيد به إلا شئ واحد وهو استقامة الجند إن كانوا مستقيمين على أمر الله متبعين لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فليبشروا أن لله سييسر لنا العبور على هذا النهر لأن الذي يسر العبور لقومه أن يعبروا البحر قادر على أن ييسر لنا ذلك فذهب سلمان وجعل يطوف في الجند وإذا الجند ركع سجود في الليل وفي النهار يعملون للحرب ويتهيئون ويتأهبون وبعد ثلاث ليال أتى إلى سعد وأخبره أن الجند على خير ما يرام فاستنفر سعد الجند وقال إني واقف على النهر ومكبر ثلاثا فإذا كبرت الثالثة فسموا الله واعبروا فان الله سييسر لنا ذلك فلما أصبحوا وقفوا على النهر وكبر سعد ثلاثا ثم قالوا بسم الله وعبروا النهر بخيلهم ورجلهم يمشون على الماء وهو يجري أمسكهم الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه قال المؤرخون وكانت الفرس إذا أصابها تعب هيأ الله لها جزيرة في هذا النهر حتى تستقر عليها ثم تستعيد نشاطها حتى عبروا النهر فلما عبروا النهر ذهل منهم الفرس وقالوا إنكم لستم تقاتلون إنسا وإنما تقاتلون جنا لا يمكن أن يعبر النهر أحد من الإنس أبدا بدون وسيلة محسوسة فهيأ الله للمسلمين أن فتحوا عاصمتهم وأخذوا تاج كسري وكان تاجا عظيما كالخيمة الكبيرة فيه من الذهب واللؤلؤ والجواهر ما الله به عليم ولم تحمله البعير الواحدة فقرنوا بعيرين وربطوه بينهما من المدائن إلى المدينة النبوية يسوقونها إلى من إلى الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه حتى وضعوا التاج بين يديه ولم يفقد منه حبة لؤلؤ واحدة مع هذه المسافة الطويلة والرياح والأمطار أو حر الشمس أو حر الشمس إن لم يكن زمن المطر حتى وضعوه بين يدي عمر فجعل يتعجب وقال إن قوما أدوا هذا لأمناء فقالوا يا أمير المؤمنين كنت أمينا فكانوا أمناء ولو رتعت لرتعوا ...
مكتبة الخطب : 9-السيرة النبوية : 2-ايات النبي صلى الله عليه وسلم و خصائصه</B>
للشيخ العثيمين رحمه الله تعالى