مقتطفات من خطبة «فضائل خال المؤمنين معااوية»
عباد الله ! إنّ من الأمور العقديّة المُسلَّمة عند أهل السُّنّة والجماعة هو: حفظ مكانة أصحاب النبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- واعتقاد عدالتهم جميعًا وأنّهم خير هذه الأمّة بعد نبيّها –صلّى الله عليه وسلّم- لذلك أُمِرنا بالثناء عليهم وذِكرهم بالجميل ومن ذَكرهم بغير ذلك فهو على غير السّبيل، يقول الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلاَ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ﴾.
وروى الشيخان عن أبي سعيد الخدريّ –رضي الله عنه- أنّ رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لا تسبّوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنّ أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه).
وفي صحيح مسلم عن جابر –رضي الله عنه- قال: قيل لعائشة إنّ ناسًا يتناولون أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- حتّى أبا بكر وعمر؛ قالت –رضي الله عنها-: (وما تعجبون من هذا انقطع عنهم العمل فأحبّ الله أن لا ينقطع عنهم الأجر).
ويقول الإمام أحمد –رحمه الله-: (إذا رأيت الرجل يذكر أحدا من أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- بسوء فاتّهمه على الإسلام).
ويقول أبو زرعة: (فاعلم أنه زنديق)، ويقول الطّحاوي –رحمه الله-: (ونحبّ أصحاب رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- ولا نُفرّط في حبّ أحد منهم ولا نتبرّأ من أحدهم ونبغض من يبغضهم وبغير الحقّ يذكرهم ولا نذكرهم إلاّ بخير وحبّهم دين وإيمان وإحسان وبغضهم كفر ونفاق وطغيان).