يسأل سائل فيقول: ما قولكم فيمن يقول: قلّد عالمـًا تلقى الله سالمًا؟
هذا يقولوه العوام، وها هنا يناسب أن نبين التقليد، ومن يجوز له التقليد، ومن يحرم عليه التقليد.
التقليد أصله من وضع القلادة في العنق والمقصود به التفويض، يقول فوضت فلان كذا أي فوضته إليه وشرعًا هو: قبول قول من ليسَ قولهُ حجة من غير معرفة دليله.
فهذا القيد يخرج به أولًا: قول العالم المبني علي الدليل من كتاب أو سنة الدليل.
وثانيًا: يخرج به إجماع المسلمين، إذا أجمع المسلمون علي أمر وجب قبوله. والإجماع هو دليل بنفسه وهو حجة بنفسه، فإذا تقرر هذا فالناس قسمان:
قسم يسوغ له التقليد: وهو العامي. وكذا المتعلم الذي لم يبلغ درجة الاجتهاد، يعني ليست عنده أهلية تمكنه من النظر في الأحكام، أو في استنباط الأحكام من الأدلة.
الثاني من يحرم عليه التقليد: وهذا هو العالم المجتهد.
فالعالم المجتهد لا يحل له التقليد، حتى يعجز فإذا عجز، قلّد من يثق في دينه وأمانته من أهل، من علماء العصر أو قبلهم.
وكذلك العالم الذي يقدِر علي الاجتهاد، هو ما اجتهد لكنه يقدر علي الاجتهاد، ويستطيع أن ينظر في الأدلة، ويستطيع أن ينظر في الأدلة، ويستنبط الأحكام منها.
https://ar.alnahj.net/fatwa/139