ـــــــــــــــ قال ابن عباس رضي الله عنهما : ( إن الله فضل محمدا صلى الله عليه و سلم ، على الأنبياء و على أهل السماء ، فقالوا : بم يا ابن عباس فضله على أهل السماء ؟ ، فقال : إن الله تعالى قال : " و من يقل منهم إني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم كذلك نجزي الظالمين " و قال لحمد صلى الله عليه و سلم : " إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك و ما تأخر " ، قالوا : فما فضله على الأنبياء ؟ قال : قال الله تعالى " و ما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم " - أي لم يرسل رسولا إلا إلى قومه دون غيرهم - و قال لمحمد صلى الله عليه و سلم : " و ما أرسلناك إلا كافة للناس " فأرسله للجن و الإنس ) ذكره أبو محمد الدارمي في مسنده .
ـــــــــــــــــــ إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار : معنى شخوص الأبصار : أن تبقى منفتحة لا تنغمض من الهول و شدة الخوف ، مهطعين : الإهطاع هو الإسراع و قد بين الله تعالى في مواضع أخرى أنهم يوم القيامة يأتون مهطعين أي مسرعين " يخرجون من الأجداث سراعا .. " .
ـــــــــــــــ ( رب إني وهن العظم مني ) : وهن أي ضعف و إنما ذكر ضعف العظم لأنه عمود البدن و به قوامه ، فوهنه يستلزم وهن غيره من البدن ، و هذا الذي ذكره هنا من إظهار الضعف يدل على أنه ينبغي للداعي إظهار الضعف و الخشوع و الخشية في دعائه .
ـــــــــــــــــــ ( اسمه يحيى ) : يدل على أن الله هو الذي سماه و لم يكل تسميته إلى أبيه و في هذا منقبة عظيمة ليحيى .
ــــــــــــــــ السَّمِيّ يطلق في اللغة العربية إطلاقين "
الأول : قولهم فلان سمي فلان أي مسمى باسمه ،
الثاني : إطلاق السمي يعني المسامي اي المماثل في السمو و الرفعة و الشرف ، و المعنى في الآية " لم نجعل له سميا : أي لم نجعل من قبله أحدا يسمى باسمه ، فهو أول من كان اسمه يحيى، و من قال إن معناه لم نجعل له نظير في الرفعة غير صواب ، لأنه ليس أفضل من إبراهيم و موسى و نوح . و ممن قال به ابن عباس . و في قوله تعالى " رب السماوات و الأرض و ما بينهما فاعبده و اصطبر لعبادته هل تعلم له سميا ) معناه أنه تعالى ليس له نظير و لا مماثل يساميه في العظمة و الكمال على التحقيق .
ـــــــــــــــــــ فائدة طيبة : في سياقة أفعال الماضي مرادا بها المستقبل كما في قوله تعالى : " و سيق الذين كفروا ... " و في قوله " و سيق الذين اتقوا ربهم ... " ، كل هذه الأفعال الماضية الدالة على الوقوع بالفعل فيما مضى - أطلقت مرادا بها المستقبل ، لأنّ تحقق وقوع ما ذكره صيره كالواقع بالفعل .
ـــــــــــــــــــ ( ثلاث ليال سويا ) : ليس المراد بها ثلاث ليال متتابعات ، بل معناه أن زكرياء عليه السلام ممنوع من الكلام ليس لعلة في جوارحه بل كان سويا ، إنما منع بقدرة الله تعالى .
المصدر : أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن / تفسير سورتي إبراهيم و مريم .
يتبع إن شاء الله ..