السؤال: الجهر بالبسملة؟
الجواب
الشيخ: الراجح أن الجهر بالبسملة لا ينبغي وأن السنة الإسرار بها(1) لأنها ليست من الفاتحة ولكنه لو جهر بها فلا حرج بل قال بعض أهل العلم إنه ينبغي أن يجهر بها أحياناً لأنه قد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يجهر بها(2) ولكن الثابت عنه أنه كان لا يجهر بها وهذا هو الأولى أن لا يجهر بها لكن لو جهر بها تأليفاً لقومٍ مذهبهم الجهر فأرجو أن لا يكون به بأس.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): لحديث أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النَّبِي صلى الله عليه و سلم وأبا بكر وعمر كانوا يستفتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين) أخرجه البخاري في باب ما يقول بعد التكبير
وفي رواية: (صليت مع أبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدًا منهم يقرأ بسم الله الرحمن الرحيم) أخرجه مسلم في الصلاة باب حجة من قال لا يجهر بالبسملة
ولمسلم: (صليت خلف النَّبِي صلى الله عليه و سلم وأبي بكر وعمر وعثمان فكانوا يستفتحون بالحمد لله رب العالمين، لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول قراءة ولا في آخره)
(2): لما رواه الدارقطني والبيهقي من حديث أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ج: (إذا قرأتم: ﴿الحمد لله﴾ فاقرءوا: ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾, إنَّها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني و ﴿بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ إحدى آياتِه) ذكره الألباني في صحيح الجامع الصغير رقم (742) وقال: صحيح. قال الحافظ في التلخيص: وهذا الإسناد رجاله كلهم ثقات0
قال الشيخ العلامة المحدث: أحمد بن يحي النجمي ت 1428هـ رحمه الله تعالى:
"والذي ينبغي أن تعلمه أيها القارئ الكريم: أن الجهر ثابت كما أن الإسرار ثابت، وأنه لا ينبغي الإنكار على من فعل واحدًا منهما. "
وقال أيضا: " ومن أجل ذلك أقول إن الجهر ثابت كما أن الإسرار ثابت ولا يلام من أخذ بواحد منهما، فمن جهر فبسنة أخذ، ومن أسر فبسنة أخذ وإلى ذلك ذهب بعض المحققين من العلماء كابن القيم - رحمه الله -0.
وبه أخذ شيخنا عبد الله بن محمد القرعاوي، وتلميذه حافظ بن أحمد الحكمي -رحمهما الله تعالى-، وعليه مشى الشيخ في نظم السبل السوية حيث قال:
وجاء في البسملة الإسرار
وقد أسرها النَّبِي وقد جهر
وأنس قـد شاهـد الْحَالين
كذاك في الجهر أتت أخبار
بِها وكل قد روى لما حضر
ثُـمَّ رواهمـا مفصـليـن
وإليه مال الشيخ عبد العزيز بن باز في تعليقه على الفتح مع ترجيح الإسرار على الجهر كما سيأتي " انظر لهذا البحث والتخريج بحث كتيب بعنوان: حكم الجهر والبسملة 0 للشيخ العلامة احمد النجمي رحمه الله تعالى0 ( حاشية خارجة عن اصل الفتوى )