عرض مشاركة واحدة
عيون المها غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 5 )  أعطي عيون المها مخالفة
عيون المها
عضو مميز
رقم العضوية : 84
تاريخ التسجيل : Dec 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 1,088 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 05-10-2013 - 03:07 AM ]

بسم الله الرحمن الرحيم

قوله تعالى: {فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ} أمر من الله تعالى لكل إنسان مكلف أن ينظر ويتأمل في طعامه كالخبز الذي يأكله، ويعيش به من خلق الماء الذي كان سببا لنباته.
هل يقدر أحد غير الله أن يخلقه؟
الجواب: لا.
ثم هب أن الماء قد خلق بالفعل، هل يقدر أحد غير الله أن ينزله إلى الأرض، على هذا الوجه الذي يحصل به النفع، من غير ضرر بإنزاله على الأرض رشا صغيرا، حتى تروى به الأرض تدريجا, من غير أن يحصل به هدم، ولا غرق كما قال تعالى: {فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ} [النور:43].
الجواب: لا.
ثم هب أن الماء قد خلق فعلا، وأنزل في الأرض، على ذلك الوجه الأتم الأكمل، هل يقدر أحد غير الله أن يشق الأرض، ويخرج منها مسمار النبات؟
الجواب: لا.
ثم هب أن النبات خرج من الأرض، وانشقت عنه فهل يقدر أحد غير الله أن يخرج السنبل من ذلك النبات؟
الجواب: لا.
ثم هب أن السنبل خرج من النبات فهل يقدر أحد غير الله أن ينمي حبه وينقله من طور إلى طور حتى يدرك ويكون صالحا للغذاء والقوت؟
الجواب: لا.
وقد قال تعالى: {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [الأنعام:99]، وكقوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً, لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَبَاتاً, وَجَنَّاتٍ أَلْفَافاً} [النبأ:14-16], وقوله تعالى: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبّاً فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ} [يس:33]، والآيات بمثل ذلك كثيرة معلومة.

وقوله: {وَلا يُغْنِي} أي لا ينفع. والظاهر أن أصله من الغناء بالفتح والمد وهو النفع.

ومنه قول الشاعر:
وقلّ غَناءً عنك مالٌ جمعته *** إذا صار ميراثاً ووَاراك لاحد
فقوله: قل غناء أي قل نفعا. وقول الآخر:
قل الغَنَاءُ إِذَا لاَقَى الفَتَى تَلَفًا *** قَوْل الأَحِبَّةِ لاَ تَبْعدْ وَقَدْ بَعِدَا
فقوله: الغناء أي النفع.

وأما الغنى بالكسر والقصر فهو ضد الفقر.
وأما الغنى بالفتح والقصر فهو الإقامة، من قولهم غنى بالمكان بكسر النون يغنى بفتحها غنى بفتحتين إذا أقام به.
ومنه قوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ} [يونس:24], وقوله تعالى: {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الأعراف:92], كأنهم لم يقيموا فيها.
وأما الغنى بالضم والقصر فهو جمع غنية وهي ما يستغني به الإنسان.
وأما الغناء بالمد والضم فلا أعلمه في العربية.

وهذه اللغات التي ذكرنا في مادة غنى كنت تلقيتها في أول شبابي في درس من دروس الفقه لقننيها شيخي الكبير أحمد الأفرم بن محمد المختار الجكني

أضواء البيان ، تفسير سورة الجاثية




توقيع : عيون المها
تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها
رد مع اقتباس