الفرق بين التربية و الرعاية

[الواثقة بالله]

وقفات مع تربية الأبناء
والفرق بين الرعاية والتربية
.

التربية ليست أن تجعلوا أبناءكم نسخةً مكررةً منكَ أو منكِ ..
لا بد أن تتعلموا كيف تربون أبناءكم وفق شرع الله كتابا وسُنَّة وهدي سلفنا الصالح .

أما الرعاية فهي توفير المأكل والمشرب والملبس ، وكل الناس الآن يحسنون علْف أبناءهم بصنوف الأطعمة وينفقون أموالا في تحسين المظهر من ملبسٍ أو غيره ،

وفي المقابل حدِّث ولا حرج عن إهمال عملية التربية على الكتاب والسنة والمنهج القويم ؛ منهج القرآن الكريم الذي أخبرنا الله جل جلاله فقال سبحانه:
{إنَّ هذا القرآن يهدِي لِلَّتي هي أقوم} الآية،
فهذا أثر القرآن على فلذات كبدك ،
فهل من ساعٍ بجَهدٍ وجِد في أن يجعل من أبنائه فخرا وزخرا ؟!

فالمقصود ، أن تدركوا الفرق بين التربية والرعاية ؛

فالتربية يعني تقويم السلوك المعوج وتعزيز السلوك الطيب ..

التربية تعني التوجيه السديد بالتي هي أحسن إلى التي هي أقوم ..

التربية أن تربط قلب أبناءك بالله عز وجل إخلاصًا في العبادة ، وبراءة من الشرك، ورجاءً لرحمته ومغفرته، وخوفا وخشية من شر غضبه وعقابه …

التربية هي صدق الاقتداء برسولنا صلى الله عليه وسلم فلكم فيه أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر كما ورد في القرآن ،
ثم صحابته الكرام رضوان الله عليهم أجمعين ،
ثم التابعين ثم من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين..

التربية تعني أن ترتقي بأبنائك إلى مرتبة الإحسان :
((أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه
يراك))
فترتقي بولدك إلى مرتبة المراقبة حيث يعلم أن الله يراه سبحانه ويعلم السر وأخفي ؛
فيخجل ويستحي من أن يراه ربه جل جلاله على معصية تغضب ربه ،

ولا يستصغر شأن المعصية فوالله إنها لتجتمع على العبد حتى تهلكه.

والحديث عن التربية لا تكفيه رسالة ولا رسائل ؛ فهي هدف عظيم لا ينبغي أن تغفل عنه طرفة عين ،
والموفق من وفقه الله.

أما الرعاية :
فكلكم يعرفها لأنه يمارسها يوميا ؛ حيث توفير المسكن والمأكل والمشرب وغير ذلك …

لا يلومك أحد في تحسين كل ما سبق ؛ لكن بشرط
ألَّا يكون هدفًا في ذاته ؛
حتى لا تعظم شأن الدنيا في نفوس أبنائك فينشؤون على حب الدنيا وإيثارها على الآخرة ،
ومعلوم لديكم أن دار الدنيا هي الفانية ،
ودار الآخرة هي الباقية.

اللهم أصلح لنا النية والذرية والعمل ..

https://goo.gl/C0H5IY

.