بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لماذا سمي شهر رجب بـ ( رجب ) ؟
سُمِّي «رجب» بذلك لأنه كان يُرجَّب أي: يُعظَّم.
قال ابن فارسٍ: «رجب: الراء والجيم والباء أصلٌ يدلُّ على دعم شيءٍ بشيءٍ وتقويته ... ومن هذا الباب: رجبت الشيءَ أي عظَّمته ... فسُمِّي رجبًا لأنهم كانوا يعظِّمونه، وقد عظَّمته الشريعة أيضًا»(5)، وذكر أبو الخطَّاب بن دحية الكلبيُّ أنَّ لرجبٍ ثمانية عشر اسمً(6).
وقد جاء في الإسلام ممَّا يتعلَّق بتعظيم شهر رجبٍ: تحريمُ القتال فيه،
فإنَّ أهل الجاهلية كانوا ينزعون أسنَّة رماحهم إذا استهلَّ شهر رجبٍ تركًا منهم للقتال كما قال أَبو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ، «فَإِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَجَبٍ قُلْنَا: مُنَصِّلُ الأَسِنَّةِ، فَلاَ نَدَعُ رُمْحًا فِيهِ حَدِيدَةٌ، وَلاَ سَهْمًا فِيهِ حَدِيدَةٌ، إِلاَّ نَزَعْنَاهُ وَأَلْقَيْنَاهُ شَهْرَ رَجَبٍ»(7). وصنيعهم هذا لأجل التمكُّن من زيارة الكعبة بيت الله بأمانٍ دون أن يتعرَّض بعضهم لبعضٍ بسوءٍ أو أذيَّةٍ. قال ابن كثيرٍ: «وإنما كانت الأشهر المحرَّمة أربعةً، ثلاثةٌ سردٌ وواحدٌ فردٌ؛ لأجل أداء مناسك الحجِّ والعمرة...
قال ابنُ القيِّم -رحمه الله- في زاد المعاد» (3/ 302).: «وقال الله تعالى في سورة المائدة، وهي من آخر القرآن نزولاً، وليس فيها منسوخٌ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللهِ وَلاَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلاَ الْهَدْيَ وَلاَ الْقَلَائِدَ﴾ [المائدة:2]، وقال في سورة البقرة: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ﴾ [البقرة:217]، فهاتان آيتان مدنيتان بينهما في النزول نحو ثمانية أعوامٍ، وليس في كتاب الله ولا سنَّة رسوله ناسخٌ لحكمهما، ولا أجمعت الأمَّة على نسخه، ومن استدلَّ على نسخه بقوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً﴾ [التوبة:36] ونحوها من العمومات، فقد استدلَّ على النسخ بما لا يدلُّ عليه، ومن استدلَّ عليه بأنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم بعث أبا عامرٍ في سريَّةٍ إلى أوطاسٍ في ذي القعدة، فقد استدلَّ بغير دليلٍ؛ لأنَّ ذلك كان من تمام الغزوة التي بدأ فيها المشركون بالقتال، ولم يكن ابتداءً منه لقتالهم في الشهر الحرام»
شهر رجب بين المشروع و الممنوع
للشيخ فركوس حفظه الله