منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الفقه وأصوله


 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي حذيفة النهاري مخالفة
حذيفة النهاري غير متواجد حالياً
 
حذيفة النهاري
عضو نشيط
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 167
تاريخ التسجيل : Jun 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 57 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي التحليل والتحريم إلى الله عز وجل وخطر الإفتاء بغير علم - تحريم التأرخ بالتاريخ الأفرنجي إلا لحاجة

كُتب : [ 08-08-2011 - 01:37 AM ]


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور والحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض وله الحمد في الآخرة وهو الحكيم الخبير وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد وهو على كل شيءٍ قدير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله البشر النذير والسراج المنير صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد
فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى واعلموا أن الله وحده له الخلق وأن الله وحده له الأمر وأن الله وحده له الحكم قال الله عز وجل: ﴿أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54] وقال جل شأنه: ﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [القصص: 88] فلا خالق إلا الله ولا مدبر لشؤون العالم العلوي والسفلي إلا الله ولا حاكم للخلق ولا حاكم بينهم عند الاختلاف إلا الله وما اختلفتم فيه من شيءٍ فحكمه إلى الله فالله وحده هو الذي يقدر الشيء وهو الذي يوجب الشيء وهو الذي يحرم الشيء وهو الذي يندب إلى الشيء وهو الذي يحلل الشيء إما في كتابه وإما على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم حتى النبي صلى الله عليه وسلم قال عن نفسه حين أكل الصحابة رضي الله عنهم من الثوم عام فتح خيبر وكانوا جياعاً ثم راحوا إلى المسجد فقال النبي صلى الله عليه وسلم (من أكل من هذه الشجرة الخبيثة شيئاً فلا يقربنا في المسجد) فقال الناس حرمت فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال (يا أيها الناس إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي ولكنها شجرةٌ أكره ريحها)(1) فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم (إنه ليس بي تحريم ما أحل الله لي) فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به أن يحرم ما أحل الله له فكيف بغيره ممن يتكلم بالتحليل والتحريم بغير علم وليس معصوماً من الخطأ ولقد أنكر الله عز وجل على من يحللون ويحرمون بأهوائهم فقال تعالى ﴿قُلْ أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَاماً وَحَلالاً قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ﴾ [يونس:59]﴿وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَة﴾ [يونس: 60] وقال جل ذكره: ﴿وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ﴾ [النحل:116]﴿مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النحل:117]وأنكر الله عز وجل على قومٍ اتخذوا من دون الله شركاء في التشريع فقال تعالى ﴿أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [الشورى:21]أيها الناس أيها المؤمنون أيها العقلاء إن من أكبر الجنايات أن يقول الشخص عن شيءٍ إنه حلال وهو لا يدري عن حكم الله فيه أو يقول عن الشيء إنه حرام وهو لا يدري أن الله حرمه أو يقول عن الشيء إنه واجب وهو لا يدري أن الله أوجبه أو يقول عن الشيء إنه ليس بواجب وهو لا يدري عن حكم الله فيه إن هذا لجنايةٌ كبيرة وسوء أدبٍ مع الله عز وجل وتقدمٌ بين يدي الله ورسوله كيف تعلم أيها الإنسان العاقل فضلاً عن الإنسان المؤمن أن الأمر لله وأن الحكم إليه ثم تقدم بين يديه فتقول في دينه وشريعته ما لا تعلم أنه من دينه وشريعته أيها المسلمون لا تتهاونوا بالأمر لقد قرن الله تعالى القول عليه بلا علم بالشرك به فقال: ﴿قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف:33]أيها الناس إن بعض العامة أو طلبة العلم الذين لم يصلوا إلى حدٍ يميزون فيه بين الصحيح والضعيف يفتي نفسه أو يفتي غيره بما لا يعلم أنه من شريعة الله عز وجل يقول هذا حلال أو هذا حرام أو هذا واجب وهو لا يدري عن ذلك أفلا يعلم هذا أن الله تعالى سائله يوم القيامة عما قال أفلا يعلم أن الشرع كله لله عز وجل فليس لنا أن نتقدم في عباده بشيءٍ من شريعته إلا ونحن نعلم أو يغلب على ظننا بحسب الأدلة الشرعية أنها هذا هو شرع الله أفلا يعلم المفتي بغير علم أنه إذا أضل شخصاً فقد باء بإثمه وإثم من تبعه إلى يوم القيامة وإن بعض العامة إذا رأى شخصاً يريد أن يستفتي عالماً يقول له هذا العامي لا حاجة لا تستفتي هذا واضح هذا حرام مع أنه في الشرع حلال فيحرمه مما أحل الله له أو يقول العامي لمن أ راد أن يستفتي هذا واجب مع أنه في الشرع غير واجب فيلزمه بما لم يلزمه الله به أو يقول العامي هذا حلال مع أنه في الشرع حرام فيوقعه في ما حرم الله عليه أو يقول هذا غير واجب مع أنه في الشرع واجب فيحرمه من فعل ما أوجب الله عليه وهذا أيها المسلمون هذا جنايةٌ والله على شريعة الله وهذا ظلمٌ لنفسه وهذا خيانةٌ لأخيه حيث غره بدون علم أرأيتم وفكروا لما أقول الآن أرأيتم لو أحداً سئل عن طريق بلدٍ من البلدان فقال الطريق من هاهنا وهو لا يعلم أفلا يعد ذلك جرأة أفلا يعد ذلك خيانة أفلا يعد ذلك تغريراً هذا مع أن واضع الطريق بشر والبلد من متاع الدنيا فكيف بمن تكلم بما لا يعلم في شريعة الله التي شرعها الله لعباده لتوصلهم إلى رضوانه ودار كرامته أيها المسلمون وإن خطأً آخر يكون من بعض العامة يقولون عن أهل العلم كلاماً أو ينقلون عنهم فتوى نعلم أنهم لا يقولون بذلك القول ولا يفتون بتلك الفتوى لكن هؤلاء الناقلين وهموا في النقل أو كذبوا وهموا في النقل إما لكونهم فهموا كلامهم أي كلام هؤلاء العلماء على غير مرادهم أو أنهم أساءوا التعبير في سؤالهم فأجابهم العالم بحسب ما فهم من سؤالهم فحصل الخطأ وربما كانوا كاذبين لأن لهم قصداً سيئاً فيما ينقلون من ذلك يريدون بهذا تشويه سمعة العالم أو التنفير منه أو يريدون أن يصلوا إلى مطلوبٍ لهم فيتوجهوا بقول هذا العالم الذي كذبوا عليه ليكون درءاً عن لومهم وعن توبيخهم فيقول فعلت كذا لأن فلاناً من العلماء أفتاني بجوازه يتوجه إلى الناس بجاه هذا العالم ليطرد عن نفسه اللوم والتوبيخ ولكنه كاذبٌ في هذا وإن هذا من أعظم الجنايات على الخلق لأن التنفير عن أهل العلم ليس تنفيراً عن أشخاصهم بل هو تنفيرٌ متضمنٌ للتنفير عما يقولونه من الحق وإن الكذب على العلماء ليس كذباً على العالم شخصه ولكنه كذبٌ على الناس يغترون فيظنون أن هذا من شريعة الله لأنهم يثقون بقول هذا العالم المنسوب إليه القول الكذب أو الخطأ فيحصل بذلك خطاٌ في الشريعة وفي العبادة وتبقى العبادة ألعوبةٌ بين هؤلاء المجرمين الذين ينقلون عن العلماء ما لا يقولنه فليحذر الإنسان من التقّول على أهل العلم وليتحرى الدقة والصحة فيما ينقل عنهم ولقد لمسنا هذا نحن بأيدينا وسمعناه بآذاننا نحن لمسنا ذلك بأيدينا وسمعناه بآذاننا ينقل عن بعض العلماء الذين يكون قولهم حجةً بين العامة ينقل عنهم ما لا يقولونه إما بما نعلم من حالهم وعلمهم وإما بسؤالهم عما نقل عنهم فيكذبون ذلك ويوهمون الناقل فاتقوا الله أيها المسلمون وإن من المتعلمين الذين لم يصلوا إلى حدٍ من العلم يمكنهم من المعرفة والتميز بين الصحيح والضعيف من يقع فيما يقع فيه بعض العامة من الجرأة على شريعة الله في التحليل والتحريم والإيجاب فيتكلم فيما يجهل ويجمل في الشريعة ويفصل وليس معه من العلم إلا كفقيرٍ بيده دريهمات إذا سمعت الواحد من هؤلاء يتكلم فكأنما ينزل عليه الوحي لجزمه فيما يقول ومجادلته فيما يخالف المنقول والمعقول ولقد سأني ما نقله لي ثقٌ عن شخص كان يجادله في إمامٍ صلى الظهر خمسة والمأموم يعلم أنه قد زاد في صلاته فقال هذا المجادل إنه يجب على المأموم أن يتابع الإمام في الزيادة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إنما جعل الإمام ليأتم به) فتأمل خطأ هذا المجادل في الحكم والفهم وتأمل أن طرد قاعدته يستلزم أن الإمام لو صلى الظهر عشرة ركعات لوجب على المأموم أن يتابعه إن هذا والله لهو الجهل المركب بل مركب المركب جهلٌ في الحكم وجهلٌ في الفهم وجهلٌ بأدلة الشريعة الأخرى أفلا يعلم هذا الجاهل المجادل أن النبي صلى الله عليه وسلم بيّن الواجب في إئتمام المأموم بإمامه بقوله (فإذا كبر فكبروا) إلى أن قال (وإذا صلى قاعداً فصلوا قعوداً أجمعون) والفاء في قوله صلى الله عليه وسلم (فإذا كبر) إلى آخره للتفريع فما بعدها تفريعٌ على ما قبلها وإفصاحٌ للمراد به تبين المراد بالإئتمام ولم يقل النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الإمام خمساً فصلوا خمسة ونحن نعلم علم اليقين إن الإنسان لو صلى خمساً متعمداً لبطلت صلاته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)(2) فهل صلاة الظهر خمساً عليها أمر الله ورسوله وإذا لم يكن عليها أمر الله ورسوله فهي باطلةٌ مردودٌ بمقتضى هذا الحديث وإذا كانت باطلة فهل يجوز أتباع الغير فيما هو باطل أيها المسلمون إن الحكم في هذه المسألة إذا قام الإمام إلى خامسة أنه يجب على المأموم أن ينبهه فيقول سبحان الله ثم إن رجع الإمام فذلك هو المطلوب وحينئذ يرجع ويتشهد ويسلم ثم يسجد للسهو سجدتين بعد السلام ويسلم ويتابعه المأموم في ذلك وإن أبى أن يرجع لكونه يتقين أنه على صواب فإن المأموم الذي يتيقن أنه على صوابٍ وأن الإمام مخطئ يجب عليه أن يجلس ولا يجوز له أن يتابع الإمام لأنه لو تابعه لزادت الصلاة ركعةً عمداً وهذا يبطلها ولكنه يبقى حتى إذا رجع الإمام إذا قضى الركعة التي قام إليها وتشهد سلّم مع الإمام أيها المسلمون اتقوا الله تعالى وتحروا القول الصواب فيما تقولون على الله واحذروا أن تقولوا على الله ما لا تعلمون فإن الله تعالى يقول في نبيه وهو أتقى الأمة لله وأعلمهم بشريعة الله وأخشاهم لله يقول عنه: ﴿وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ﴾ [الحاقة:44]﴿لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ﴾ [الحاقة:45]﴿ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ﴾[الحاقة:46]﴿فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ﴾ [الحاقة:47]إذا كان هذا في رسول الله صلى الله عليه وسلم لو تقوّل على الله عز وجل بعض الأقاويل لأخذه الله تعالى باليمين وقطع منه الوتين وأهلكه فما بالك بمن دون رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاشا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول على الله بعض الأقاويل بل كل ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم حق ولكن هذا على فرض أن يكون الأمر قد وقع كما يدعي هؤلاء الكفار الذين كفروا بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم أيها المسلمون واحذروا أن تقولوا على أهل العلم شيئاً إلا وأنتم موقنون به حتى لا تكذبوا عليهم أو توهموا الناس عنهم ما لا يقولونه واعلموا أنه من العقل ومن الدين والعلم أن يقول الإنسان لا أعلم إذا كان لا يعلم وأن ذلك لا ينقصه شيئاً بل هذا يزيده إيماناً وثواباً عند الله ويزيده ثقةً واطمئناناً عند الناس فإن الناس إذا قال العالم أو إذا قال المستفتى لا أعلم وثقوا منه وعرفوا أنه لن يفتي إلا بما يعلم فيزيد ذلك قوله ثقةً عند الناس كما يزيده ثواباً عند الله عز وجل اللهم إنا نسألك أن توفقنا للهدى والصلاح اللهم وفقنا للهدى والصلاح واجعلنا قادة هدىً وإصلاح وأعذنا من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن إنك صاحب الفضل والمنن اللهم عرفنا بأنفسنا حتى نعرفها اللهم عرفنا بأنفسنا حتى نعرفها وارزقنا تعظيمك وعدم التقدم بين يديك يا رب العالمين والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيءٍ قدير وأشهد أن محمداً عبده ورسوله المصطفى على جميع العالمين صلى الله عليه وعلى آله و أصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد
أيها الأخوة الكرام فإنه سبق لنا في الجمعة الماضية بيان أن التوقيت بغير الأشهر العربية توقيتٌ محرم لما فيه من تعلية الكفار وما هم عليه ولما فيه من العدول عما كان عليه سلف هذه الأمة الذين هم خير القرون كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)(3) وما زال المسلمون منذ أسسوا التوقيت بالتاريخ ما زالوا على التوقيت الذي جعله الله تعالى ميقاتاً للخلق إلى أن أستولي النصارى على بعض البلاد الإسلامية فنقلوهم لجبروتهم وسيطرتهم نقلوهم من التاريخ الإسلامي الهجري العربي العالمي ألأممي إلى توقيتهم الذي ليس عليه دليلٌ من آثار الشرع لا الشرع القديم ولا الشرع الحديث وبقي بعض المسلمين على هذا التوقيت وذكرنا أن ذلك محرم لأن الإمام أحمد رحمه الله نص على كراهته وإذا قال الإمام أحمد في شيءٍ أكره كذا فإن أصحابه قالوا إن هذا التعبير يدل على التحريم وإذا علمنا أن مثل هذا يرفع من رؤوس الكفار حيث كان المسلمون يتبعونهم في مثل هذا الأمر العظيم عرفنا أنه محرم ولقد سألني بعض الناس الذين إذا سمعوا انتفعوا فقال هل يجوز أن أُأَرخ بالتاريخ الهجري الإسلامي العربي ألأممي وأقول الموافق لكذا وكذا من الشهور الإفرنجية أو هذا لا يجوز أيضاً والجواب على ذلك أن هذا لا بأس به إذا دعت الحاجة إليه وإذا لم تدعو الحاجة إليه فلا ينبغي ولكن إذا دعت الحاجة إليه فلا بأس به وإنما المحرم أن يتناسى تاريخ الأمة الإسلامية الذي كان عليه سلفها ثم يؤرخ بالتوقيت الإفرنجي الذي ليس عليه أثارةٌ من علمٍ بالشرائع التي شرعها الله عز وجل أيها المسلمون إننا في شهر رجب وهو أحد الأشهر الأربعة الحرم وهي ذو العقدة وذو الحجة والمحرم ورجب هذه أربعه أشهر محرمة قال الله عز وجل ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾[التوبة: 36] وهذا الشهر المحرم أعني شهر رجب ليس له مزيةٌ على غيره لا في صلاةٍ ولا صيامٍ ولا صدقة كل حديثٍ ورد في تعظيمه بالصيام أو الصلاة أو الصدقة فإنه ليس بصحيح بل هو دائرٌ بين الضعيف أو الموضوع بل قال صاحب الإقناع وهو من فقهاء الحنابلة كل حديثٍ ورد في فضله وفضل الصوم فيه فإنه كذبٌ باطلٌ باتفاق أهل العلم بالمعرفة في الحديث وعلى هذا فلا يخصص هذا الشهر بصوم ولا صلاة ولا صدقة ولا غيرها من شرائع الإسلام ولقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يضرب الناس على صومه إذا رآهم صائمين في رجب ضرب أكفهم وقال كلوا فإن هذا شهرٌ تعظمه أهل الجاهلية فلا يريد منا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن نعظمه بالصوم ولهذا كان يضرب الناس عليه ويأمرهم بأن يفطروا ويأكلوا وهذا هو الهدي الصحيح لأن كل شيءٍ لم يرد في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه بدعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعلن ذلك على المنبر في خطبة الجمعة يقول (أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد وشر الأمور محدثاتها وكل محدثةٍ بدعة وكل بدعةٍ ضلالة)(4) وإنني أقول للأخوة الذين كانوا يعتادون صومه في البلاد الإٍسلامية أقول لهم ليفطروا ولا يصوموا فإن صومهم هذا لا يحصلون فيه على أجر لأنه ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر الصوم في شعبان فكان يصوم شعبان كله أو إلا قليلاً وكان يقول في المحرم أي في شهر المحرم الذي بين ذي الحجة وصفر كان يقول فيه (أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم) أما رجب فلم يرد فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فضلٌ في الصوم لا من قوله ولا من فعله ولا من إقراره أيها المسلمون اعلموا أن أتباع السنة خيرٌ من البدعة وأن البدعة لا تزيد الإنسان إلا بعداً من الله لأن الله تعالى شرع لنا شريعةً كاملة قال فيها تبارك تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإسْلامَ دِيناً ﴾ [المائدة: 3] فمن أبتدع في دين الله ما ليس منه فإن بدعته هذه تضمن خطراً عظيماً تتضمن أن الدين لم يكمل إلا بهذه البدعة التي ابتدعها وهذا إذا قارنه الإنسان مع قوله تعالي وإذا قارنه الإنسان بقوله تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ [المائدة: 3] يتبين فيه التضاد بين هذه البدعة وبين هذه الآية الكريمة وأن المبتدع على خطرٍ عظيم حيث تتضمن بدعته من مناقضة هذه الآية ما تتضمنه فاتقوا الله عز وجل اتقوا الله تعالى والتزموا بشريعة الله واعبدوا الله على بصيرة فإنه لا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون وفقني الله وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح أيها المسلمون إن الله تعالى أمركم بالصلاة والسلام على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم فقال عز وجل: ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً﴾ [الأحزاب:56] اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد اللهم ارزقنا محبته واتباعه ظاهراً وباطنا اللهم توفنا على ملته اللهم احشرنا في زمرته اللهم اسقنا من حوضه اللهم أدخلنا في شفاعته اللهم أجمعنا به في جنات النعيم مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين اللهم أرضى عن خلفائه الراشدين أبي بكرٍ وعمر وعثمان وعلي هم أفضل أتباع المرسلين اللهم أرضى عن أولاده الذكور والإناث الغر الميامين اللهم أرضى عن زوجاته أمهات المؤمنين اللهم أرضى عن الصحابة أجمعين اللهم أرضى عن التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين اللهم اجعلنا من التابعين لهم بإحسانٍ يا رب العالمين اللهم أصلح ولاة أمور المسلمين اللهم أصلح لهم البطانة وأعنهم على أداء الأمانة وأعذهم من الخيانة إنك على كل شيءٍ قدير ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا ربنا إنك رءوفٌ رحيم أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ولكافة المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

--------------------------

(1) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب المساجد ومواضع الصلاة ( 877 ) وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى فس مسنده ( 10662 ) وأبو داود في سننه رحمه الله تعالى ( 3327 ) من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه.
(2) أخرجه الإمام البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة ( 265 ) ( 691 ) كتاب الآذان ( 2692 ) ( 713 ) ( 1047 ) في كتاب الجمعة وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب الصلاة ( 622 ) وأبو داود رحمه الله تعالى في سننه في كتاب الصلاة ( 511 ) من حديث أنس بن مالك وأبي هريرة رضي الله تعالى عنهما وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده ( 11631 ) من حديث أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.

(3) أخرجه البخاري رحمه الله تعالى في كتاب الشهادات ( 2458 ) وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في كتاب فضائل الصحابة رضي الله تعالى عنهم أجمعين ( 4601 ) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه.
(4) أخرجه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحة في كتاب الجمعة ( 1435 ) وأخرجه الإمام أحمد رحمه الله تعالى في مسنده ( 14455 ) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه ت ط ع .

 

رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 04:09 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML