🔴 عوامل التغلب على المعصية.
◾قال ابن القيم رحمه الله:
«وأما تقوية باعث الدين, فإنه يكون بأمور:
أحدهما: إجلال الله تبارك وتعالى أن يُعصَى وهو يرى ويسمع، ومن قام بقلبه مشهد إجلاله لم يطاوعه قلبه لذلك البتة.
الثاني: مشهد محبته سبحانه، فيترك معصيته محبةً له، فإن المحب لمن يحب مطيع. وأفضل الترك ترك المحبين، كما أن أفضل الطاعة طاعة المحبين، فبين ترك المحب وطاعته وترك من يخاف العذاب وطاعته بون بعيد.
الثالث: مشهد النعمة والإحسان، فإن الكريم لا يقابل بالإساءة من أحسن إليه، وإنما يفعل هذا لئام الناس. فليمنعه مشهد إحسان الله تعالى ونعمته عن معصيته حياءً منه أن يكون خير الله وإنعامه نازلًا إليه، ومخالفاته ومعاصيه وقبائحه صاعدة إلى ربه! فملك ينزل بهذا وملك يعرج بذاك فأقبح بها من مقابلة.
الرابع: مشهد الغضب والانتقام؛ فإن الرب تعالى إذا تمادى العبد في معصيته غضب، وإذا غضب لم يقم لغضبه شيء، فضلا عن هذا العبد الضعيف.
الخامس: مشهد الفوات؛ وهو: ما يفوته بالمعصية من خير الدنيا والآخرة، وما يحدث له بها من كل اسم مذموم عقلًا وشرعًا وعرفًا، ويزول عنه من الأسماء الممدوحة شرعًا وعقلًا وعرفًا، ويكفي في هذا المشهد مشهد فوات الإيمان الذي أدنى مثقال ذرة منه خير من الدنيا وما فيها أضعافا مضاعفة.
السادس: مشهد القهر والظفر؛ فإن قهر الشهوة والظفر بالشيطان له حلاوة ومسرة وفرحة عند من ذاق ذلك.
السابع: مشهد العوض؛ وهو: ما وعد الله سبحانه من تعويض من ترك المحارم لأجله، ونهى نفسه عن هواها، وليوازنه بين العوض المعوض. فأيهما كان أولى بالإيثار اختاره وارتضاه لنفسه.
📚 [عدة الصابرين 44].