السؤال:
كيف يكون الاحتجاج بالقدر بعد التوبة منه؟ ولماذا يحتج مادام أنه أقلع عنها؟
الجواب:
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبه هداه وبعد ، يحتج إذا عُيَّر به وذُكر به أو وصف به، فإذا جئت عند ناس ووصفوك بتلك المعصية التي كنت عليها ثم تبت منها ،فتقول:نعم ، هذا حصل مني ، وهذا مما قدره الله عز وجل علي ،تحتج بالقضاء والقدر.فالله هو الذي قدر عليك المعصية، وقدر لك التوبة. ولأنك أنت الآن قد أقلعت عنها إقلاعاً تاماً ، والدليل على هذا احتجاج آدم على موسى لما ذكر "أنت الذي أخرجتنا وأنت الذي....فاحتج عليه بالقدر لأنه تاب من تلك المعصية التي تسببت في تلك المصيبة ، السائل: هو احتج يا شيخ على المصيبة: مصيبة خروجه من الجنة . الشيخ: لكن سبب خروجه المعصية ، فيجوز الاحتجاج من هذا الباب على أنها قُدّرت علي لكن من الله علي بالتوفيق والتوبة ،فلا بأس ،يذكر ويحتج بتقدير الله ؛لأن الأصل أن كل الأمور التي تقع في الدنيا إنما هي بتقدير الله تبارك وتعالى لكن العيب والخطأ أن الإنسان يحتج بالقدر على معصيةٍ مازال يمارسها أو ما زال يتطلع إليها ؛لأن هذا والعياذ بالله يكون من باب التبرير أما ذاك من باب الإقرار أن كل شيء بقدر وهذا أيضاً نوع من الإيمان ،أنه حصلت مني المعصية نعم ،وحصلت التوبة وكله بقدر الله فما تخرج عن قضاء الله وعن قدر الله عز وجل ، والله أعلم .
منقول من موقع الشيخ فلاح مندكار
http://www.mandakar.com/FatawaDetails.asp?ID=226