ثالثًا: إنزال المطر وزيادة القوَّة:
قال - تعالى - عن هود - عليه السلام - أنَّه قال لقومه: ﴿ وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴾ [هود: 52].
يقول البغوي - رحمه الله - عند تفسيره لهذه الآية: \"أي: يُرسِل المطر عليكم مُتتابعًا مرَّةً بعد أخرى في أوقات الحاجة، ﴿ وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ ﴾ [هود: 52]؛ أي: شدَّة مع شدَّتكم، وذلك أنَّ الله - عزَّ وجلَّ - حبَس عنهم القطر ثلاث سنين، وأعقَمَ أرحام نسائهم، فلم يلدن\"؛ \"معالم التنزيل\" (1/ 288).
فالاستغفار مع الإقلاع عن الذَّنب سببٌ للخصب والنَّماء وكثْرة الرزق وزيادة العزَّة والمنعة، يقول ابن كثير - رحمه الله -: \"ومَن اتَّصف بهذه الصفة - أي: صفة الاستغفار - يسَّر الله عليه رزقَه، وسهَّل عليه أمرَه، وحفظ عليه شأنه وقوَّته؛ ولهذا قال: ﴿ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾\"؛ \"تفسير القرآن العظيم\" (2/ 450).
: