الشيخ محمد صالح العثيمين رحمه الله
الحمد لله المتفضل بالجود والإحسان المنعم على عباده بنعم لا يحصيها العد ولا الحسبان أنعم علينا بإنزال القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ونصر نبينا وإمامنا وقائدنا محمدا صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأصحابه ببدر سماه يوم الفرقان وأعزه بفتح مكة أم القرى وتطهيرها من الشرك والأوثان فيا له من عز ارتفع به صرح الإسلام واندك به بنيان الشرك والطغيان وأشهد الا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك العظيم الديان واشهد أن محمدا عبده ورسوله أفضل بني الإنسان بعثه الله بالحق حتى أظهره على جميع الأديان فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله واصحابه الذين نصروه وأعانوه فلنعم الأنصار هم والأعوان وعلى التابعين لهم بإحسان ما توالت الدهور والأزمان وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
فيا عباد الله يا عباد الله اتقوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم اتقوا الله عز وجل بفعل أوامره واجتناب نواهيه واشكروه على ما أنعم عليكم من النعم الوافرة والآلاء السابغة خصوصا في هذا الشهر الكريم شهر رمضان ففي هذا الشهر الكريم أنزل الله كتابه المبين على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم أي ابتدأ إنزاله في هذا الشهر أنزله رحمة للعالمين ونورا للمستضيئين وهدى للمتقين كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير كتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير كتاب يشتمل على الأخبار الصادقة والأحكام العادلة والقصص النافعة (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا لا مبدل لكلماته وهو السميع العليم ) كتاب من قرأه فله بكل حرف منه عشر حسنات كتاب إما أن يكون لقارئه وإما أن يكون على قارئه لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم القرآن حجة لك أو عليك فمن عمل به واتبع أحكامه وصدق بأخباره فإنه يكون له دليلا إلى الجنة ومن كان على عكس ذلك فان القرآن حجة له نسأل الله أن يهدينا وإياكم به إنه على كل شئ قدير وفي هذا الشهر أنعم الله على عباده بفرض الصيام وجعله أحد أركان الإسلام لتستكمل هذه الأمة ما حصل لغيرها من الفضائل ويتم لها تقوى الله ويحصل لمن صامه إيمانا واحتسابا مغفرة الذنوب والآثام وفي هذا الشهر الكريم أنعم الله على عباده بمشروعية القيام لتعمر أوقاته ليلا ونهارا بطاعة ذي الجلال والإكرام فمن قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ومن قام مع الإمام حتى يصرف من صلاته كتب له قيام ليلة وان كان نائما في فراشه وفي هذا الشهر أنعم الله على هذه الأمة بفضيلة ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر التي من قامها إيمانا واحتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه وفي هذا الشهر الكريم ينعم الله على العباد بالرحمة والمغفرة والعتق من النار فقد روي عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن هذا الشهر أوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار نسال الله تعالى أن يعمنا وإياكم بهذه الفضائل أن يرحمنا برحمته وأن يغفر لنا بمغفرته وأن يعتقنا من النار انه على كل شئ قدير وفي هذا الشهر انتصارات عظيمة للمسلمين في عهد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ففي هذا الشهر كانت غزوة بدر الكبرى التي سمى الله يومها يوم الفرقان حيث نصر الله فيها عساكر الإيمان وجنود الرحمن وهم محمد رسول الله والذين معه وأذل فيها جنود الشيطان وأنصار الشرك والطغيان وهم أبو جهل ومن معه من قريش فان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغه خروج أبي سفيان من الشام إلى مكة بعير قريش الذي يحمل الأمتعة إلى مكة قريش الذين صدوا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم عن سبيل الله الذين أخرجوه وأخرجوا أصحابه من ديارهم وأموالهم فكانت أموالهم حلالا لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأنهم أهل حرب فلذلك خرج إلى تلقي هذه العير ليأخذها حلالا له طيبا فندب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أصحابه إلى تلك العير فخرجوا في رمضان في السنة الثانية من الهجرة خرجوا كما وصفهم الله أذلة ، أذلة في ضعف من العدة وقلة من العدد ليسوا سوى ثلاثمائة وبضعة عشر رجلا معهم سبعون بعيرا يعتقبونها وفرسان اثنان فقط لانهم لا يريدون قتالا وإنما يريدون العير التي جاء بها أبي سفيان ولكن الله جل وعلا بحكمته جمع بينهم وبين عدوهم على غير ميعاد ليقضي سبحانه ما حكم به وأراد ( وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين ) أبو سفيان علم بخروج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم اليه فبعث صالحا إلى أهل مكة يستنجد هم يستصرخهم ليمنعوا عيرهم فخرجوا من ديارهم قريبا من ألف مقاتل عدد وعدة خرجوا كما وصفهم الله تعالى( بطرا ورياء الناس يصدون عن سبيل الله) يقول كبيرهم: ( والله لا نرجع حتى نصل بدرا فنقيم فيها ثلاثا ننحر الجذور ونطعم الطعام ونسقي الخمور وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا ) قال ذلك مغترا بنفسه معتزا بجنده ولكن الله جل وعلا بما يعملون محيط وعلى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه رقيب حفيظ (فأوحى الله إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله ومن يشاقق الله ورسوله فان الله شديد العقاب) فقيض الله لرسوله وأصحابه من أسباب النصر ما به انتصرا ولأعدائه وحربه كسروا فقتلوا من صناديد قريش فريقا وفريقا اسروا والقي من جثثهم في قليب بدر أربع وعشرون جثة من كبراءهم وزعماءهم فوقف النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم على هذه القليب يدعوهم بأسمائهم واسماء آباءهم يقول: ( يا فلان بن فلان أيسركم أنكم أطعتم الله ورسوله فانا قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا) فقالوا :يا رسول الله كيف تكلم أناسا أجسادا لا أرواح لها قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ما أنتم بأسمع لما أقول) منهم يعني أنهم يسمعون كلامي أكثر مما تسمعونه ولكنهم لا يجيبون لأنهم موتى ثم رجعت قريش إلى ديارهم مهزومين موتورين خائبين فالحمد لله رب العالمين وفي هذا الشهر المبارك فتح الله مكة البلد الأمين على يد خليله ونبيه أفضل النبيين وطهرها بهذا الفتح من الأصنام والمشركين فصارت ولله الحمد بلاد إسلام وإيمان بعد أن كانت بلاد كفر وأوثان ودخل الناس بسبب هذا الفتح في دين الله أفواجا وأشرقت الأرض ضياء وابتهاجا وذلك أن قريشا كان بينهم وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم عهد في الحديبية في السنة السادسة من الهجرة ولكن قريشا نقضت الصلح نقضت العهد والصلح الذي بينها وبين النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فخرج إليهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان في السنة الثامنة من الهجرة يريد غزوهم لنقضهم الصلح والعهد وقال اللهم خذ العيون والأخبار عن قريش حتى نبغتها في بلادها) فأعمى الله الأخبار عن قريش حتى وصلهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فدخل مكة مؤزرا منصورا ظافرا فاتحا على إحدى مجنبتيه حواريه وابن عمته الزبير بن العوام وعلى الأخرى سيف الله خالد بن الوليد وأمر عمه العباس بن عبد المطلب أن يوقف أبا سفيان أن يوقف أبا سفيان في مضيق الوادي لتمر به جنود الله فيراها فمرت به القبائل على راياتها حتى مر به رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في كتيبته الخضراء فيها المهاجرون والأنصار لا يرى منهم الا الحدق من الحديد فقال أبو سفيان للعباس من هؤلاء قال هذا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في المهاجرين والأنصار فقال أبو سفيان ما لأحد بهؤلاء قبل ولا طاقة فدخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة صبيحة يوم الجمعة في عشرين من رمضان سنة ثمان من الهجرة ولم يكن حال دخوله أشرا ولا بطرا لم يعزف بين يديه بالطبول ولم تغنه القيان بل كان صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين دخل خاضعا لله مطأطئا رأسه حتى إن جبهته لتكاد تمس رحله تعظيما لله عز وجل وركزت رايته بالحجول ثم نهض صلى الله عليه وعلى آله وسلم هو وأصحابه من المهاجرين والأنصار وهم بين يديه وخلفه وعن يمينه وعن شماله فطاف بالبيت وكان على البيت وحول البيت ثلاث مئة وستون صنما فجعل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يطعنها بقوس في يده ويقول: ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ) فلما أكمل طوافه دخل الكعبة فرأى فيها الصور فأمر بها فمحيت ثم أخذ بباب الكعبة وقريش تحته ينتظرون ما يصنع فأعلن كلمة التوحيد لا اله الا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده هكذا أعلنها ولله الحمد بعد أن كسر الأصنام ومحا الصور أعلن كلمة التوحيد أماتني الله وإياكم عليها لا إله الا الله وحده لا شريك له صدق وعده نصر عبده وهزم الأحزاب وحده ثم قال : (يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم يعني ما تظنون أن أفعل بكم قالوا خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال فإني أقول لكم كما قال يوسف لأخوته لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا فانتم الطلقاء ) وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال قبل ذلك : (من دخل المسجد فهو آمن ومن دخل بيته فهو آمن ومن دخل دار أبى سفيان فهو آمن ) هكذا العفو المحمود أن يكون عفوا مع القدرة فالنبي عليه الصلاة والسلام قد أباح له الله القتال في مكة ساعة من نهار ولكنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم أعلن في اليوم التالي : (أن الله تعالى أحل له مكة ولم يحلها لاحد من قبله وأنها أحلت له ساعة من نهار وأنها لا تحل لأحد بعده وقال إن أحد ترخص بقتال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقولوا إن الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم والحكم لله العلي الكبير له أن يحكم بما أراد من حل وتحريم) أيها المسلمون إنني أدعوكم ، أدعوكم جميعا طلبة العلم وعامة الناس إلى أن يكون لكم قراءة في سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فان قراءة سيرته تزيد الإنسان إيمانا بالله وإيمانا برسول الله وحبا لله وحبا لرسول الله وتزيد الإنسان محبة لصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذين آزروه وعزروه ونصروه أيها الاخوة ادعوكم إلى قراءة السيرة النبوية لما فيها من الخير الكثير ولأجل أن تعتبروا بما كان عليه أسلافكم الصالحون وأن تعتبروا بجهاد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأن تعلموا أن هذا الدين الإسلامي لم يكن مفروشا أمامه زهور الورود هناك عقبات ولكن الله تعالى ذللها لأن الله تعالى قال في كتابه: ( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر ولله عاقبة الأمور) أيها المسلمون إن انتصار النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بدر وفي فتح مكة هو انتصار لنا انتصار لنا انتصار لهذه الأمة إلى يوم القيامة فعلينا أن نشكر الله عز وجل اللهم لك الحمد ولك الشكر على هذا النصر العظيم ونسالك اللهم أن تعيد للأمة الإسلامية نصرها اللهم اعد للأمة الإسلامية نصرها وعزها وكرامتها اللهم أعزها بذلك بالرجوع إليك وتحقيق عبادتك وتحكيم شريعتك وإقامة الجهاد في سبيلك جهاد النفس أولا ثم جهاد الغير ثانيا لتكون كلمتك هي العليا فيقوم العدل والصلاح في أرضك إنك على كل شئ قدير اللهم أعد للأمة الإسلامية نصرها ومجدها وعزها وكرامته اللهم طهرها من كل مشرك وطهرها من كل منافق وطهرها من كل ملحد يا ارحم الراحمين والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . الحمد لله حمدا كثيرا كما أمر وأشكره وقد تأذن بالزيادة لمن شكر واشهد الا إله الا الله وحده لا شريك له ولو كره ذلك من أشرك به وكفر واشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد البشر الشافع المشفع في المحشر صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان ما بدأ الفجر وأنور وسلم تسليما كثيرا
أما بعد
أيها المسلمون فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صلاة الليل مثنى أي ثنتين، ثنتين) هكذا حددها النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى هذا فلا يجوز للإنسان أن يصلي أربع ركعات في الليل وأعني بذلك التطوع لأن الفرائض معروفة لا يجوز للإنسان أن يتجاوز اثنتين في صلاة التطوع الا في الوتر في بعض صوره وأما صلاة التراويح فانه لا يجوز أن يزيد فيها على ركعتين قال الإمام أحمد في الرجل يقوم إلى ثالثة إلى صلاة التراويح قال عليه أن يرجع ولو كان قد بدأ في القراءة لأنه لا بد أن يسلم من ركعتين لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الليل مثنى) هكذا قال الإمام احمد رحمه الله واستدل لذلك بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وروي عنه أنه قال: ( إذا قام إلى ثالثة في صلاة الليل فكأنما قام إلى ثالثة في صلاة الفجر )ومن المعلوم أن من قام إلى ركعة ثالثة في صلاة الفجر ولم يرجع فان صلاته تكون باطلة وهكذا من قام إلى ثالثة في صلاة الليل في التراويح أو غيرها غير الوتر فإن صلاته تبطل وذلك لأنه تعدى ما حده الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث قال: ( صلاة الليل مثنى ) وقد قال عليه الصلاة والسلام : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) فإذا زاد الإنسان على ركعتين فقد عمل عملا ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردودا وان بعض الناس يزيد في التراويح على ركعتين إما نسيانا وإما تأويلا وإما جهلا أما النسيان فانه يجب عليه إذا علم فانه يجب عليه إذا ذكر أن يرجع حتى ولو كان قد شرع في القراءة كما سمعتم من نص الإمام احمد رحمه الله واستدلاله بقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأما الجهل فان عليه أن يتعلم وإذا علم فليس له أن يعدل عما جاءت به السنة وأما التأويل فإن بعض الناس أول قول عائشة رضي الله عنها حين سئلت كيف كانت صلاة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في رمضان قالت: (كان لا يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسال عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا) فأول بعض الناس هذا الحديث على أنه يصلي أربعا مجموعة بسلام واحد ولكن هذا التأويل فاسد ويفسده أمران الأمر الاول أن عائشة نفسها ذكرت في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ومن المعلوم أن كلامها رضي الله عنها إذا كان مجملا في موضع مفصلا في موضع آخر فانه يجب أن يحمل على التفصيل وهذه هي القاعدة الشرعية المعمول بها عند أهل العلم أن ما أجمل في موضع ثم فصل في موضع آخر فانه يتبع فيه ذلك التفصيل قد يقول بعض الناس لعل النبي صلى الله عليه وسلم يفعل هذا تارة وهذا تارة فنقول هذا محتمل ولا شك انه ربما يصلي أربعا جميعا في بعض الأحيان ويصلي على ركعتين، ركعتين في بعض الأحيان ولكن هذا محتمل وعندنا نص لا يحتمل هذا وهو قول الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم صلاة الليل مثنى قالها جوابا لرجل سأله ما ترى في صلاة الليل قال مثنى ولم يقل ارجع إلى صلاتي بل قال مثنى وهذا يعني أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرع للامة أن تكون صلاة الليل مثنى فما ورد محتملا من فعله فانه يحمل على هذا الذي لا احتمال فيه من قوله صلوات الله وسلامه عليه إذا ينبغي علينا ونحن أئمة أن نعرف حدود الله لأننا أئمة يغتدي بنا بأفعالنا وربما ينسب ذلك إلينا ولو بعد مماتنا فالمهم أنه لا يجوز للإنسان أن يصلي في التراويح أربعا وأن من قام إلى ثالثة ناسيا فانه يرجع لو كان قد قرأ فان لم يرجع فان صلاته تكون باطلة مردودة أما في الوتر فان الوتر يجوز للإنسان أن يوتر بثلاث سردا لا يسلم الا في أخرهن لانه قد جاءت به السنة ويجوز أن يوتر بثلاث فيسلم بركعتين ويوتر بواحدة والثاني هو الذي عليه عمل أكثر الناس في هذا البلد وغيره أنه يوتر بثلاث مفصولة يصلون ركعتين ثم يصلون واحدة وعلى هذا فانه ينبغي للجماعة المأمومين إذا أتم الإنسان صلاة التراويح وشرع في صلاة الوتر أن ينوي الركعتين من الوتر لان أهل العلم قالوا إن الايتار بثلاث يكون مجموعا ويكون مفصولا وعلى هذا فالركعتان السابقتان للركعة الواحدة هما من الوتر فينويهما الإنسان وترا ولهذا يقرأ الإنسان فيهما بسبح وقل يا أيها الكافرون ويقرأ في الثالثة بالإخلاص وهكذا تكون القراءة إذا كان الايتار بثلاث ولو أن الإنسان أتى بالركعتين على انهم من قيام الليل ثم أوتر بواحدة فان ذلك لا بأس به فان الوتر يجوز أن يقتصر فيه الإنسان على ركعة واحدة لكن قال العلماء إن أدنى الكمال ثلاث ركعات بسلامين هكذا قال فقهاء الحنابلة رحمهم الله ومع ذلك يجوز أن يسرد هذه الثلاثة بسلام واحد أيها الاخوة انه ينبغي لنا بل انه يجب علينا إذا أردنا أن نعمل عبادة أن نعرف حدود الله فيها لنتمشى فيها على حدود الله حتى نعبد الله على بصيرة نسأل الله تعالى في هذا المكان ونحن في انتظار فريضة من فرائض الله نسال الله جميعا أن يعلمنا ما ينفعنا اللهم علمنا ما ينفعنا وأنفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا رب العالمين اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا إتباعه و أرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم وأعلموا أيها الاخوة إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه على آله وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار فعليكم بالجماعة فان يد الله على الجماعة ومن شذ ، شذ في النار وأعلموا إن الله أمركم بأمر بدأ فيه بنفسه فقال جل من قائل عليماإن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيكم يعظم الله لكم بها أجرا فان من صلى عليه مرة واحدة صلى الله بها عليه عشرا اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم أرزقنا محبته واتباعه ظاهرا وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم أحشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أقر أعيننا بالاجتماع به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفاءه الراشدين وعن زوجاته أمهات المؤمنين وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم ارض عنا معهم اللهم ارض عنا معهم اللهم أرض عنا معهم اللهم أصلح أحوالنا كما أصلحت أحوالهم يا رب العالمين اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم أصلح للمسلمين ولاة أمورهم اللهم من كان من ولاة أمور المسلمين مستقيما على شرعك ناصحا لعبادك فأيده وأنصره يا رب العالمين ومن كان على خلاف ذلك فاهده إلى الحق أو أبدله بخير منه إنك على كل شئ قدير اللهم اصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم اصلح لولاة أمور المسلمين بطانتهم اللهم ارزقهم بطانة صالحة تدلهم على الخير وتحثهم عليه وتبين لهم الشر وتحذرهم منه يا رب العالمين اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم أنصر المجاهدين في سبيلك في كل مكان اللهم إنك نصرت نبينا واصحابه في هذا الشهر في موطنين عظيمين اللهم فانصر المسلمين الذين يجاهدون في سبيلك في هذا الشهر في هذا العصر يا ذا الجلال والإكرام اللهم انصر إخواننا المسلمين في البوسنة والهرسك اللهم أنصرهم على عدوهم اللهم ثبت أقداهم اللهم اغفر لشهداءهم اللهم كن لأحيائهم اللهم كن خلفا في أيتامهم وذرياتهم يا ذا الجلال والإكرام اللهم إنا نسالك بأسمائك الحسنى وصفاتك العليا يا ذا الجلال والإكرام يا قوي ويا عزيز أن تهزم الصرب والكروات اللهم اهزم الصرب والكروات اللهم اهزم الصرب والكروات اللهم مجري السحاب ومنزل الكتاب وهازم الأحزاب أهزم الصرب والكراوت اللهم أذلهم بعد العز اللهم أضعفهم بعد القوة اللهم أعجزهم بعد القدرة اللهم اخذلهم بعد الانتصار يا رب العالمين اللهم من ساعدهم على المسلمين فاخذله وأذله واكتب عليه العار يا رب العالمين اللهم تقبل منا انك أنت السميع العليم اللهم لا ترد دعاءنا بسوء أفعالنا فانك صاحب العفو والمغفرة والإحسان اللهم عاملنا في هذا الشهر وفي جميع الدهر بالعفو والإحسان والغفران يا أرحم الراحمين اللهم ثبت قلوبنا اللهم استر عيوبنا اللهم اغفر ذنوبنا اللهم فرج كروبنا اللهم اشف مرضانا اللهم ارحم موتانا يا أرحم الراحمين يا ا الجلال والإكرام ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا انك رؤوف رحيم عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم ولا تنقضوا الإيمان بد توكيدها وقد جعلتم الله عليكم كفيلا إن الله يعلم ما تفعلون واذكروا الله العظيم الجليل يذكركم وأشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .