🔴 كلام جميل.
◾ قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
• *وما يظنه بعض الناس أنه من وُلد على الإسلام فلم يكفر قط أفضل ممن كان كافراً فأسلم ليس بصواب ؛ بل الاعتبار بالعاقبة وأيهما كان أتقى الله في عاقبته كان أفضل*.
⏪ فإنه من المعلوم أن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار الذين آمنوا بالله ورسوله بعد كفرهم هم أفضل ممن ولد على الإسلام من أولادهم وغير أولادهم ؛ بل من عرف الشر وذاقه ثم عرف الخير وذاقه فقد تكون معرفته بالخير ومحبته له ومعرفته بالشر وبغضه له أكمل ممن لم يعرف الخير والشر ويذقها كما ذاقها ؛ بل من لم يعرف إلا الخير فقد يأتيه الشر فلا يعرف أنه شر ، فإما أن يقع فيه ، وإما أن لا ينكره كما أنكره الذي عرفه .
✅ ولهذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : "إنما تنقض عرى الإسلام عروة عروة إذا نشأ في الإسلام من لم يعرف الجاهلية" . وهو كما قال عمر : فإن كمال الإسلام هو بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتمام ذلك بالجهاد في سبيل الله ، ومن نشأ في المعروف لم يعرف غيره فقد لا يكون عنده من العلم بالمنكر وضرره ما عند من عليه ، ولا يكون عنده من الجهاد لأهله ما عند الخبير بهم ؛ ولهذا يوجد الخبير بالشر وأسبابه إذا كان حسن القصد عنده من الاحتراز عنه ومنع أهله والجهاد لهم ما ليس عند عند غيره .
*ولهذا كان الصحابة رضي الله عنهم أعظم إيمانا وجهاداً ممن بعدهم ، لكمال معرفتهم بالخير والشر* ، وكمال محبتهم للخير وبغضهم للشر ، لما علموه من حسن حال الإسلام والإيمان والعمل الصالح ، وقبح حال الكفر والمعاصي ، *ولهذا يوجد من ذاق الفقر والمرض والخوف أحرص على الغني والصحة والأمن ممن لم يذق ذلك* . ولهذا يقال :
والضد يظهر حسنه الضد
ويقال : وبضدها تتبين الأشياء
📚 مجموع الفتاوى (10\300-301).
🌱 قناة نفائس ابن تيمية🌱
https://t.me/nafaisibntaimia