بسم الله الرحمن الرحيم
جواب فضيلة الشيخ ابن باز رحمه الله
السؤال :
أنا شاب في السابعة عشر من العمر، أصلي وأقرأ القرآن، وأبتعد عن ما هو شر وآثام، ولكن مشكلتي عندما يحين وقت رمضان لا أصوم الشهر؛ وذلك لأنني أعمل أعمالاً شاقة ولا سيما في أيام الصيف، فهل يجوز لي أن أصوم في أوقات أخرى، أو ماذا علي أن أفعل؟ أرشدوني جزاكم الله خيراً.
الجواب :
عليك القضاء مع التوبة، عليك القضاء مع التوبة، تقضي الصيام، وتتوب إلى الله جل وعلا، وفي المستقبل تصوم مع الناس، وتترك العمل الذي يشق عليك، تعمل أعمال لا تشق عليك مع الصوم، فإذا كنت لا تستطيع إلا بترك العمل فاترك العمل، وادخر لرمضان ما يكفيك لرمضان من أعمالك التي في شعبان وقبله، ادخر من نقودك، وأجورك التي تحصل لك في شعبان ورجب وما قبلهما، ادخر منها ما يعينك على صيام رمضان، أو رتب نفسك على عمل لا يشق عليك، وتمكن معه من الصيام، أما التساهل والحرص على الدنيا، والأعمال الشاقة، وتترك الصوم هذا لا يجوز، فاتق الله ما استطعت، اعمل عملاً قليلاً إذا كنت محتاجاً إليه ليس فيه ما يمنعك من الصوم، وإلا فادخر أعمالك التي قبل رمضان ادخر من أجورها ما يعنيك على الفراغ للصيام مع المسلمين نسأل الله لنا ولك الهداية والتوفيق.
سماحة الشيخ الذين يفتون العمال والذين يعملون أعمالاً شاقة بجواز الفطر في رمضان، هل هم على حق؟
لا نعلم لهذا أصلاً، فهو ليس له أصل، الواجب أنهم يعملون بقدر الطاقة، وإذا كان لا بد من عمل فليؤجلوا العمل إلى بعد رمضان، ويدخروا من أعمالهم السابقة ما يعينهم على صيام رمضان، فالتساهل في هذا شره عظيم وعاقبته وخيمة، فالواجب عدم التساهل في هذا الأمر، ولكن إذا تيسر عمل يستطيع معه الصوم فلا حرج في العمل في رمضان، ويصوم، أما إذا كان لا بد من الفطر فليترك العمل الذي يوجبه للفطر، وليستعن بالله على صومه بما عنده من المال السابق.
المصدر :
موقع الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ
سحاب السلفية