بسم الله الرحمن الرحيم
حكمة تقييد الدعاء أو العبادات بعدد معين
من شرح حديثي أَبِي أَيُّوبَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - - مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ ، له الملك وله الحمد ، بيده الخير، يحيي ويميت ، وهو على كل شيئ قدير؛ عَشْرَ مَرَّاتٍ, كَانَ كَمَنْ أَعْتَقَ أَرْبَعَةَ أَنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
وحديث أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اَللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - - مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اَللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ, وَإِنْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ اَلْبَحْرِ - مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ
لفضيلة الشيخ محمد العثيمين قال رحمه الله تعالى:
....باعتبار العدد والعدد يختلف؛ تارة يكون الحكم على عشرٍ وتارة على سبع وهو أكثر الأحكام وتارة على ثلاثة وتارة على خمس، ومثل هذه الأحكام المرتبة على الأعداد هي في الحقيقة تعبدية محضة، ومن حاول أن يلتمس لها علة فإنه لن يستطيع إلا بتكلف مكروه لا تقبله النفس تماما،
مثلا الصلاة المفروضة سبعة عشرة ركعة موزعة على أوقاتها، هل تستطيع أن تعلل لماذا كانت الضهر أربع والعصر والعشاء أربعا أربعا ؟ لا! لأن هذه الأعداد لا نستطيع أن نعرف الحكمةمنها ، وحينئذٍ يكون ترتيب الأحكام ثوابا كان أو عقابا على عدد معين مما لا مجال للعقل فيه، لكن من أكثر الأحكام رتب على الثلاث والسبع، وظاهر الحديث عشرة مرات فظاهره أنه لا فرق بين أن يأتي بها متتابعة أو متفرقة؛ ويؤخذ هذا من الإطلاق، لأن الرسول لم يقل متتابعة، وهذه قاعدة مفيدة أن المطلق يبقى على إطلاقه وله أمثلة قوله تعالى في صيام التمتع " فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ "البقرة هل يجب التتابع قي الثلاثة والسبعة ؟ لا يجب ، لو صام أول يوم قدم مكة وهو محرم بالعمرة ، بعد أربة أيام صام يوم آخر ، وبعد أيام صام يوم ، هذه ثلاثة، ولم رجع صار يصوم كل اسبوع يوما ، فهذا جائز لأن الله لم يقيد ولهذا قال تعالى" تلك عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ " حتى لا يتوهم الإنسان أنها في التفريق ينفرد كل يوم عن الآخر.
ولما أراد الله تعالى التتابع في صيام الظَهار وصيام كفارة القتل قال صيام شهرين متتابعين، قال تعالى" فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنَ اللَّهِ" 92 النساء
في كفارة اليمين من اخذ بالقراءة الغير سبعية فصيام ثلاثة أيام متتابعة بقراءة ابن مسعود، وهو الحق والمصحف الذي بين أيدينا ليس فيها متتابعة فالذي أخذ أنها متتابعة من قراءة ابن مسعود.
اضافة:قال البغوي في تفسير هذه الآية " فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ "
واختلفوا في وجوب التتابع في هذا الصوم: فذهب جماعة إلى أنه لا يجب فيه التتابع بل إن شاء تابع وإن شاء فرّق، والتتابع أفضل وهو أحد قولي الشافعي، وذهب قوم إلى أنه يجب فيه التتابع قياسا على كفارة القتل والظهار، وهو قول الثوري وأبي حنيفة، ويدل عليه قراءة ابن مسعود رضي الله عنه صيام ثلاثة أيام متتابعات.اهــ
يقول الشيخ عثيمين : المهم ما أطلقه الله ورسوله فهو على إطلاقه، وعلى هذا لو قلت في أول النهار لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيئ قدير " وفي الساعة العاشرة قلتها أيضا وهكذا متفرقة على ساعات النهار حتى أكملت عشرا في اليوم.
كتاب الجامع من باب الذكر والدعاء من بلوغ المرام لابن حجرالعسقلاني
شرح الشيخ محمد العثيمين
الشريط 17
الدقيقة 09:15
ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
يقو الشيخ عثيمين ردا على سؤال أحد الطلبة في الشريط 18 في الفهرس 20
...يقول إن بعض الناس تستعمل هذه الأحاديث مكررة ثلاث مرات أو سبع مرات أو ما اشبه ذلك ، فيقال: لا! ما ورد مطلقاَ يكتفى فيه بواحدة وما ورد مقيدا بعدد فيؤخذ بالعدد الذي قيد به .
كتاب الجامع باب الدعاء
منقووووووووووووووووول للفائدة