فضيلة العلامة د. ربيع بن هادي بن عمير المدخلي : فأنا أنصح - الآن - ، هناك لهجة تمزق السلفيين : هذا " متشدد " ، هذا " متساهل " ، ويبثها أهل البدع ليضربوا السلفيين بعضهم ببعض ، فأنا أنصح السلفيين في كل مكان : أن يدرسوا منهج السلف ومواقف السلف لتجتمع كلمتهم على هذا المذهب ، ويتركوا التنابز بالألقاب والقيل والقال فيما بينهم ، ويتفقوا : أن يقفوا جميعًا صفًا واحدًا في مواجهة البدع بالحجة والبرهان والعلم والبيان .
وأنا أعرف - الآن - : أن هناك أناسا يطعنون في أهل المدينة ، فأنصح الجميع : أن يتقوا الله - تبارك وتعالى - ، وأن الإسلام لا يطلب منا : أن نصب الناس كلهم في قالب واحد ، فإذا صدع بالحق شجعه - يا أخي - ولاتخذله ، وإذا رأيت أخاك ضعيفًا فاصبر عليه . ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ) .
إذا كنت مؤمنًا ضعيفًا لا تخذل أخاك ، وإذا كان هذا مؤمنًا قويًا فلا يحطم أخاه الضعيف ، فليتماسكوا وليجعلوا من أنفسهم جماعة واحدة ويتركوا الكلام هذا ويحسموا هذا الباب .
فأنا أنصح الجميع : أن يتقوا الله ، وأن يتآخوا ويتعاونوا على البر والتقوى ، ومن كان قويًّا يقول بالحق فلا يُعارَض ، يشجع ولا يوصم بالتشدد ، فإن هذا أعظم فرصة لأهل البدع ، كلمة واحدة قالها بعض المشايخ في إنسان مجاهد يدعو إلى الله ويبين ، تعلقوا بها وضربوا بها الدعوة السلفية ، فالعبارات التي تسقط من بعض الإخوان " متساهل " أو " متشدد " تُترَك ، إذا كان أخوك يدعو وعنده شيء من الضعف فلا تخذله ولا تحطمه ، وإذا تشجع أخوك وقال كلمة الحق وصدع بها ؛ فلا تفت من عضده .
هذه نصيحة للجميع .
" مجموع كتب ورسائل وفتاوى الشيخ " : (14/177)