🔴 فــــــائــــــدة جــــــميلة.
▫ قوله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِى ظَنَّ أَنَّهُۥ نَاجٍۢ مِّنْهُمَا ٱذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَىٰهُ ٱلشَّيْطَٰنُ ذِكْرَ رَبِّهِۦ فَلَبِثَ فِى ٱلسِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} من الذي أنساه الشيطان ذكر ربه؟
◾ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
▫كيف يكون قد أنسى الشيطانُ يوسف ذكر ربه؟ و إنما أنسى الشيطان الناجي ذكر ربه، أي الذكر المضاف إلى ربه والمنسوب إليه ، وهو أن يذكر عنده يوسف.
• والذين قالوا ذلك القول ، قالوا : كان الأولى أن يتوكل على الله ، ولا يقول اذكرني عند ربك،* فلما نسي أن يتوكل على ربه جوزي بلبثه في السجن بضع سنين.
✅* فيقال : ليس في قوله:{ ٱذْكُرْنِى عِندَ رَبِّكَ} ما يناقض التوكل ؛ بل قد قال يوسف :{إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ} كما أن قول أبيه :{لا تَدْخُلُواْ مِنۢ بَابٍۢ وَٰحِدٍۢ وَٱدْخُلُواْ مِنْ أَبْوَٰبٍۢ مُّتَفَرِّقَةٍۢ ۖ} لم يناقض توكله ؛ بل قال: { إنِ ٱلْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ ۖ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ۖ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُتَوَكِّلُونَ}.
• و أيضا، فيوسف قد شهد الله له أنه من عباده المخلصين ، والمخلص لا يكون مخلصا مع توكله على غير الله، فإن ذلك شرك ، ويوسف لم يكن مشركا لا في عبادته ولا توكله ، بل قد توكل على ربه في فعل نفسه بقوله : {وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّى كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلْجَٰهِلِينَ} فكيف لا يتوكل عليه في أفعال عباده.
وقوله :{ اذكرني عند ربك} مثل قوله لربه: {اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ ۖ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ}، فلما سأل الولاية للمصلحة الدينية لم يكن هذا مناقضا للتوكل ، ولا هو من سؤال الإمارة المنهي عنه ، فكيف يكون قوله للفتى : {اذكرني عند ربك} مناقضا للتوكل وليس فيه إلا مجرد إخبار الملك به ؛ ليعلم حاله ليتبين الحق ، ويوسف كان من أثبت الناس.
📚 [مجموع الفتاوى(15\113-114)].