عرض مشاركة واحدة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 06-28-2015 - 10:57 AM ]

وإتماما للفائدة أضيف هذا النقل المبارك
عن فضيلة العلامة الوالد عبيد بن عبدالله الجابري حفظه الله

والذي كان ضمن لقاء مع شباب من المغرب العربي يوم الأحد الموافق 30 شعبان سنة 1424 ه

بعنوان

الحد الفاصل بين معاملة أهل السنة وأهل الباطل

س / هل إذا أخطأ عالم من العلماء الكبار يجوز أو يسع لأحد من الشباب أن يرد عليه خطأه أو أن يرد عليه عالم مثله ؟ حيث إن بعض الشباب يتجرأ على رد فتوى بعض العلماء التي تكون الفتوى أحياناً محظورة شرعاً وأفتى بها العالم نضراً لضرورة أو حكمة يراها هو ؟

ج / أن ما سألتم عنه ينظر إليه من وجهين كما ينظر إلي من صدرت عنه تلك المقولة الخاطئة من جهتين أيضا , وهكذا أهل السنة فإنهم ينظرون إلي المخالفة وإلي المخالف .


فالمخالفة لا تخلو من حالين .

إما أن تكون مخالفة في أمر لا يسوغ فيه الاجتهاد . سواء إن كان في أصول الدين أو في فروعه .

لأنه تضافرت عليه النصوص في القرآن والسنة وأجمع عليها الأئمة أو كانت في حكم الإجماع وكان المخالف ليس عنده من النصوص ما يقوى مذهبه .

وإما أن تكون المخالفة حدثت في أمر يسوغ به الاجتهاد أو أمر النصوص تحتمل وتحتمل .


فالصنف الأول : وهو الذي لا يسوغ فيه الاجتهاد فإن الخلاف فيه غير سائغ غير سائغ أبداً ويرد الخطأ على قائلة كائناً من كان .

ثم هذا المخالف لا يخلو عن رجل من رجلين :

* إما إن يكون صاحب سنة عرف الناس منه الاستقامة عليها والذب عنها وعن أهلها كما عرفوا منه النصح للأمة فهذا لا يتابع على زلته . وتحفظ كرامته وإن كنا رددنا مخالفته فإنا نتأدب معه ونحفظ كرامته ولا نشنع عليه كما نشنع على المبتدعة الضلال وذلك رعاية لما منَّ الله به عليه من السابقة في الفضل والجلالة في القدر والإمامة في الدين . فنحن نرعى هذا كلــه .

وإذا نظرت في كثير من الأئمة الذين هم على السنة يشهد لهم الناس في محياهم وكذلك نرجوا أن يكونون بعد مماتهم إن شاء الله تعالى حدثت منهم أخطاء زلت بهم القدم فرد عليهم المعاصرون لهم واللاحقون لهم مع حفظ كرامتهم وصيانة أعراضهم وعدم التطاول عليهم بنابيات العبارات .

*
وإما أن يكون هذا المخالف الذي خالف في أمراً لا يسوغ فيه الاجتهاد ولكنه خالف قد يكون هذا خالف عناداً واستكبارا وترفعاً عن الحق وانسياقا وراء الهوى فهذا لا كرامة له عند أهل السنة يردون عليه قوله، ويشنعون عليه ويصفونه بالبدعة والضلال ويحذرون منه ويغلظون فيه القول إلا ترتبت مفسدة أكبر من المصلحة المرجوة فإنهم يكتفون برد خطائه ويحذرونه في أنفسهم .

وهذا إذا كان ذالكم المبتدع الضال له في البلد وأهله الصولة والجولة والكفة الراجحة والشوكة القوية كأن يكون مفتي البلد أو وزيراً من الوزراء مثل وزير الأوقاف أو وزير العدل أو من المقربين في الدولة أو من العلماء الموثوقين بهم عند الدولة ونحن المستضعفون فإنا لا نصفهم بشئ من هذا نقول هذا خطأ . أخطأ الشيخ فلان في كذا و لا نقبله منه والعبرة بالدليل ، الدليل عندنا على خلافـه .

ويجب أن يكون الرد علمياً يستند على الكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح بعيداً عن المهاترات والعبارات النابيات التي تجعل السامعين يتقززون منها وينفرون منها ويزهدون في الحق الذي عندنا أو الحق الذي عندكم لما يسمعونه من عبارات في غير محلها , لا تليق بطلاب العلم فإن الرد الذي يستند على الكتاب والسنة وفهم السلف الصالح وتجلي فيه الحق ويفند فيها الباطل فإن المنصفين يقبلونه ولا ينازعون فيه وإن كانوا يحبون ذلك المخالف ( وهذا مجرب بارك الله فيكم فتفطنوا إليه ) .


النوع الثاني من المخالفاتأمراً يسوغ فيه الاجتها
د , فأنت تبين قولك حسب ما ترجح عندك ولا تشنع على الطرف الأخر ولا تحذر منه ولا تصفه بالمبتدع الضال ولا الزائغ ولكن تقول الصواب عندنا كذلك وعلى سبيل المثال : الترتيب في الوضوء فالجمهور على وجوبه ومن ذلك الإمام أحمد وأصحابه رحم الله الجميع , والأحناف ومن وافقهم على انه لا يجب فنحن نرد على الأحناف من غير تفريق من غير إغلاظ في القول نقول الراجع عندنا أو أرجح القولين الوجوب .

ومثال أخر : تارك الصلاة متهاوناً , فالجمهور على انه فاسق فيستتاب فإن تاب وإلا قتل حداً حكمه حكم غيره من الفساق يغسل ويكفن ويصلى عليه ويدعى له ويدفن في مقابر المسلمين ويرثه المسلمون من أهله وهذا هو قول الزهري ومالك ورواية عن الإمام أحمد وكذلك قال به غير هؤلاء .

والرواية الثانية عن الإمام احمد وعليها محققون أئمة ومنهم الشيخ عبدا لعزيز الإمام الأثري المجتهد رحم الله والشيخ محمد بن عثيمين الإمام الفقيه المحقق المدقق المجتهد رحمه الله على انه كافـــر .

يستتاب فإن تاب وإلا قتل ردة،وعلي فإنه لايصلي عليه ولا يغسل ولا يكفن ولا يدعى له ولا يرثه المسلمون من أهل ماله فيء يصرفه الحاكم في المصالح العامة للمسلمين .

فإذا نظرت في حال هاتين الطائفتين من الأئمة رحمة الله عليهم لم تجد أن المفسقين يصفون المكفرين بأنهم خوارج , كذلك لم تجد إن المكفرين يصفون المفسقين بأنهم مرجئة, لماذا ؟
لان الكل عنده أدلة قوية يرجع إليها في هذا الأصل الذي ذهب إليه .


بقى أن أقول هذا العالم الجليل الذي أخطأ في أمراً ترونه راجحاً هذا أري أن يناصح وأن يبين له خطأه فإن لم يقبل منكم فارفعوا الأمر إلي علماء أكبر منكم ومنه فإنهم يناصحونه ويبينون له وسوف ترده السنة إن شاء الله تعالى .

هذا الألباني رحمه الله ....... المسلمين أهل السنة والهدى رحمهم الله " يرى أن كشف المرأة وجهها أو يرى أن وجه المرأة ليس بعورة يجوز لها كشفه .

والشيخ عبدا لعزيز ( رحمه الله ) والشيخ العثيمين ( رحمه الله ) والشيخ محمد بن إبراهيم ( رحمه الله ) يرون خلاف ذلك , لكن لم يشنعوا عليه , وأهل العلم يردون على الشيخ ناصر من غير التشنيع عليه .

كذلك يرى رحمه الله تحريم الذهب المحلق ويستدل له، ومن ذكرت من علمائنا وغيرهم لا يتربون عليه يقولون أخطأ الشيخ الألباني في هذا أو الصواب كذلك .

وهكذا بارك الله فيك أهل العلم يوقر بعضهم بعضاً وقد بينت لكم من قبل الميزان الذي عرفته من كلام أئمة وعلمائنا في المخالفة والمخالف فتفطنوا إلي ذلك فليس الأمر على حد سواء .

المصدر : شبكة الأجري
سحاب السلفية



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس