![]() |
08-15-2011 11:18 PM | |
باغي الخير |
الفرق بين حسن النية وحسن التصرف - للشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ، الإنسان بلا شك لا ينبغي له أن يدّعي الكمال لنفسه ، من ادّعى الكمال لنفسه فهو الناقص ، بل لابد أن يراجع غيره خصوصا في الأمور الهامة التي تتعلق بمسائل الأمة فإن الإنسان قد يحمله الحماس والعاطفة على فعل شيء هو في نفسه حق ولا بأس به لكن التحدث عنه قد يكون غير طيب إما في الزمان أو في المكان أو في الحال . ولهذا ترك النبي صلى الله عليه وسلم بناء الكعبة على قواعد إبراهيم خوفا من الفتنة فقال لعائشة رضي الله عنها : ” لولا أن قومك حديثو عهد بكفر لبنيت الكعبة على قواعد إبراهيم ولجعلت لها بابين بابا يدخل منه الناس وبابا يخرجون منه . ” من أجل أن يتمكن الناس من دخول بيت الله عزّ وجلّ ، لكن ترك ذلك خوف الفتنة مع كونه مصلحة . بل أعظم من ذلك أن الله نهى أن نسبّ آلهة المشركين مع أن آلهة المشركين جديرة بأن تًُسب وتعاب وينفر منها لكن لما كان سبها يؤدى إلى سب الرب العظيم المنزه عن كل عيب ونقص ، قال الله عزّوجلّ ![]() هذا وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم أسدّ الناس رأيا وأرجحهم عقلا ، وأبلغهم نصحا . الإنسان ربما تأخذه العاطفة فيندفع ويقول : هذا لله ، هذا أنا سأفعله ، سأصدع بالحق سأقول ، سوف لا تأخذني في الله لومة لائم وما أشبه ذلك من الكلام ثم تكون العاقبة وخيمة ، ثم إن الغالب أن الذي يحكّم العاطفة ويتبع العاطفة ولا ينظر للعواقب ولا لنتائج ولا يقارن بين الأمور : الغالب أنه يحصل على يديه من المفاسد ما لا يعلمه إلا الله عزّوجلّ مع أن نيته طيبة وقصده حسن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسَن لكن لم يحسن أن يتصرف ، لأن هناك فرقا بين حسن النية وحسن التصرف ، قد يكون الإنسان حَسن النية لكنه سيء التصرف ، وقد يكون سيء النية والغالب أنّ سيء النية سيء التصرف ، لكن مع ذلك قد يحسن التصرف لينال غرضه السيء . فالإنسان يُحمد على حسن نيته لكن قد لا يحمد على سوء فعله إلا أنه إذا علم منه أنه معروف بالنصح والإرشاد فإنه يعذر بسوء تصرفه ويلتمس له العذر ولا ينبغي أيضا أن يتخذ من فعله هذا الرأي أنه لم يكن موافقا للحكمة بل لا يجوز أن يتخذ منه قدح في هذا المتصرف وأن يحمل مالا يتحمله لكن يعذر ويبين له وينصح ويرشد ويقال : يا أخي ، هذا كلامك ـ أو فعلك ـ حسن طيب وصواب في نفسه لكنه غير صواب في محله أو زمانه أو في مكانه . وصلى الله على سيدنا محمد. المصدر : سحاب السلفية http://www.sahab.net/home/?p=375 |
![]() |
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|