عرض مشاركة واحدة
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 10 )
الواثقة بالله
المراقب العام

رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,276 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 07-04-2018 - 06:19 AM ]

لفظ البسملة متفق عليه بين أهل العلم وهي عند جميع القراء .
ولا يصح استبدال لفظ الجلالة «الله» ولا اسمي «الرحمن»، «الرحيم» بغيرها من أسمائه – جل وعلا.
معنى البسملة

‏بسم الله: الباء للاستعانة: أي بسم الله أقرأ، أو أتوضأ، مستعينًا به، ومتيمنًا ، ومتبركًا.
أصله باسم ولكن حذفت لكثرة الإستعمال ، لأنها ألف وصل وليست بأصلية بدليل أنها تسقط عند التصغير فتقول سمي ، ‏واسم: الاسم مأخوذ من الوسم، وهو العلامة ، لأن الاسم علامة على من وضع له ، وهذا اختيار الكوفيين وطائفة من النحويين ، وهذا القول هو الأظهر إن شاء الله .
و«الله» علم على «الرب» تبارك وتعالى خاص به سبحانه ولا يجوز أن يسمى به غيره ، قال تعالى: ﴿ربّ السّماواتِ والْأرْضِ وما بيْنهما فاعْبدْه واصْطبِرْ لِعِبادتِهِ ۚ هلْ تعْلم له سمِيًّا﴾[ مريم:65] ، قال سيبويه «وهو أعرف المعارف» وهو أصل أسمائه الحسنى1، ودال عليها جميعًا، وعلى صفاته العليا ، بل قيل إنه الاسم الأعظم .
والصحيح أن اسم الله مشتق من «أله» إذا عبد ، فهو مصدر في موضع المفعول ، من أله الرجل يأله إلهه إذا تعبد وتأله وتنسك قال تعالى: ﴿وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّمَاوَاتِ وَفِي الْأَرْضِ يَعْلَمُ سِرَّكُمْ وَجَهْرَكُمْ﴾ [ الأنعام:3] وقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ﴾[ الزخرف:84] وقال تعالى : ﴿أإِلٰهٌ مَعَ اللَّهِ﴾[ النمل:60] .
وأصله «إله» حذفت منه الهمزة، وعوض منها حرف التعريف .
وفي معناه قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى (88/1) : «فإن الله سبحانه هو المستحق للعبادة لذاته لأنه المألوه المعبود الذي تألهه القلوب وترغب إليه، وتفزع إليه عند الشدائد» ، وقال أيضا (12/14) : «الله وهو الإله المعبود، فهذا الاسم أحق بالعبادة يتضمن غاية العبد ومصيره ومنتهاه، وما خلق له، وما فيه صلاحه وكماله، وهو عبادة الله، ولهذا يقال: الله أكبر، الحمد لله، سبحان الله، لا إله إلا الله».
الرحمن الرحيم: اسمان من أسماء الله - تعالى - مشتقان من الرحمة ، قال ابو داود في سننه في كتاب الزكاة باب في صلة الرحم : حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَالَ اللَّهُ أَنَا الرَّحْمَنُ وَهِىَ الرَّحِمُ شَقَقْتُ لَهَا اسْمًا مِنَ اسْمِى مَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ .والحديث أخرجه الترمذي في جامعه في كتاب البر والصلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم باب ما جاء في قطيعة الرحم قال : حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِى عُمَرَ وَسَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَخْزُومِىُّ قَالاَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ أَبِى سَلَمَةَ قَالَ اشْتَكَى أَبُو الرَّدَّادِ اللَّيْثِىُّ فَعَادَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فَقَالَ خَيْرُهُمْ وَأَوْصَلُهُمْ مَا عَلِمْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ قَالَ اللَّهُ أَنَا اللَّهُ وَأَنَا الرَّحْمَنُ خَلَقْتُ الرَّحِمَ وَشَقَقْتُ لَهَا مِنَ اسْمِى فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلْتُهُ وَمَنْ قَطَعَهَا بَتَتُّهُ . قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ سُفْيَانَ عَنِ الزُّهْرِىِّ حَدِيثٌ صَحِيحٌ . وقال أيضا وَفِى الْبَابِ عَنْ أَبِى سَعِيدٍ وَابْنِ أَبِى أَوْفَى وَعَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ وَأَبِى هُرَيْرَةَ وَجُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ . وصحح الحديث العلامة المحدث الألباني رحمه الله تعالى .
فالرحمن والرحيم مشتقان من الرحمة، والرحم مشتقة من اسمه تعالى «الرحمن».
و«الرحمن» على وزن «فعلان»، و«الرحيم» على وزن «فعيل» كل منهما صفة مشبهة، ومن صيغ المبالغة. لكن «فعلان» أبلغ من «فعيل»، لأن صيغة «فعلان» تدل على الامتلاء، يقال: رجل غضبان أي ممتلئ عضبًا. ولهذا قدم «الرحمن» على «الرحيم» .
وإذا اجتمع «الرحمن» مع «الرحيم» في مثل البسملة، والفاتحة، وقوله تعالى: ﴿هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ﴾[ الحشر:22] دل «الرحمن» على إثبات صفة الرحمة الذاتية القائمة به سبحانه، كما قال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ﴾[ الأنعام:133]، وقال تعالى: ﴿وَرَبُّكَ الْغَفُورُ ذُو الرَّحْمَةِ﴾[ الكهف:58]، وقال تعالى: ﴿فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ﴾[ الأنعام:147].
‏ودل «الرحيم» على إثبات صفة الرحمة الفعلية لله عز وجل - المتعلقة بالمرحوم - فهو تعالى فاعل الرحمة وموصلها إلى من شاء من عباده، كما قال تعالى: ﴿يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ﴾[ العنكبوت:21] وقال تعالى: ﴿رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ﴾[ الإسراء:54].
قال ابن القيم رحمه الله بعد ما ذكر قول السهيلي: «فائدة الجمع بين الصفتين «الرحمن» و«الرحيم» الإنباء عن رحمة عاجلة وآجلة فى خاصة وعامة... قال وهو أن «الرحمن» دال على الصفة القائمة به سبحانه، و«الرحيم» دال على تعلقها بالمرحوم، فكان الأول للوصف، والثاني للفعل، فالأول دال على أن الرحمة صفته ، والثاني دال على أنه يرحم خلقه برحمته، وإذا أردت فهم هذا فتأمل قوله ﴿وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا﴾[ الأحزاب:43] ﴿إِنَّهُ بِهِمْ رَءُوفٌ رَحِيمٌ﴾ [ التوبة:117] ولم يجيء قط «رحمن بهم» فعلم أن «الرحمن» هو الموصوف بالرحمة، و«رحيم» هو الراحم برحمته.... » أهـ .

والكلام في أسماء الله لا ينتهي ، فيرجع إلى مضانه للتوسع والله الموفق وهو وراء القصد .
-------------------
1 - ولهذا يقال: الرحمن والرحيم والحكيم من أسماء الله، ولا يقال: الله من أسماء الرحمن، أو من أسماء الرحيم أو من أسماء الحكيم.




توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس