منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى القران الكريم وتفسيره

بحث واسع حول جمع القرآن

منتدى القران الكريم وتفسيره


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي الجوهرة مخالفة
الجوهرة غير متواجد حالياً
 
الجوهرة
عضو مميز
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 10
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة : في قلب أمي الحبيبة
عدد المشاركات : 2,106 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي بحث واسع حول جمع القرآن

كُتب : [ 05-24-2012 - 03:13 AM ]

بحث واسع حول جمع القرآن

معنى الجمع في اللغة
الجَمْع : مصدر الفعل "جَمَع" ، يقال : جمع الشيء يجمعه جمعا .
وفي الاصطلاح
جمع القرآن الكريم يطلق في علوم القرآن على معنيين :
أحدهما : جمعه بمعنى حفظه في الصدور عن ظهر قلب ، ويدل له قوله تعالى { إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ } (القيامة: 17) أي : جمعه في صدرك ، وإثبات قراءته في لسانك .
الثاني : جمعه بمعنى كتابته ، ويدل له ما ورد في الحديث الذي أخرجه البخاري في قصة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - ومما ورد فيه :-
قول عمر بن الخطاب لأبي بكر - رضي الله عنهما : ( وإني أرى أن تأمر بجمع القرآن ) .
وقول أبي بكر الصديق لزيد بن ثابت - رضي الله عنهما : ( فتتبع القرآن فاجمعه ) أي : اكتبه كله .

إطلاق لفظ جمع القرآن
أغلبهم يطلق عبارة جمع القرآن الكريم في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وجمعه في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، وجمعه في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه ، ويريدون بالجمع معاني مختلفة ، فبتدبر الأمر وتتبع الروايات نجد أن لفظ الجمع حين يطلق :
- في زمن النبي صلى الله عليه وسلم يقصد به حفظه عن ظهر قلب وكتابته على الأدوات المتوفرة ذلك الوقت .
- وحين يطلق في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه يقصد به كتابة القرآن الكريم في مصحف واحد مسلسل الآيات مرتب السور .
- وحين يطلق في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه يقصد به نسخ المصحف الذي كتب في عهد أبي بكر رضي الله عنه بمصاحف متعددة .















حفظ القرآن في السماء
عز وجل { فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ }{ مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ }{ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ }{ كِرَامٍ بَرَرَةٍ } (عبس : 13، 16 ). فهو في اللوح المحفوظ ، مصون مستور عن الأعين ، لا يطلع عليه إلاّ الملائكة المقربون ، ولا يمسه في السماء إلاّ الملائكة الأطهار ، ولا يصل إليه شيطان ، ولا يُنال منه , فالشياطين لا تمس هذا الكتاب ، وليس لها سبيل إليه ، وإنما تحف به الملائكة المقربون ، ويؤكد الله تعالى وصفه بكونه مكنونا بوصفه بكونه محفوظا في قوله تعالى { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ }{ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ } ( البروج : 21، 22 ).

حفظ القرآن الكريم على الأرض
لقد حفظ الله عز وجل القرآن الكريم على الأرض بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي استقبله فأحسن الاستقبال ، وحفظه أتم حفظ ، وقام به خير قيام ، وبلغه أحسن تبليغ والشواهد على ذلك كثيرة منها : قوله تعالى { لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ }{ إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ }{ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ }{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ } (القيامة : 16 - 19).
قوله تعالى { سَنُقْرِئُكَ فَلَا تَنْسَى } ( الأعلى : 6) .
ويتبين من ذلك أن الله عز وجل حفظ القرآن على الأرض بواسطة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم أصحابه رضوان الله عليهم والتابعين وكافة المؤمنين بعد ذلك .
ولعل من أبرز دواعي حفظه - غير تكفل الله عز وجل بحفظه - ما يلي :
1. مجيء القرآن الكريم معجزا متميزا في نظمه ، فريدا في أسلوبه ، لا يطاوله كلام البلغاء ، ولا تدنو منه فصاحة الفصحاء .
2. تشريع قراءة القرآن الكريم في الصلاة فرضا كانت أم نفلا ، سرا أم جهرا ، مما جعلهم يحرصون على حفظ القرآن الكريم لأداء هذه العبادة .
3. ارتباط القرآن الكريم بالتشريعات .
4. الترغيب في قراءة القرآن الكريم وحفظه وتعلمه وتعليمه .
5. سهولة حفظ القرآن الكريم وتيسيره .






الأدوات التي كتب عليها الوحي
كان كتاب الوحي يكتبون القرآن فيما كان ميسرا لهم في زمنهم ، ومن الأدوات التي كتب فيها :-
1. الرِّقاع : وهي جمع رقعة ، وهي القطعة من الجلد وقد تكون من غيره كالقماش أو الورق ، وهو غالب ما كتب عليه الوحي . قال زيد بن ثابت : "كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع .
2. الأكتاف : وهي جمع كتف ، وهو عظم عريض يكون في أصل كتف الحيوان , قال السيوطي : "هو العظم الذي للبعير أو الشاة". قال زيد بن ثابت بعد أن أُمِر بجمع القرآن : "فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال .
3. العُسُب : وهو جمع عسيب ، وهو جريد النخل ، كانوا يكشطون الخوص ويكتبون في الطرف العريض .
4. اللِّخاف : وهو جمع لَخْفَة، وهي صفائح الحجارة , قال زيد بن ثابت : فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف.
5. الأقتاب : وهو جمع قتب ، وهو قطع الخشب التي توضع على ظهر البعير ليركب عليه الإنسان، قال زيد بن ثابت في رواية ابن أبي داود : "فجمعت القرآن أجمعه من الأكتاف والأقتاب والعسب وصدور الرجال.
ومما كانوا يكتبون فيه : الصحف والألواح والكرانيف وغيرها.



جمع القرآن
يطلق جمع القرآن تارة على حفظه في الصدور وتارة على كتابته .
فعلى المعنى الثاني نقول: ان القرآن جمع ثلاث مرات
(الجمع الاول) كتب كله في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضوع واحد
ولا مرتب السور بل كان مفرقا في العسب واللخاف والرقاع والاقتاب ونحوها مع كونه محفوظا في الصدور .
(الجمع الثاني) جمع أبى بكر الصديق رضي الله عنه .


سبب عدم جمعه صلى الله عليه وسلم في مجلد
وعدم جمعه في مجلد في حياته عليه الصلاة والسلام كان لأمرين :-
(الأول) الامن فيه من وقوع خلاف بين الصحابة لوجوده صلى الله عليه وسلم بين أظهرهم .
(الثاني) خوف نسخ شيء منه بوحي قرآن يبدله.

اختلف فيمن جمع القرآنفي عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقيل: أربعة، وقيل: ستة وقيل: خمسة , فعد المربعون أبياً ، ومعاذاً ، وزيد بن ثابت ، وأبا زيد وهو قول أنس . فقيل: من أبو زيد قال بعض عمومتي .
وعد بعضهم مجمع بن جارية وسالما مولى أبي حذيفة وترك زيداً ، وأبا زيد وعثمان ، وتميماً الداري . وعد بعضهم أبا الدرداء مكان تميم . وحكى ابن عيينة عن الشعبي أنه قال: لم يقرأ القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا ستة كلهم من الأنصار: أُبي ، ومعاذ ، وأبو الدرداء ، وسعد بن عبيد القاري وأبوزيد ، وزيد . فقيل هو ابن ثابت، وقيل: لا. والأول أظهر.
وقال الشعبي: غلب زيد بن ثابت الناس بالقرآن، والفرائض .
وقيل: أول من حفظ القرآن على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار سعد بن عبيد، ومن الخزرج أبي ومعاذ، والخلاف في غيرهما والجمهور على عثمان وزيد وتميم.
& كان زيد حافظا للقرآن وجامعا له فما ووجه تتبعه المذكورات انه كان يستكمل وجوه قراءاته ممن عنده ما ليس عنده وكذا نظره في المكتوبات التي قد عرف كتابتها وتيقن أمرها فلا بد من النظر فيها
وان كان حافظا ليستظهر بذلك وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته أم لا وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى أصل يعتمد عليه كان آكد واثبت في ضبط المحفوظ .

قبض النبي صلى الله عليه وسلم ولم يكن القرآن جمع في شيء . قال الخطابي: إنما لم يجمع صلى الله عليه وسلم القرآن في المصحف لما كان يترقبه من ورود ناسخ لبعض أحكامه أو تلاوته ، فلما انقضى نزوله بوفاته ألهم الله الخلفاء الراشدين ذلك وفاء بوعده الصادق بضمان حفظه على هذه الأمة .




ابتداء الجمع بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم على يد أبو بكر رضي الله عنه
ابتداء ذلك على يد الصديق بمشورة عمر .
وأما ما أخرجه مسلم من حديث أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكتبوا عني شيئاً غير القرآن الحديث , الجواب من وجهين :-
- أنه لا ينافي ذلك ، لأن الكلام في كتابه مخصوصة على صفة مخصوصة ، وقد كان القرآن كتب كله في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لكن غير مجموع في موضع واحد ولا مرتب السور .
- وأن ذلك كان خشية اختلاطه بالسنة .
& قال الحاكم في المستدرك: جمع القرآن ثلاث مرات :
إحداها: بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم .
الثانية: بحضرة أبي بكر ، روى البخاري في صحيحه عن زيد بن ثابت وفيه أنه قال (فلم يزل أبو بكر يراجعني حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر .. ) الحديث , وكان سببه ذهاب كثير من القراء في مقتل أهل اليمامة .
وقال علي رضي الله عنه : أعظم الناس في المصاحف أجراً أبو بكر رحمة الله على أبو بكر، هو أول من جمع كتاب الله .
وقال أبو بكر لعمر ولزيد: اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكما بشاهدين على شيء من متاب الله فاكتباه . رجاله ثقات مع انقطاعه . قال ابن حجر: وكأن المراد بالشاهدين الحفظ والكتاب .
وقال ابن حزم : على كتبة المصحف وجمع القرآن بين الدفتين بالرأي والظن .
قال السخاوي في قول زيد عن آخر سورة التوبة: لم أجدها مع غيره: أي لم أجدها مكتوبة مع غيره ، لأنه كان لا يكتفي بالحفظ دون الكتابة . وقال السيوطي: أو المراد أنهما يشهدان على ذلك مما عرض على النبي صلى الله عليه وسلم عام وفاته .
عن الليث بن سعد قال : أول من جمع القرآن أبو بكر ، وكتبه زيد ، وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آية إلا بشاهدي عدل ، وإن آخر سورة براءة لم توجد إلا مع أبي خزيمة بن ثابت فقال: اكتبوها ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل شهادته بشهادة رجلين فكتب ، وإن عمر آتى بآية الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده.
وقال الحارث المحاسب في كتاب فهم السنن: كتابة القرآن ليست بمحدثة، فإنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقاً في الرقاع والأكتاف والعسب، فإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان مجتمعاً، وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت فيبيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها قرآن منتشراً، فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء.
فإن قيل: كيف وقعت الثقة بأصحاب الرقاع وصدور الرجال ؟
قيل لأنهم كانوا يبدون عن تأليف معجوز ونظم معروف قد شاهدوا تلاوته من النبي صلى الله عليه وسلم عشرين سنة ، فكان تزوير ما ليس منه مأمونا ، وإنما كان الخوف من ذهاب شيء من صحفه .
جمع القرآن في صحف أو مصحف على ذلك النمط الآنف بمزاياه السابقة التي ذكرناها بين يديك لم يعرف لأحد قبل أبي بكر رضي الله عنه وذلك لا ينافي أن الصحابة كانت لهم صحف أو مصاحف كتبوا فيها القرآن من قبل , لكنها لم تظفر بما ظفرت به الصحف المجموعة على عهد أبي بكر من دقة البحث والتحري ومن الاقتصار على ما لم تنسخ تلاوته ومن بلوغها حد التواتر ومن إجماع الأمة عليها ومن شمولها للأحرف السبعة .

مدة جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
استغرق جمع القرآن في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه قرابة خمسة عشر شهرا حيث بدأ بعد معركة اليمامة التي وقعت في أواخر السنة الحادية عشرة أو أوائل الثانية عشرة وانتهى قبل وفاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وكانت في الشهر السادس من السنة الثالثة عشرة ، وتم ذلك جمعا وكتابة قبل وفاته رضي الله عنه ، ويدل على ذلك قول زيد بن ثابت . كما في الحديث الذي أخرجه البخاري "فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله"

سمات جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه
اتسم جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق بعدة سمات ، من أبرزها :
1. أن كتابته قامت على أدق وسائل التثبت والاستيثاق ، فلم يقبل فيه إلاّ ما أجمع الجميع على أنه قرآن وتواترت روايته .
2. أنه جمع في مصحف واحد مرتب الآيات والسور .
3. موافقته لما ثبت في العرضة الأخيرة .
4. اقتصاره على ما لم تنسخ تلاوته ، وتجريده مما ليس بقرآن .
5. اشتماله على الأحرف السبعة التي ثبتت في العرضة الأخيرة .
6. إجماع الصحابة على صحته ودقته ، وعلى سلامته من الزيادة والنقصان، وتلقيهم له بالقبول والعناية، حتى قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : "أعظم الناس أجرا في المصاحف أبو بكر ، فإنه أول من جمع بين اللوحين"

تسميته بالمصحف
بعد أن أتم زيد جمع القرآن الكريم أطلق على هذا المجموع "المصحف" ، فقد روى السيوطي عن ابن أشته في كتابه المصاحف أنه قال : "لما جمعوا القرآن فكتبوه في الورق، قال أبو بكر : التمسوا له اسما، فقال بعضهم: السِّفْر.
وقال بعضهم : المصحف ، فإن الحبشة يسمونه المصحف .
وكان أبو بكر أول من جمع كتاب الله وسماه "المصحف".
وعلى أي حال فإن المصحف يطلق على مجموع الصحائف المدون فيها القرآن الكريم، أما القرآن فهو الألفاظ ذاتها .

جمع عثمان بن عفان رضي الله عنه
والجمع الثالث هو ترتيب السور في زمن عثمان رضي الله عنه .
روى البخاري عن أنس أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة ، فقال لعثمان: أدرك الأمة قبل أن يختلفوا اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل إلى حفصة أن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، فأرسلت بها إلى حفصة، فأمر زيد ابن ثابت عبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش ، فإنه إنما نزل بلسانهم ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق , قال زيد : ففقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ بها ، فالتمسناها فوجدناها مع خزيمة بن ثابت الأنصاري - من المؤمنين رجالصدقوا ما عاهدوا الله عليه - فألحقناها في سورتها في المصحف . قال ابن حجر: وكان ذلك في سنة خمس وعشرين. قال: وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة ثلاثين، ولم يذكر له مستنداً انتهى.

فكرة الجمع في عهد عثمان
لما سمع عثمان بن عفان رضي الله عنه - ما سمع ، وأخبره حذيفة بما رآه ، جمع - رضي الله عنه - أعلام الصحابة واستشارهم في علاج هذه الفتنة وذلك الاختلاف ، فأجمعوا أمرهم على ثلاثة أمور :
1. أن تنسخ الصحف الأولى التي جمعها زيد بن ثابت في عهد أبي بكر الصديق في مصاحف متعددة .
2. أن ترسل نسخة إلى كل مصر من الأمصار فتكون مرجعا للناس منه يقرؤون ويُقرئون وإليه يحتكمون عند الاختلاف .
3. أن يحرق ماعدا هذه النسخ .
ثم شرع عثمان بن عفان - رضي الله عنه - في تنفيذ هذه الأمور وكان ذلك في أواخر سنة 24هـ وأوائل سنة 25ه‍ حيث عهد إلى مجموعة من الصحابة من خيرة الحفاظ والكتاب مؤلفة من أربعة أشخاص هم :-
1. زيد بن ثابت الأنصاري الخزرجي 2. عبد الله بن الزبير بن العوام القرشي 3. سعيد بن العاص القرشي الأموي 4. عبد الرحمن بن الحارث بن هشام القرشي المخزومي .
ويلاحظ أن زيد بن ثابت هو الأنصاري الوحيد أما الثلاثة الآخرون فهم قرشيون ، وكان نصيبهم كبيرا ، لأن القرآن نزل بلغة قريش .
وتشير بعض الروايات إلى أن الذين ساهموا في نسخ المصاحف اثنا عشر رجلاً .
والظاهر أنه لا تنافي بين رواية البخاري التي اقتصرت على ذكر الأربعة وبين الروايات الأخرى التي أضافت إليهم خمسة أو سبعة، فرواية البخاري حددت المجموعة الأساسية ، والروايات الأخرى أضافت إليهم ممن ساعدهم بالإملاء والكتابة .
وكانت فكرة عثمان رضي الله عنه صائبة ولم تخرج عن مشورة وإجماع الصحابة الكرام في غهده , وأخرج ابن أبي داود بسند صحيح عن سويد بن غفلة قال: قال عليّ : لا تقولوا في عثمان إلا خيراً ، فو الله ما فعل الذي فعل في المصاحف إلا عن ملأ منا , قال : ما تقولون في هذه القراءة ، فقد بلغني أن بعضهم يقول إن قراءتي خير من قراءتك ، وهذه يكاد يكون كفراً ، قلنا : فما ترى ؟ قال: أرى أن يجمع الناس على مصحف واحد قال لا تكون فرقة ولا اختلاف، قلنا: فنعم ما رأيت .



سبب جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه
بينت لنا الروايات السابقة أن سبب جمع القرآن الكريم في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه يمكن إرجاعه إلى ما يلي :-
1. رفع الاختلاف والتنازع في القرآن الكريم ، وقطع المراء فيه ، وذلك باعتماد القراءات المتواترة التي يمكن أن يقرأ بها القرآن الكريم .
2. حماية النص القرآني من أي إضافة أو نقص نتيجة وجود عدد من المصاحف بأيدي الصحابة حيث اشتملت على ما ليس بقرآن كالشروح والتفاسير ، أو لم يكتب فيها بعض السور لعدم حاجتهم لكتابتها مع علمهم بأنها من القرآن .

نشر عثمان بن عفان المصاحف في الأمصار وتسمية المصحف
بعد أن تم العمل بنسخ المصاحف ، أعاد عثمان بن عفان - رضي الله عنه - الصحف إلى حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها ، وأمر بتوزيع المصاحف على الأمصار , ليقضي على التنازع والاختلاف في قراءة القرآن الكريم ، فأرسل إلى كل مصر من الأمصار بمصحف من المصاحف التي نسخت ، واحتفظ عنده بمصحف سمي "المصحف الإمام" .

عدد المصاحف واختيار الحفاظ
وقد وقع الاختلاف في عدد هذه المصاحف :-
1. فقيل: إنها ثمان نسخ .
2. وقيل: إنها أربع نسخ .
3. وقيل: إنها خمس نسخ ، قال ابن حجر : "فالمشهور أنها خمسة" وقرره السيوطي في الإتقان .
وعلى أي حال فإن الجميع يكاد يتفق على خمسة وهي :
الكوفي ، والبصري ، والشامي ، والمدني العام ، والمدني الخاص - الذي حبسه عثمان لنفسه وهو المسمى بالإمام .
والتي محل خلاف ثلاثة هي : المكي ، ومصحف البحرين ، واليمن . وإن كان بعضهم أضاف مصر .
ولم يكتف عثمان - رضي الله عنه - بتوجيه هذه المصاحف إلى تلك البلدان ، وإنما اختار حفاظًا يثق بهم فأرسلهم إليها ليقرئوا أهل البلد المرسل إليهم مع ملاحظة أن تكون قراءته موافقة لخط المصحف.

حرق الصحف والمصاحف الأخرى ورضا الصحابة عن ذلك
بعد أن أرسل عثمان - رضي الله عنه - المصاحف التي تم نسخها إلى الأمصار، أمر بما سواها مما كان بأيدي الناس أن يحرق ، كما في حديث أنس السابق الذي أخرجه البخاري : "فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق" . وقد استجاب الصحابة كلهم لذلك ، وقاموا بحرق مصاحفهم ، حتى عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، فإنه بعد أن امتنع في أول الأمر رجع طواعية لما علم صواب ذلك ، وأن مصلحة الأمة فيما فعله عثمان رضي الله عنه .

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان رضي الله عنهما
جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته، لأنه لم يكن مجموعاً في موضع واحد فجمعه في صحائف مرتباً لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قروه بلغاتهم على اتساع اللغات ، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئه بعض ، فخشى من تفاقم الأمر في ذلك ، فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتباً لسوره ، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجاً بأنه نزل بلغتهم وإن كان قد وسع في قراءته بلغة غيرهم رفعاً للحرج والمشقة في ابتداء الأمر ، فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة . وهو ما قرره القاضي أبو بكر في الانتصار .

عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق
اختلف في عدد المصاحف التي أرسل بها عثمان إلى الآفاق، والمشهور أنها خمسة. وأخرج ابن أبي داود من طريق حمزة الزيات قال: أرسل عثمان أربعة مصاحف. قال ابن أبي داود: سمعت أبا حاتم السجستاني يقول: كتب سبعة مصاحف، فأرسل إلى مكة، والشام، وإلى اليمن، وإلى البحرين، وإلى البصرة، وإلى الكوفة، وحبس بالمدينة واحداً.














ترتيب الآيات
الإجماع والنصوص المترادفة على أن ترتيب الآيات توقيفي لا شبهة في ذلك.
أما الإجماع فنقله غير واحد منهم الزركشي في البرهان وأبوجعفر بن الزبير في مناسباته، وعبارته: ترتيب الآيات في سورها واقع بتوقيفه صلى الله عليه وسلم وأمره من غير خلاف في هذا بين المسلمين.

ترتيب السور
ترتيب السور فعل الصحابة على الأصح والآيات بالوحي عن الجمهور، وحكي عليه الإجماع وحكى القرطبي قولين. وكذلك اختلفت المصاحف في ترتيب السور دون الآي.
وقال أبوجعفر النحاس: المختار أن تأليف السور على هذا الترتيب من رسول الله صلى الله عليه وسلم لحديث واثلة أعطيت مكان التوراة السبع الطوال قال: فهذا الحديث يدل على أن تأليف القرآن مأخوذ عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأنه في ذلك الوقت، وإنما جمع في المصحف على شيء واحد، لأنه جاء هذا الحديث بلفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم على تأليف القرآن.
وقالا بن الحصار: ترتيب السور ووضع الآيات موضعها إنما كان بالوحي.
وقال ابن حجر: ترتيب بعض السور على بعضها أو معظمها لا يمتنع أن يكون توفيقياً. قال: ومما يدل على أن ترتيبها توفيقي ما أخرجه أحمد وأبوداود عن أوس بن أبي أوس عن حذيفة الثقفي قال كنت في الوفد الذين أسلموا من ثقيف الحديث وفيه فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم:طرأ على حزب من القرآن فأردت أن لا أخرج حتى أقضيه فسألنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قلنا: كيف تحزبون القرآن؟ قالوا: نحزبه ثلاث سور وخمس سور وسبع سور وتسع سور وإحدى عشرة وثلاث عشرة، وحزب المفصل من ق حتى نختم. قال: فهذا يدل على أن ترتيب السور على ما هو في المصحف الآن كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال: ويحتمل أن الذي كان مرتباً حينئذ حزب المفصل خاصة بخلاف ما عداه.
قلت: والذي ينشرح له الصدر ما ذهب إليه البيهقي وهو أن جميع السور ترتيبها توفيقي إلا براءة والأنفال ، ولا ينبغي أن يستدل بقراءته صلى الله عليه وسلم سوراً على أن ترتيبها كذلك. وحينئذ فلا يرد حديث قراءته النساء قبل آل عمران، لأن ترتيب السور في القراء ليس بواجب ، ولعله فعل ذلك لبيان الجواز.

عدد سوره وآياته وكلماته وحروفه
أما سوره فمائة وأربع عشرة سورة بإجماع من يعتد به، وقيل وثلاث عشرة بجعل الأنفال وبراءة سورة واحدة.
وعدد حروفه وذكرنا قول ابن عباس ، وقد استوعبه ابن الجوزي في فنون الأفنان وعد الأصناف والأثلاث إلى الأعشار وأوسع القول في ذلك فراجعه منه .
وقد قال السخاوي: لا أعلم لعدد الكلمات والحروف من فائدة، لأن ذلك إن أفاد فإنما يفيد في كتاب يمكن فيه الزيادة والنقصان، والقرآن لا يمكن فيه ذلك.

الحكمة في تسوير القرآن
قيل : تحقيق كون السورة بمجردها معجزة وآية من آيات الله، والإشارة إلى أن كل سورة نمط مستقل ، فسورة يوسف تترجم عن قصته ، وسورة إبراهيم براءة تترجم عن أحوال المنافقين وأسرارهم إلى غير ذلك، والسور سوراً طوالاً وأوساطاً وقصاراً تنبيها على أن الطول ليس من شرط الإعجاز ، فهذه سورة الكوثر ثلاث آيات وهي معجزة إعجاز سورة البقرة، ثم ظهرت لذلك حكمة في التعليم وتدريج الأطفال من السور القصار إلى ما فوقها تيسيراً من الله على عباده لحفظ كتابه.
وقال الزمخشري وما اختاره السيوطي : أنزل الله التوراة والإنجيل والزبور وما أوحاه إلى أنبيائه مسورة وبوب المصنفون في كتبهم أبواباً موشحة الصدور بالتراجم , ومنه حديث أنس: كان الرجل إذا قرأ البقرة وآل عمران جد فينا، ومن ثم كانت القراءة في الصلاة بسورة أفضل. ومنها: أن التفصيل بسبب تلاحق الأشكال والنظائر وملاءمة بعضها لبعض، وبذلك تتلاحظ المعاني والنظم إلى غير ذلك من الفوائد .
واستدل السيوطي بما أخرج ابن أبي حاتم عن قتادة قال: كنا نتحدث أن الزبور مائة وخمسون سورة كلها مواعظ وثناء ليس فيه حلال ولا حرام ولا فرائض ولا حدود. وذكروا أن الإنجيل سورة تسمى سورة الأمثال.














يترتب على معرفة الآيات وعددها أحكام فقهية
قال السيوطي : منها: اعتبارها فيمن جهل الفاتحة، فإنه يجب عليه بدلها سبع آيات.
ومنها: اعتبارها في الخطبة فإنه يجب فيها قراءة آية كاملة ، ولا يكفي شطرها ، إن لم تكن طويلة ، وكذا الطويلة على ما أطلقه الجمهور.
ومنها: اعتبارها في الوقف عليها . وقال الهذلي في كامله: اعلم أن قوماً جهلوا العدد وما فيه من الفوائد حتى قال الزعفراني : العدد ليس بعلم، وإنما اشتغل به بعضهم ليروج به سوقه. قال: وليس كذلك، ففيه من الفوائد معرفة الوقف، ولأن الإجماع انعقد على أن الصلاة لا تصح بنصف آية .
منها ذكر الآيات في الأحاديث والآثار أكثر من أن يحصى ، كالأحاديث في الفاتحة أربع آيات من أول البقرة وآية الكرسي والآيتين خاتمة البقرة ، وكحديث اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين - وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم - و ألم الله لا إله إلا هو الحي القيوم وفي البخاري عن ابن عباس: إذا سرك أن تعلم جهل العرب فاقرأ ما فوق الثلاثين ومائة من سورة الأنعام ( قد خسر الذين قتلوا أولادهم - إلى قوله -مهتدين ) .

معرفة حفاظه ورواته
روى البخاري عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خذوا القرآن من أربعة من عبد الله بن مسعود وسالم ومعاذ وأبيّ بن كعب أي تعلموا منهم. والأربعة المذكورون إثنان من المهاجرين وهما المبدوء بهما، واثنان من الأنصار، وسالم هوابن معقل مولى أبي حذيفة ومعاذ هوابن جبل. قال الكرماني: يحتمل أنه صلى الله عليه وسلم أراد الإعلام بما يكون بعده: أي أن هؤلاء الأربعة يبقون حتى ينفردوا بذلك. وتعقب بأنهم لم ينفردوا، بل الذين مهروا في تجويد القرآن بعد العصر النبوي أضعاف المذكورين، وقد قتل سالم مولى أبي حذيفة في وقعة اليمامة، ومات معاذ في خلافة عمر، ومات أبيّ وابن مسعود في خلافة عثمان، وقد تأخر زيد بن ثابت وانتهت إليه الرياسة في القراءة وعاش بعدهم زمناً طويلاً. فالظاهر أنه أمر بالأخذ عنهم في الوقت الذي صدر فيه ذلك القول، ولا يلزم من ذلك أن لا يكون أحد في ذلك الوقت شاركهم في حفظ القرآن، بل كان الذين يحفظون مثل الذين حفظوه وأزيد جماعة من الصحابة. وفي الصحيح في غزوة بئر معونة أن الذين قتلوا بها من الصحابة كان يقال لهم القراء وكانوا سبعين رجلاً.





المشتهرون بإقراء القرآن من الصحابة
سبعة: عثمان وعليّ وأبيّ وزيد بن ثابت وابن مسعود وأبو الدرداء وأبو موسى الأشعري، كذا ذكرهم الذهبي في طبقات القراء قال: وقد قرأ على أبي جماعة من الصحابة منهم أبو هريرة وابن عباس واشتهر من رواة كل طريق من طرق السبعة راويان.
& ما لا يثبت كونه من الأحرف السبعة لا يجب القطع بنفيه خلافا لبعض المتكلمين.
وقد قطع الإمام أبوبكر بخطأ الشافعي ، وموافقيه في إثبات البسملة أنها من القرآن غير التي في النمل . قال بعض المتأخرين: والصواب القطع بخطأ القاضي، وموافقيه ، وأنها آية من القرآن حيث أثبتها الصحابة - رضي الله عنهم - مع تجريد المصاحف عن التفسير، ونحوه مما ليس قرآنا , والصواب هو أنها آية من القرآن مستقلة .

مزايا جمع عثمان رضي الله عنه
1 - الاقتصار على ما ثبت بالتواتر دون ما كانت روايته آحادا .
2 - وإهمال ما نسخت تلاوته ولم يستقر في العرضة الأخيرة .
3 - وترتيب السور والآيات على الوجه المعروف الآن , بخلاف صحف أبي بكر رضي الله عنه فقد كانت مرتبة الآيات دون السور .
4 - وكتابتها بطريقة كانت تجمع وجوه القراءات المختلفة والأحرف التي نزل عليها القرآن على ما مر بك من عدم إعجامها وشكلها ومن توزيع وجوه القراءات على المصاحف إذا لم يحتملها الرسم الواحد .
5 - وتجريدها من كل ما ليس قرآنا كالذي كان يكتبه بعض الصحابة في مصاحفهم الخاصة شرحا لمعنى أو بيانا لناسخ ومنسوخ أو نحو ذلك .
وقد استجاب الصحابة لعثمان فحرقوا مصاحفهم واجتمعوا جميعا على المصاحف العثمانية
حتى عبد الله بن مسعود الذي نقل عنه أنه أنكر أولا مصاحف عثمان وأنه أبى أن يحرق مصحفه رجع وعاد إلى حظيرة الجماعة حين ظهر له مزايا تلك المصاحف العثمانية واجتماع الأمة عليها وتوحيد الكلمة بها .
وبعدئذ طهر الجو الإسلامي من أوبئة الشقاق والنزاع وأصبح مصحف ابن مسعود ومصحف أبي بن كعب ومصحف عائشة ومصحف علي ومصحف سالم مولى أبي حذيفة أصبحت كلها وأمثالها في خبر كان مغسولة بالماء أو محروقة بالنيران (وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا) .
ولن يقدح في عمله هذا أنه أحرق المصاحف والصحف المخالفة للمصاحف العثمانية فقد علمت وجهة نظره في ذلك , على أنه لم يفعل ما فعل من هذا الأمر الجلل إلا بعد أن استشار الصحابة واكتسب موافقتهم بل وظفر بمعاونتهم وتأييدهم وشكرهم .
روى أبو بكر الأنباري عن سويد بن غفلة قال سمعت علي بن أبي طالب كرم الله وجهه يقول يا معشر الناس اتقوا الله وإياكم والغلو في عثمان وقولكم حراق مصاحف فوالله ما حرقها إلا عن ملأ منا أصحاب رسول الله .

سبب اختلاف القراءات السبع
قال ابن حجر في فتح الباري : وسبب اختلاف القراءات السبع وغيرها كما قال ابن أبي هشام إن الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابة من حمل عنه أهل تلك الجهة وكانت المصاحف خالية من النقط والشكل قال فثبت أهل كل ناحية على ما كانوا تلقوه سماعا عن الصحابة بشرط موافقة الخط وتركوا ما يخالف الخط امتثالا لأمر عثمان الذي وافقه عليه الصحابة لما رأوا في ذلك من الاحتياط للقرآن فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراءة الأمصار مع كونهم متمسكين بحرف واحد من السبعة .












الخاتمة

والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين .

& وإليكم تلخيص بعض ما سبق إجمالاً فيما يلي :-
أولا : أن القرآن الكريم محفوظ بحفظ الله له منذ أن كان في السماء ، وفي طريقه إلى الأرض ، وحين نزل إلى الأرض .
ثانيا : أن كتابة القرآن الكريم زمن النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين مرت بمراحل ثلاث ، كل مرحلة لها سمتها وخصائصها أوجزها بما يلي :
1. المراد بجمع القرآن الكريم في العهود الثلاثة:
* في عهد النبي صلى الله عليه وسلم : حِفْظُه عن ظهر قلب ، وكتابته على الأدوات المتوفرة ذلك الوقت .
* في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه : كتابة القرآن الكريم في مصحف واحد مسلسل الآيات مرتب السور .
* في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه : نسخ المصحف الذي كتب في عهد أبي بكر بمصاحف متعددة .
2. سبب الجمع :
* في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لمجرد كتابته وحفظه .
* في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه خشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حملته ، حين كثر القتل بالقراء .
* في عهد عثمان رضي الله عنه لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة فأراد حسم هذا الخلاف بجمعه على مصحف واحد .


3. ترتيب الآيات في سورها :
قدر مشترك في العهود الثلاثة ، إلاّ أنه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يربطها رابط ، لعدم تجانس الأشياء المكتوبة فيها.
4. ترتيب السور كتابةً :
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم لم تكن مرتبة كتابة .
وفي عهد أبي بكر وعثمان - رضي الله عنهما - فقد كانت مرتبة في جمعهما.
5. تجريد الكتابة من المنسوخ تلاوة :
قدر مشترك في العهود الثلاثة :
ففي عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، لئلا يلتبس الناسخ بالمنسوخ .
وفي عهد أبي بكر ؛ فلأن نزول القرآن قد اكتمل .
وفي عهد عثمان ، فلأن المصاحف قد نسخت من مصحف أبي بكر وكانت خالية منه .
6. كتابة القرآن في مكان واحد :
في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان غير مجموع في موضع واحد .
وفي عهد أبي بكر وعثمان رضي الله عنهما كتب في مكان واحد .
7. تجريد الكتابة من النقط والشكل :
قدر مشترك في العهود الثلاثة ؛ لعدم وجودها ذلك الوقت، وأفاد في كتابة القرآن الكريم بشكل يجمع القراءات المتعددة .













أهم المراجع


- الإتقان / للسيوطي .

- الإحكام في أصول القرآن / لابن حزم .

- القواعد والإشارات في أصول القرآن / لابن ابي الرضا الحموي .

- جمع القرآن الكريم حفظا وكتابةً / أ. د. علي بن سليمان العبيد .

- البرهان / للزركشي .

- مناهل العرفان / للزرقاني .


منقووووول

 

رد مع اقتباس
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,225 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 06-02-2012 - 11:40 PM ]

جزاك الله خيرا




توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 06-10-2012 - 06:28 PM ]

بورك فيكي




توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:56 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML