منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية > أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها

الموضوع: أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها الرد على الموضوع
اسم العضو الخاص بك: اضغط هنا للدخول
سؤال عشوائي
العنوان:
  
الرسالة:
يمكنك إختيار أيقونة من القائمة التالية:
 

الخيارات الإضافية
الخيارات المتنوعة
تقييم الموضوع
إذا أردت, تستطيع إضافة تقييم لهذا الموضوع.

عرض العنوان (الأحدث أولاً)
08-07-2016 01:44 AM
الواثقة بالله
أصول المعاصي كلها كبارها وصغارها

أصول المعاصي كلّها - كبارها وصغارها-ثلاثة: تعلّق القلب بغير الله، وطاعة القوّة الغضبيّة، والقوّة الشّهوانيّة. و هي الشّرك، والظلم، والفواحش.

فغاية التّعلّق بغير الله: الشرك وأن يدعى معه إله آخر.
وغاية طاعة القوّة الغضبيّة :القتل.
وغاية طاعة القوّة الشّهوانيّة: الزّنى.

ولهذا جمع الله سبحانه وتعالى بين الثلاثة في قوله {وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ }[الفرقان:68]


وهذه الثلاثة يدعو بعضها إلى بعض: فالشرك يدعو إلى الظلم والفواحش؛ كما أنّ الإخلاص والتوحيد يصرفهما عن صاحبه؛ قال تعالى {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف:24]، فالسوء العشق، والفحشاء الزّنى.


وكذلك الظلم يدعو إلى الشرك والفاحشة، فإنّ الشرك أظلم الظلم، كما أنّ أعدل العدل التّوحيد، فالعدل قرين التوحيد، والظلم قرين الشرك، ولهذا يجمع الله سبحانه بينهما: أمّا الأوّل ففي قوله {شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ } [آل عمران:18]، وأمّا الثّاني فكقوله تعالى {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان:13].


والفاحشة تدعو إلى الشّرك والظلم، ولاسيما إذا قويت إرادتها ولم تحصل إلّا بنوع من الظّلم والاستعانة بالسّحر والشّيطان، وقد جمع سبحانه بين الزّنى والشّرك في قوله { الزَّانِي لَا يَنكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لَا يَنكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ غڑ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النّور:3].


فهذه الثّلاثة يجرّ بعضها إلى بعض ويأمر بعضها ببعضٍ.
ولهذا كلّما كان القلب أضعف توحيدًا وأعظم شركّا كان أكثر فاحشة وأعظم تعلقًا بالصّور وعشقًا لها.
ونظير هذا قوله تعالى {فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36) وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)} [الشّورى:36-37] فأخبر أنّ ما عنده خير لمن آمن به وتوكّل عليه وهذا هو التّوحيد، ثمّ قال {وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ} فهذا اجتناب داعي القوّة الشّهوانيّة، ثمّ قال {وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ} وهذا مخالفة القوّة الغضبيّة، فجمع بين التّوحيد والعفّة والعدل التّي هي جماع الخير كلّه.


الفوائد لابن القيّم رحمه الله

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة


الساعة الآن 08:32 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML