منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الأدآب الشرعية

فقر القلب

منتدى الأدآب الشرعية


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,668 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي فقر القلب

كُتب : [ 01-06-2013 - 05:26 PM ]

قال فضيلة الشيخ محمد بن عمر بن سالم بازمول :
” عن أبي ذر رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : (( يا أبا ذر ، أترى كثرة المال هو الغنى ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : فترى قلة المال هو الفقر ؟ قلت : نعم يا رسول الله . قال : إنما الغنى غنى القلب ، و الفقر فقر القلب )) [1] .
وفقر القلب : خلوه من دوام الافتقار إلى الله في كل حال ، وبعده عن مشاهدة فاقته التامة إلى الله تعالى من كل وجه [2] .
و” إنما يحصل غنى النفس بغنى القلب ؛ بأن يفتقر إلى ربه في جميع أموره ، فيتحقق أنه المعطي المانع فيرضى بقضائه ويشكره على نعمائه ، ويفزع إليه في كشف ضرائه ، فينشأ عن افتقار القلب لربه غنى نفسه عن غير ربه تعالى ” [3]
وهذا المعنى يرجع إلى الفقر الذي ذكره الله تبارك و تعالى في قوله في سورة [ فاطر : 15 ] : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ } ، وهي مكية .
وفقر النفس يقابله غنى النفس .
ومن رضي بما قسم له فهو من أغنى الناس نفساً .
عن الحسن ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( من يأخذ عنى هؤلاء الكلمات فيعمل بهن أو يعلم من يعمل بهم ؟ فقال أبو هريرة : فقلت : أنا يا رسول الله . فأخذ بيدي فعدَّ خمساً وقال : اتق المحارم تكن أعبد الناس ، وارضَ بما قسم الله لك تكن أغنى الناس ، وأحسن إلى جارك تكن مؤمناً ، و أحبَّ للناس ما تحب لنفسك تكن مسلماً ، ولا تكثر الضَّحك فإن كثرة الضحك تميت القلب )) [4]
وقال الدارمي رحمه الله : (( أخبرنا عبد الله بن موسى عن عثمان بن الأسود عن عطاء قال : قال موسى : يا رب أي عبادك أحكم ؟ قال : الذي يحكم للناس كما يحكم لنفسه ، قال : يا رب ، أي عبادك أغنى ؟ قال : أرضاهم بما قسمتُ له . قال : يا رب أي عبادك أخشى لك ؟ قال : أعلمهم بي )) [5]
و الرسول صلى الله عليه وسلم استعاذ من فقر النفس ، وفقر القلَّة و الذلَّة ، وسأل الله تعالى المسكنة .
قال ابن حجر رحمه الله : ( إن قيل ما وجه استعاذته صلى الله عليه وسلم من الفقر ؟
فالجواب : إن الذي استعاذ منه وكرهه فقر القلب ، و الذي اختاره و ارتضاه : طرح المال .
وقال ابن عبد البر : الذي استعاذ منه هو الذي لا يدرك معه القوت و الكفاف ، ولا يستقر معه في النفس غنى ؛ لأن الغنى عنده صلى الله عليه وسلم غني النفس ، وقد قال تعالى : { وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى } [ الضحى : 8 ] ، ولم يكن غناه أكثر من ادخاره قوت سنة لنفسه وعياله ، وكان الغنى محله في قلبه ثقة بربه ، وكان يستعيذ بالله من فقر منسي ، وغنى مطغي .
وفيه دليل على أن للغنى و الفقر طرفين مذمومين ، وبهذا تجتمع الأخبار في هذا المعنى ) ا.هـ [5] .

***

الشيخ الدكتور : محمد بن عمر بن سالم بازمول حفظه الله تعالى .
من كتاب : “أحكام الفقير و المسكين في القرآن العظيم و السنة المطهرة” من صفحة [165] إلى صفحة [168]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
[1] : حديث صحيح .
أخرجه ابن حبان في صحيحه ( الإحسان 2/461 حديث رقم 685 ) ، في قصة ، هذا بعضها ؛ و أخرجه الحاكم في المستدرك ( 4/327 ) وقال : (( هذا حديث صحيح على شرط البخاري ولم يخرجاه بهذه السياقة ، إنما أخرجاه من طريق الأعمش عن زيد بن وهب ، عن أبي ذر مختصراً )) ا.هـ ؛ و أخرجه الطبراني في الكبير ( 2/154 ، تحت رقم 1643 ) ، وقال في مجمع الزوائد (10/237) : (( رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه )) ا.هـ
والحديث صححه محقق الإحسان على شرط مسلم ، وصححه مجدي فتحي السيد في تحقيقه لكتاب ( قمع الحرص بالزهد و القناعة ) للقرطبي ص 121 .
[2] : انظر : مدارج السالكين (2/440) .
[3] : من كلام ابن حجر رحمه الله ، في فتح الباري (11/273) . وانظر كلاماً للقرطبي في هذا المعنى فيه (11/272) ، وقارن بـ : قمع الحرص بالزهد و القناعة ص 120 .
[4] : حديث صحيح لغيره .
أخرجه أحمد في المسند بنحوه (2/410) ؛ و الترمذي في أوَّل كتاب الزهد ، حديث رقم (2305) .
و الحديث قال عنه الترمذي رحمه الله : ( قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان ، و الحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئاً ، هكذا رُوِيَ عن أيوب ويونس بن عبيد و علي بن زيد قالوا لم يسمع الحسن من أبي هريرة ، وروى أبو عبيدة الناجي عن الحسن هذا الحديث قوله ولم يذكر فيه عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ) ا.هـ
والحديث حسنه لغيره الألباني في السلسلة الصحيحة ، حديث رقم (930) .
[5] : سنن الدارمي المقدمة ، باب التوبيخ لمن يطلب العلم لغير الله ، تحت رقم (362) .
[6] : التلخيص الحبير (3/123) ، و انظر منه (3/109) ، وقارن بـ : تحفة الأحوذي (3/271) .
 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:29 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML