السؤال : أحسن الله إليكم، يقول السائل: هل أبو حنيفة مبتدع ؟ وهل يؤخذ قول من تكلم فيه من السلف أو يؤخذ قول من اعتذر له من الخلف ؟
الجواب : لا يقال ويقرر بأن أبا حنيفة مبتدع وضال، لا يجوز هذا الكلام، أبو حنيفة من الأئمة الأربعة، بل هو أكبرهم سناً، ولكن لا يسلم من الخطأ، لا يسلم من الخطأ أحد، ما وُجد أن أباحنيفة أخطأ فيه، بأنه من أهل الرأي لا يعتبر أنه يبيح الكلام فيه وأنه مبتدع، كما يفعل بعض الذين توسعوا في ذمه حتى عدّلوا إسمه بدل أبي حنيفة يقولون : ( أبو جيفة ) وهذا حرام لا يجوز لهم التفوه به.
فالمقصود أنه ما من أحد من الأئمة أو من أهل العلم غير الرسل والأنبياء إلا وهو يقع في كلامه شيء من الخطأ، وهم يذكرون ذلك ويتبرأون عن الخطأ، فما وجد عن أبي حنيفة من الخطأ يبين للناس ويُصحح.
ولا يجوز أن يُذم أبو حنيفة وأن يُشنع عليه ويحذر الناس من فقهه ، هذا لا يقوله أهل السنة لا اليوم ولا قبل اليوم، إلا من جهل البحث العلمي في المسائل واختلاف العلماء وكونهم قد يخطئون في بعض المسائل الفقهية ويتعقبهم من هو أقل علماً منهم، كما تجد كاتب معاصر يلاحظ بعض الملاحظة على الأئمة ويوجد أن في ملاحظته حق، لأنه كان أسعد بالدليل، والأئمة لا ينكرون هذا ، الأئمة الأربعة لا ينكرون ، بل كان الشافعي يقول : ( متى وجدتم الحديث فأعلموني فأنتم أعلم بالحديث، فإذا خالف قولي قول رسول الله فاضربوا به عرض الحائط) وكلٌ يتبرأ .
فمن أخطأ من الأئمة لا يُشنع عليه ، وإنما يُبين الخطأ إذا كان من أهل العلم بالدليل، دليل القرآن الكريم والسنة المطهرة، فرحمهم الله (( من اجتهد فأصاب فله أجران، ومن اجتهد فأخطأ فله أجر وخطؤه معفو عنه فيه )) هذا هو نص الحديث .
لا يُقال ويُقرر بأن أبا حنيفة مبتدع وضال..... العلامة زيد المدخلي حفظه الله
العرض العادي
