درر من أقوال السلف في الوقت
قال ابن عقيل رحمه الله:
(إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة،
أعملت فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره)
وقال أيضا:
(أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز،
لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه)
(ذيل طبقات الحنابلة) (1/ 145)
يقول الحسن البصري رحمه الله:
[[أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم]] .
ونقل عن عامر بن قيس من التابعين
[[أن رجلاً قال له: تعال أكلمك، قال: أمسك الشمس]] يعني أوقفها لي واحبسها عن المسير لأكلمك، فإن الزمن سريع المضي لا يعود بعد مروره، فخسارته لا يمكن تعويضها واستدراكها.
ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله:
[[إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما]] وكانوا يجتهدون في الترقي من حال إلى حال خيراً منها، بحيث لا يمر يومٌ لا يستفيدون منه زيادة في الإيمان، ونمواً في العمل الصالح،
وقال ابن مسعود رضي الله عنه:
[[ما ندمت على شيء ندمي على يومٍ غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزد فيه عملي]] .
وقال بعضهم:
"من أمضى يوماً من عمره في غير حقٍ قضاه، أو فرض أداه، أو مجدٍ أصله، أو حمد حصله، أو خيرٍ أسسه، أو علمٍ اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه".
ومن أقوال الفاروق رضي الله عنه:
[[إني لأكره أن أرى أحدكم سبهللاً لا في عمل دنياً ولا في عمل آخره]] .
ذكر ابن عساكر في ترجمة الفقيه سُلَيْم بن أيوب الرازي:
((حُدِّثتُ عنه أنه كان يحاسِب نفسَه على الأنفاس، لا يدع وقتًا يمضي عليه بغير فائدة، إما ينسخ أو يُدَرس أو يقرأ...))
تبيين كذب المفتري
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ولقد شاهدت خلقًا كثيرًا لا يعرفون معنى الحياة: فمنهم من أغناه الله عن التكسب بكثرة ماله، فهو يقعد في السوق أكثر النهار، ينظر إلى الناس، وكم تمر به من آفة ومنكر! ومنهم من يخلو بلعب الشطرنج! ومنهم من يقطع الزمان بكثرة الحديث عن السلاطين، والغلاء والرخص، إلى غير ذلك
فعلمت أن الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا من وفقه وألهمة اغتنام ذلك.
{وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ} [فصلت: 35]
صيد الخاطر (241)
قال الإمام فخر الدين الرازي رحمه الله تعالى في تفسير سورة العصر (ما ملخصه ومعناه) :
أقسم الله تعالى بالعصر - الذي هو الزمن -، لما فيه من الأعاجيب، لأنه يحصل فيه السراء والضراء، والصحة والسقم، والغني والفقر، ولأن العمر لا يُقوَّمُ بشيء نفاسةً وغلاءً.
فلو ضَيَّعتَ ألف سنة فيما لا يعني، ثم تبت وثبتت لك السعادة في اللمحة الأخيرة من العمر، بقيت في الجنة أبد الآباد، فعلمت أن أشرف الأشياء حياتك في تلك اللمحة، فكان الزمان من جملة أصول النعم، فلذلك أقسم الله به، ونبه سبحانه على أن الليل والنهار فرصة يضيعها الإنسان! وأن الزمان أشرف من المكان فأقسم به، لكون الزمان نعمة خالصة لا عيب فيها، إنما الخاسر المَعِيبُ هو الإنسان)
قال ابن الجوزي رحمه الله:
فينبغي للعبد المتيقظ أن لا يخلي نفسا من أنفاسه عن فعل خير، فإن كل نفس خزانة، وليعد لكل عمل جوابا، فإن السؤال عنه لا بد منه، وليتأهب للرحلة التي لا يدري متى تقع، وليراقب من يراه سرا وعلانية، فإنه إن تكلم سمع، وإن نظر رأى، وإن تفكر علم، والجنة اليوم في السماء تزخرف، والنار تحت الأرض توقد، والقبر عن قليل يحفر، والملكان عن يمين وشمال، والصحائف تملأ بالخير أو الشر، فاغتنم يا هذا صحتك في هذا الزمن قبل وجود الزمن، واعمر دار البقاء بإنقاص من دار الفناء، وإياك أن تغفل عن نفسك، فإن المؤمن أسير في الدنيا يسعى في فكاك رقبته، ولا تذهب لحظة إلا في فعل خير، وأقل مراتب الأفعال الإباحة، واستوثق من قفل البصر وغلق اللسان، فإنه إن فتحهما الهوى نهب ما في القلب من الخير. وزاحم الفضلاء في أعمالهم، وقد أجمع الحكماء أنه لا تنال راحة براحة، ومثل لنفسك عاقبة الطاعة ومغبة المعصية، فكأنه ما شبع من شبع، ولا التذ من عصى، ولا تألم من صبر، وأين لذة [لقمة] آدم؟ وأين مشقة صبر يوسف؟ واحذر من مخالطة أهل هذا الزمان، فإن الطبع يسرق عادات المعاشرين، ولتكن مخالطتك للسلف بالاطلاع على أحوالهم. وحادث القرآن بالفكر فيه في الخلوات، وتصفح جهاز الرحيل قبل أن تفاجأ بغتة، فلا ترى عندك غير الندم
تنوير الغبش في فضل السودان والحبش ص251
قال الشافعي ـ رحمه الله ـ:
" صحبتُ الصوفية فما انتفعتُ منهم إلاَّ بكلمتين، سمعتهم يقولون: الوقتُ سيفٌ، فإن قطعته وإلاَّ قطعك، ونفسُك إن لم تشغلها بالحقِّ شغلتك بالباطل".
الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
قال محمد بن ثابت البناني:
ذهبت ألقن أبي وهو في الموت لا إله إلا الله، فقال: يا بني دعني فإني في وردي السادس أو السابع
حلية الأولياء، صفة الصفوة
قال ابن الجوزي رحمه الله:
رأيت العادات قد غلبت على الناس في تضييع الزمان فهم يتزاورون فلا ينفكون عن كلام لا ينفع وغيبة، وأقله ضياع الزمان، وقد كان القدماء يحذرون من ذلك
قال الفضيل: أعرف من يعد كلامه من الجمعة إلى الجمعة
ودخلوا على رجل من السلف فقالوا لعلنا شغلناك فقال: أصدقكم كنت أقرأ فتركت القراءة لأجلكم،
وجاء عابد إلى سري السقطي فرأى عنده جماعة فقال صرت مناخ البطالين، ثم مضى ولم يجلس، لان المزور طمع فيه الزائر فأطال الجلوس فلم يسلم من أذى.
الآداب الشرعية
أوصى بعض السلف أصحابه فقال:
إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه، ومتى اجتمعتم تحدثتم.
الآداب الشرعية لإبن مفلح المقدسي
قال عثمان الباقلاني - رحمه الله -:
أبغض الأشياء إلى وقت إفطاري لأني أشتغل بالأكل عن الذكر.
تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر لابن الجوزي
كان الخليل بن أحمد الفراهيدي - رحمه الله - يقول:
أثقل الساعات على: ساعة آكل فيها
الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه لأبى هلال العسكرى ص 87
قال ابن الجوزي رحمه الله:
ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه، وقدر وقته، فلا يضيع منه لحظة في غير قربة، ويقدم الأفضل فالأفضل من القول والعمل. ولتكن نيته في الخير قائمة من غير فتور بما لا يعجز عنه البدن من العمل، كما جاء في الحديث: "نية المؤمن خير من عمله" *
وقد كان جماعة من السلف يبادرون اللحظات،
فنقل عن عامر بن عَبْدِ قَيْسٍ: أن رجلًا قال له: كلمني! فقال له: أمسك الشمس!
وقال ابن ثابت البناني: ذهبت ألقن أبي، فقال: يا بني! دعني، فإني في وردي السادس.
ودخلوا على بعض السلف عند موته وهو يصلي، فقيل له، فقال: الآن تطوى صحيفتي.
فإذا علم الإنسان -وإن بالغ في الجد- بأن الموت يقطعه عن العمل، عمل في حياته ما يدون له أجره بعد موته: فإن كان له شيء من الدنيا، وقف وقفًا، وغرس غرسًا، وأجرى نهرًا، ويسعى في تحصيل ذرية تذكر الله بعده، فيكون الأجر له، أو أن يصنف كتابًا في العلم؛ فإن تصنيف العالم ولده المخلد، وأن يكون عاملًا بالخير، عالمًا فيه، فينقل من فعله ما يقتدي الغير به؛ فذلك الذي لم يمت.
............. قَدْ مَاتَ قَوْمٌ وَهُمْ فِي النَّاسِ أحياءُ
صيد الخاطر ص34
* ضعيف، انظر السلسلة الضعيفة (5/ 244)
عن معاذ بن جبل- رضي الله عنه- قال:
ليس تحسّر أهل الجنّة إلّا على ساعة مرّت بهم لم يذكروا الله- عزّ وجلّ- فيها.
الوابل الصيب (59) .
قال معاذ بن جبل - رضي الله عنه-:
إنّ كلّ مجلس لا يذكر العبد فيه ربّه تعالى كان عليه حسرة وترة يوم القيامة)
«الوابل الصيب» (59) .
قال الفخر الرازي رحمه الله:
(والله إنني أتأسف في الفوات عن الاشتغال بالعلم في وقت الأكل، فإن الوقت والزمان عزيز)
«عيون الأنباء في طبقات الأطباء» (1/ 462)
قال سليمان الداراني رحمه الله:
لو لم يبك العاقل فيما بقي من عمره إلا على لذة ما فاته من الطاعة فما مضى كان ينبغي له أن يبكيه حتى يموت
(حلية الأولياء 9/ 275)
عن الضحاك -رحمه الله-:
في قول الله تبارك وتعالى: {إنما نعد لهم عدا} [مريم: 84] ؛
قال: الأنفاس.
المجالسة وجواهر العلم (3/ 445)
كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ
يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً
«المجالسة وجواهر العلم» (1/ 346)
قال ابن القيم -رحمه الله-:
إضاعة الوقت أشد من الموت
لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
الفوائد / ص 44
قصة الشيخ الألباني مع النجَّار وباب المكتبة
وأنا أذكر مرةً أنهُ نادى النَجَّار-نَجَارًا من النَجَّاِرين ناداهُ مرةً- قال لهُ أريدُ أن تقلِبَ بابَ المكتبة, بَدَلْ من أن يَفتح على الجهة اليمين تجعله يفتح على الجهة الشِمال. نظر إليه النجار - يعني ما السِّر؟ قال يا شيخ يعني يمين ولاََّ شمال ما المشكلة؟ قال-يعني الشيخ الألباني-:تستطيع؟ قال-النجار- طبعا أستطيع لكن قل لي ما السبب؟ قال-الشيخ الألباني-أنا وضعت مكتبي هنا فإذا كانت الباب يفتح هكذا سأضطر أن أمشي خمس خُطُوَات زَائِدَة لمَّا أصِل إلى المكتب, فأنا أخرج من المكتب خمس صلوات في اليوم والليلة وقد أخرج مشوارًا لأغراض البيت أو لمحاضرة أو كذا فهاذي سبع مرات كل مرة بين ذهاب وإيَّاب هاذي حوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة ضاعت مني في الأسبوع كم سيضيع؟ في الشهر كم سيضيع؟ لكن إذا فعلنا هكذا تكون رجلٌ في الباب ورجلٌ على المكتب فلا أُضيع وقتي ,رحمه الله.
والوَقْتُ أنفَسُ ما عُنِيتُ بحفظهِ -- وأُرَاهُ أسْهَلَ مَا عَليَّ يَضِيعُ
قيل للحسن البصري - رحمه الله -:
لم لا تغسل قميصك؟
قال: الأمر أسرع من ذلك!
المجالسة وجواهر العلم 2/ 310
كان العلاّمة النّحوي محمّد بن أحمد أبو بكرٍ الخيّاط البغدادي،
يدرسُ جميع أوقاته، حتّى في الطّريق،
وكان رُبَّما سَقَطَ في جُرفٍ أو خَبَطَتْهُ دَابّةٌ!
المشوق إلى القراءة وطلب العلم (ص 62)
قال ابن القيم -رحمه الله-:
فكل نَفَس من أنفاس العمر جوهرة نفيسة لا حظ لها
يمكن أن يشترى بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد. فإضاعة هذه الأنفاس، أو اشتراء صاحبها بها ما يجلب هلاكه: خسران عظيم لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلا
وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَداً بَعِيداً} [آل عمران: 30] .
إغاثة اللهفان (ص89)
قيل لداود الطائي -رحمه الله-:
لو تنحيت من الظل إلى الشمس، فقال: هذه خطى لا أدري كيف تكتب.
عقب ابن رجب رحمه الله:
فهؤلاء القوم لما صلحت قلوبهم، فلم يبق فيها إرادة لغير الله عز وجل، صلحت جوارحهم، فلم تتحرك إلا لله عز وجل، وبما فيه رضاه
(جامع العلوم والحكم ص: 86)
قال الوليد بن عقبة الشيباني:
سمعت رجلا يقول لداود الطائي: ألا تسرح لحيتك؟ !
قال: إني عنها لمشغول.
المجالسة (7/ 232)
قال الوزير بن هبيرة:
والوقت أنفس ما عُنيت بحفظه.... وأراه أسهل ما عليك يضيعُ
ذيل طبقات الحنابلة (1/ 281)
وفي وصية الإمام الموفق ابن غذاء -طيب الله روحه - ما لفظه:
فاغتنم رحمك الله حياتك النفيسة , واحتفظ بأوقاتك العزيزة , واعلم أن مدة حياتك محدودة , وأنفاسك معدودة , فكل نفس ينقص به جزء منك ,
والعمر كله قصير , والباقي منه هو اليسير , وكل جزء منه جوهرة نفيسة لا عدل لها , ولا خلف منها
فإن بهذه الحياة اليسيرة خلود الأبد في النعيم , أو العذاب الأليم , وإذا عادلت هذه الحياة بخلود الأبد علمت أن كل نفس يعدل أكثر من ألف ألف ألف عام في نعيم لا خطر له أو خلاف ذلك , وما كان هكذا فلا قيمة له.
فلا تضيع جواهر عمرك النفيسة بغير عمل , ولا تذهبها بغير عوض , واجتهد أن لا يخلو نفس من أنفاسك إلا في عمل طاعة أو قربة تتقرب بها.
فإنك لو كانت معك جوهرة من جواهر الدنيا لساءك ذهابها فكيف تفرط في ساعاتك وأوقاتك. وكيف لا تحزن على عمرك الذاهب بغير عوض
غذاء الألباب شرح منظومة الآداب (2/ 351)
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم -رحمه الله-:
كنا بمصر سبعة أشهر، لم نأكل فيها مرقة، كل نهارنا مقسم لمجالس الشيوخ، وبالليل: النسخ والمقابلة.
قال: فأتينا يوما أنا ورفيق لي شيخا، فقالوا: هو عليل، فرأينا في طريقنا سمكة أعجبتنا، فاشتريناها، فلما صرنا إلى البيت، حضر وقت مجلس، فلم يمكنا إصلاحه، ومضينا إلى المجلس، فلم نزل حتى أتى عليه ثلاثة أيام، وكاد أن يتغير، فأكلناه نيئا، لم يكن لنا فراغ أن نعطيه من يشويه.
ثم قال: لا يستطاع العلم براحة الجسد
تذكرة الحفاظ (3/ 830)
قال سيار بن جعفر، لمالك بن دينار حين ماتت أم يحيى:
يا أبا يحيى لو تزوجت، قال: «لو استطعت لطلقت نفسي!»
«حلية الأولياء» (2/ 365)
قال ابن الجهْم:
إذا غشِيَني النعاس في غير وقتِ نوم وبئس الشيءُ النومُ الفاضِلُ عن الحاجة قال: فإذا اعتراني ذلك تناولتُ كتاباً من كتب الحِكَم فأجدُ اهتزازي للفوائِد والأريحيَّة التي تعتريني عند الظفَر ببعض الحاجة والذي يغشَى قلْبي من سرور الاستبانة وعزِّ التبيين أشدَّ إيقاظاً مِن نَهيق الحمير وهَدَّةِ الهدْم.
ذكره الجاحظ في كتاب الحيوان (1/ 53)
أُعجوبة في حفظ الوقت والتوفُّر على المطالعة
قال الحافظ السخاوي في ((الضوء اللامع)) في ترجمة أحمد بن سليمان بن نَصْر الله البُلْقاسي ثم القاهري الشافعي المتوفى سنة (852) في ريعان شبابه: ((وكان إمامًا علاَّمة قوي الحافظةِ حسنَ الفاهمة، مُشاركًا في فنونٍ، طلْقَ اللسان، محبًّا في العلم والمذاكرة والمباحثة، غير مُنفك عن التحصيل، بحيث إنه كان يُطالع في مشيه، ويُقرىء القراءات في حال أكله خوفًا من ضياع وقته في غيره، أُعجوبة في هذا المعنى، لا أعلمُ في وقته من يُوازيه فيه، طارحًا للتكلُّف، كثير التواضع مع الفقراء، سهمًا على غيرهم، سريع القراءة جدًّا)) اهـ.
المشوق إلى القراءة وطلب العلم
قال أبو الوليد الباجي -رحمه الله-:
إذا كنتُ أعلمُ عِلْمًا يقينًا بأنَّ جميعَ حياتي كَساعَهْ
فَلِمْ لا أكُون ضَنِنًا بِها وأَجْعَلُها في صلاحٍ وطاعَهْ
ترييب المدارك (8/ 125)
قال ابن الجوزي - رحمه الله -:
يا من أنفاسه محفوظة، وأعماله ملحوظة أينفق العمر النفيس في نيل الهوى الخسيس؟!
المدهش (ص 553)
قال معاوية بن قرة -رحمه الله-:
أكثر الناس حساباً يوم القيامة الصحيح الفارغ.
اقتضاء العلم العمل (ص103)
قال المناوي -رحمه الله-:
من أمضى يومه في غير حق قضاه، أو فرض أداه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه، فقد عق يومه وظلم نفسه
فيض القدير (6/ 288)
قال ابن الجوزي - رحمه الله - يصف حاله حين قعوده مع أضيافه:
ثم أعددتُ أعمالاً لا تمنع من المحادثة، لأوقات لقائهم لئلاً يمضي الزمان فارغاً.
فجعلت من الاستعداد للقائهم قَطعُ الكاغد وبري الأقلام وحزم الدفاتر، فإن هذه الأشياء لابد منها ولا تحتاج إلى فكرة وحضور قلب، فأرصدتها لأوقات زيارتهم، لئلا يضيع شيء من وقتي.!
صيد الخاطر (206)
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
فلعمري لو أن مدفوناً في قبره قيل له هذه الدنيا أولها إلى آخرها تجعلها لولدك من بعدك يتنعمون فيها من ورائك فقد كنت وليس لك هم غيرهم أحب اليك أم يوم تترك فيه تعمل لنفسك
لاختار ذلك وما كان ليجمع مع اليوم شيئا إلا اختار اليوم عليه رغبة فيه وتعظيما له
بل لو اقتصر على ساعة خيرها وما بين أضعاف ما وصفت لك وأضعافه يكون لسواه إلا اختار الساعة لنفسه على أضعاف ذلك يكون لغيره
بل لو اقتصر على كلمة يقولها تكتب له وبين ما وصفت لك وأضعافه لاختار الكلمة الواحدة عليه
فانتقد اليوم لنفسك وأبصر الساعة وأعظم الكلمة واحذر الحسرة عند نزول السكرة.
حلية الأولياء (2/ 139)
قال المناوي -رحمه الله-:
إن الإنسان إذا تعطل عن عمل يشغل باطنه بمباح يستعين به على دينه , كان ظاهره فارغا ,
ولم يبق قلبه فارغا , بل يعشعش الشيطان , ويبيض ويفرخ , فيتوالد فيه نسله توالدا أسرع من توالد كل حيوان ,
ومن ثم قيل: الفراغ للرجل غفلة , وللنساء غلمة.
فيض القدير (2/ 290) .
قيل للربيع بن خيثم -رحمه الله-:
لو جالستنا فقال: لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة فسد علي.
حلية الأولياء (2/ 116)
قال أبو مسلم الخولاني -رحمه الله-:
لو قيل لي إن جهنم تسعر ما استطعت أن أزيد في عملي
حلية الأولياء (2/ 124)
قال الحسن البصري -رحمه الله-:
أدركت أقواماً كل أحدهم أشح على عمره منه على درهمه.
شرح السنة (14/ 225)
قال ابن حجر -رحمه الله-:
إنني لأتعجب ممن يجلس خالياً عن الاشتغال!
الجواهر والدرر (1/ 170)
قالت امرأة شميط بن عجلان -رحمه الله-:
يا أبا همام، إنما نعمل الشيء ونصنعه فنشتهي أن تأكل منه معنا، فلا تجيء حتى يفسد ويبرد،
فقال: والله إنَّ أبغضَ ساعاتي إليّ الساعة التي آكل فيها
حلية الأولياء (3/ 128)
قال عاصم بن سليمان الأحول -رحمه الله-:
قال فضيل الرقاشي وأنا أسائله: يا هذا «لا يشغلنك كثرة الناس عن نفسك، فإن الأمر يخلص إليك دونهم، ولا تقل: أذهب ها هنا، وها هنا ليذهب علي النهار، فإنه محفوظ عليك
ولم نر شيئا قط أحسن طلبا ولا أسرع إدراكا من حسنة حديثة لذنب قديم»
حلية الأولياء (3/ 102) .
قال أبو عبيد -رحمه الله-:
دخلنا على محمد بن سوقة، قال: ألا أحدثكم بحديث لعله ينفعكم؟ فإنه نفعني، قال لنا عطاء بن أبي رباح:
يا ابن أخي إنَّ من كان قبلكم كانوا يكرهون فضول الكلام، وكانوا يعدّون فضول الكلام ما عدا كتاب الله تعالى أن يُقرأ، أو أمرا بمعروف أو نهيا عن منكر، أو تنطق في حاجتك في معيشتك التي لا بد لك منها أتنكرون {وإن عليكم لحافظين، كراما كاتبين} [الانفطار: 11] {عن اليمين وعن الشمال قعيد، ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} [ق: 17]
أما يستحي أحدكم لو نشرت عليه صحيفته التي أملاها صدر نهاره أكثر ما فيها ليس من أمر دينه ولا دنياه "
حلية الأولياء (3/ 314)
قَالَ مُوْسَى بنُ إِسْمَاعِيْلَ -رحمه الله-:
لَوْ قُلْتُ لَكُم: إِنِّيْ مَا رَأَيتُ حَمَّادَ بنَ سَلَمَةَ ضَاحِكاً، لَصَدَقْتُ، كَانَ مَشْغُوْلاً، إِمَّا أَنْ يُحَدِّثَ، أَوْ يَقْرَأَ، أَوْ يُسبِّحَ، أَوْ يُصَلِّيَ، قَدْ قَسَّمَ النَّهَارَ عَلَى ذَلِكَ.
سير أعلام النبلاء (7/ 448)
قال أبو جعفر بن نفيل (توفي 234هـ) -رحمه الله-:
قدم علينا أحمد بن حنبل ويحيى بن معين فسألني يحيى (وهو يعانقني!) فقال: يا أبا جعفر: قرأتَ على معقل بن عبيد الله عن عطاء: أدنى وقت الحائض يوم؟
فقال له: أبو عبد الله يعني أحمد بن حنبل: لو جلست؟! ، فقال: (أكره أن يموت أو يفارق الدنيا قبل أن أسمع!)
تاريخ دمشق (32/ 353) ،الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع (2/ 182)
قال أبو العباس الدينوري -رحمه الله-:
ليس في الدنيا والآخرة أعزُّ وألطفُ من (الوقتِ) و (القلبِ) ، وأنت مُضيّعٌ للوقتِ والقلب.!
الزهد الكبير (ص294)