منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي إباء مخالفة
إباء غير متواجد حالياً
 
إباء
عضو نشيط
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 87
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 73 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي محور الخلاف في وظيفة العقل بين السلفية والعقلانية

كُتب : [ 05-13-2011 - 12:05 AM ]

محور الخلاف في وظيفة العقل بين السلفية والعقلانية
الشيخ أبو أويس رشيد الإدريسي


من البدع التي نشأت في الأمة الإسلامية بدعة التيار العقلاني التي ظهرت عن الفلاسفة من أمثال الكندي والفارابي وابن سينا ..على يد المعتزلة حيث نشطت هذه الأخيرة في هذا الخصوص، وتوسع زعماؤها في البحث ، واطلعوا على كتب الفلاسفة التي ترجمت في عهد المأمون(198-218هـ).
قال الشهرستاني(ت548هـ): \"ثم طالع بعد ذلك شيوخ المعتزلة كتب الفلاسفة حين نُشِرت أيام المأمون فخلطت مناهجها بمناهج الكلام\" \"الملل والنحل\" له رحمه الله 1/30
وقد تأثر في هذه العصور المتأخرة عدد من أبناء المسلمين ممن قلّت بضاعتهم من علم الكتاب والسنة، فوقعوا فريسة لهذا المنهج الخاطئ المنحرف عن جادة الصواب لما يحويه الكلام عن \"العقل\" و\"العقلنة\" من معان براقة لها جانب ظاهر من الحق الصريح، لكنها تخفي بين طياتها جوانب من الباطل القبيح!، بحيث جُندت أقلام بعض ممتهني الصحافة أو الكتابة، عبر الوسائل المقروءة أو المسموعة أو المرئية لتقرير هذا التيار والدفاع عنه ، فراحوا يخوضون فيما يسمى: بتمجيد العقل وإكباره، متمسحين ببعض شيوخ العلم ممن تأثر بهذا الفكر الباطل في العصر الحديث كمحمد عبده رحمه الله وغفر له حيث قال: \"اتفق أهل الملة الإسلامية إلا قليلاً ممن لا ينظر إليه! على أنه إذا تعارض العقل والنقل أُخِذ بما دل عليه العقل!!\" الإسلام والنصرانية56.
ولا ندري ماذا يعني بأهل الملة الإسلامية؟ ومن هؤلاء القليل؟ ومن الذي حكى هذا الاتفاق؟
والعجيب أن أرباب هذه المدرسة يتهمون أهل السنة وأتباع السلف الصالح بالجمود في الفكر وقلة الفهم وبالضعف في النظر العقلي..!!
مع أن السلف الصالح وأتباعهم المتمسكين بالكتاب والسنة الصحيحة هم أصحاب العقول السليمة والصحيحة على الحق والحقيقة، وإليك بيان ذلك:
*العقلانية وأبرز سمات أربابها
العقلانية يراد بها عموما : المذهب الفلسفي الذي يرى أن كل ما هو موجود يرد إلى مبادئ عقلية، خصوصا : الاعتداد بالعقل ضد الدين، بمعنى عدم تقبل الأحكام والأخبار الدينية إلا إذا كان يقبلها العقل وتوافق المحسوس!!.
وأبرز سمات أربابها :تفسير الوحي والغيب..على مقتضى العقل البشري والكشوفات العلمية المحسوسة، والنظريات المادية، والتجديد في الإسلام وفق مقتضيات العصر عقديا وتشريعيا، والحرية الواسعة في الاجتهاد في المسائل الشرعية !!، ورد السنة كليا أو جزئيا!!..
حتى قال محمد أحمد خلف الله :\" فلقد حرر الإسلام العقل البشري من سلطان النبوة من حيث إعلان إنهائها كلية، وتخليص البشرية منها\" الأسس القرآنية للتقدم 44.
إنه شرود عجيب عن الوحي الإلهي، وتمرد صفيق على أمر الله ومكانة النبوة، حتى يعلم بذلك أن مبدأ \" العقلانية \" من أصول يهودية.
يقول سارتر-وهو يهودي- في كتابه\" تأملات في المشكلة اليهودية\" في معرض الكلام عما اتهمت به اليهودية مع تصحيحه لهذه الاتهامات:\" إن اليهود متهمون بتهم ثلاث كبرى: هي عبادة الذهب، وتعرية الجسم البشري، ونشر العقلانية المضادة للإلهام الديني\".
فالأساس الذي تبني عليه هذه المدرسة فكرها هو تقديس العقل وجعله مبدأ العلم وحاكما على الوحي.
يقول حسن حنفي أحد الأقطاب العصريين لهذا الاتجاه:\" إن العقل هو أساس النقل، وأن كل ما عارض العقل فإنه يعارض النقل..\" التراث والتجديد 119-120.
فالعجب ممن يدعي ذلك ويزعم أنه يرفع بالعقل رأسا ذلك لأن العقل قاصر محدود بدلالة بداهة العقل نفسه والعادة كما قال الشاطبي رحمه الله:\" فالإنسان وإن زعم في الأمر أنه أدركه، وقتله علما لا يأتـي عليه زمان إلا وقد عقل فيه ما لم يكن عقل، وأدرك من علمه ما لم يكن أدرك قبل ذلك، كل أحد يشاهد ذلك من نفسه عيانا..\" الاعتصام 2/322.
وقال كذلك رحمه الله:\" العقل لا يُجعل حاكماً بإطلاق، وقد ثبت عليه حاكم بإطلاق وهو الشرع، بل الواجب أن يقدم ما حقه التقديم-وهو الشرع- ويؤخر ما حقه التأخير-وهو نظر العقل- لأنه لا يصح تقديم الناقص حاكماً على الكامل؛ لأنه خلاف المعقول والمنقول\" الاعتصام 2/326.

*السلفية والعقل
العلوم بالنسبة إلى طرق تحصيلها نوعان: نوع يحصّل بالعقل، كعلم الطب والهندسة ونحوها من العلوم التجريبية. ونوع لا يمكن أن يحصّل بمجرد العقل على جهة التفصيل 1، وهي العلوم الإلهية، وعلوم الديانات، ولكن يمكن أن يقام عليها أدلة عقلية، ولهذا فإن الأدلة التي جاء بها الرسل هي أدلة شرعية عقلية .
ولذا فإن الطريقة السلفية – الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة - عرفت للعقل منزلته ودوره الحقيقي؛ حيث جعلته مناطَ التكليف، وأحد الضرورات الخمس التي يجب حفظها ورعايتها، ووضعت ضوابط محددة تتفق مع قدراته وإمكاناته، فلم تطلق له العنان، بل جعلت له حدوداً ومجالات لا يجوز له تجاوزها وتعديها، ومن ذلك أنه لا مجال للعقل في الأمور الغيبيات.-وهذا من فضل الله ورحمته بالإنسان، حيث لم يكلّفه ما لا يستطيع -، وجعلت العصمة للوحي المتمثل في الكتاب والسنة، فلا تعارض عندها بين النقل الصحيح والعقل الفطري الصريح، وفي هذا تعظيم للوحي وجعله الحكم ،وصيانة للعقل البشري من التمزق والانحراف، وللمجتمع من الفرقة والخلاف، ذلك أن دعوى \" المعارضة بين العقل والنقل هي أصل كل فساد في العالم..\" مختصر الصواعق المرسلة1/293.
ومن صور ذلك ما زعمه زكي نجيب محمود من تعارض الدين مع العقل، بحيث ترتب عن زعمه هذا أن الغيب والإيمان به خرافة باعتباره ذلك خارجا عن المحسوسات، بل ألف في ذلك مؤلفا سماه \" خرافة الميتافيزيقا\"!!!.
بل أنكر فريد وجدي معجزات الأنبياء عموما وادعى أنها غير واقعة بل غير ممكنة الوقوع لمخالفتها للعقل والعلم وسنة الكون فيما يزعم!!..نقلا عن الموقف المعاصر من المنهج السلفي..43.
فتأمل معي أيها البصير إلى هذا الطغيان في تمجيد العقل حتى صيروه صنما يعبد!!.
يقول شيخ الإسلام رحمه الله:\" (والداعون إلى تمجيد العقل، إنما هم في الحقيقة يدعون إلى تمجيد صنم سموه عقلاً، ولو كان العقل وحده كافياً في الهداية والإرشاد لما أرسل الله الرسل) درء التعارض 1/140.
و الغرض إيضاح أن الوحي عند السلفيين هو الحاكم والعقل تبع له لعدم إمكانية استقلاله بمجرده قال شيخ الإسلام رحمه الله:\" طريق النجاة من العذاب الأليم والسعادة في دار النعيم، والطريق إلى ذلك الرواية والنقل إذ لا يكفي من ذلك مجرد العقل بل كما أن نور العين لا يرى إلا مع ظهور نور قدامه فكذلك نور العقل لا يهتدي إلا إذا طلعت عليه شمس الرسالة\" الفتاوي 1/6.
فعدم اعتمادنا على العقل في الأمور الغيبية وعدم تقديمه على الوحي لا يعني إلغاء العقل بالكلية، فقد أجمع المسلمون على أنه لا تكليف على صبي و لا مجنون، وأنه لابد من نظر العقل في أمور الدين أخباره وأحكامه كي يحكم بالجواز لا بالاستحالة، ولذلك أمر الله بتدبر كتابه، و لا يمكن أن يتحقق هذا التدبر إلا بالعقل.
قال ابن خلدون(ت808هـ) رحمه الله تعالى: (العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها، غير أنك لا تطمع أن تزن به التوحيد والآخرة وحقائق النبوة، وحقائق الصفات الإلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال) المقدمة 364
فمحور الخلاف – إذن - بين السلفية والعقلانية ليس هو في ذات إعمال العقل، ودوره في فهم النصوص الشرعية، وإنما في مسألة: أيهما المقدّم عند الاختلاف، وأيهما المتبوع.
قال أبو المظفر السمعاني(ت489هـ) رحمه الله: (واعلم: أن فصل ما بيننا وبين المبتدعة هو مسألة العقل فإنهم أسسوا دينهم على المعقول، وجعلوا الإتباع والمأثور تبعاً للمعقول، وأما أهل السنة، قالوا: الأصل في الدين الإتباع، والمعقول تبع، ولو كان أساس الدين على المعقول لا ستغنى الخلق عن الوحي، وعن الأنبياء، ولبطل معنى الأمر والنهي، ولقال من شاء ما شاء، ولو كان الدين بني على المعقول لجاز للمؤمنين أن لا يقبلوا شيئاً حتى يعقلوا) الحجة في بيان المحجة 1/320.
وعليه فخلاصة الطريقة السلفية مع العقل ما قاله شيخ الإسلام رحمه:\" ما عُلم بصريح العقل لا يُتَصوّر أن يعارضه الشرع ألبتة، بل المنقول الصحيح لا يعارضه معقول صريح قط. وقد تأملت ذلك في عامة ما تنازع الناس فيه، فوجدت ما خالف النصوص الصحيحة الصريحة شبهات فاسدة يُعلم بالعقل بطلانها، بل يُعلم بالعقل ثبوت نقيضها الموافق للشرع، وهذا تأملته في مسائل الأصول الكبار كمسائل التوحيد والصفات، ومسائل القدر والنبوات والمعاد وغير ذلك، ووجدت ما يعلم بصريح العقل لم يخالفه سمع قط، بل السمع الذي يقال إنه يخالفه: إما حديث موضوع، أو دلالة ضعيفة، فلا يصح أن يكون دليلاً لو تجرد عن معارضة العقل الصريح، فكيف إذا خالفه صريح المعقول؟ ونحن نعلم أن الرسل لا يخبرون بمحالات العقول بل بمحارات 2 العقول، فلا يخبرون بما يعلم العقلُ انتفاءه، بل يخبرون بما يعجز العقل عن معرفته) درء التعارض1/147.
وقال كذلك: (واعلم أن أهل الحق لا يطعنون في جنس الأدلة العقلية، ولا فيما عَلِم العقل صحته، وإنما يطعنون فيما يدعى المعارض أنه يخالف الكتاب والسنّة، وليس في ذلك-ولله الحمد- دليل صحيح في نفس الأمر، ولا دليل مقبول عند عامة العقلاء، ولا دليل لم يقدح فيه بالعقل)نفسه 1/ 194




1 - قال الإمام ابن القيم رحمه الله:\"فشهادة العقل بالجزاء كشهادته بالوحدانية، ولهذا كان الصحيح أن المعاد معلوم بالعقل، وإنما اهتدى إلى تفاصيله بالوحي ،ولهذا يجعل الله سبحانه إنكار المعاد كفرا به سبحانه لأنه إنكار لقدرته ولإلهيته وكلاهما مستلزم للكفر به قال تعالى: { وإن تعجب فعجب قولهم أئذا كنا ترابا أئنا لفي خلق جديد أولئك الذين كفروا بربهم وأولئك الأغلال في أعناقهم وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون }\" مدارج السالكين 1/141-142.
2– ولذا كان \" استشكال النص لا يعني بطلانه، ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفوا وإنما هو أمر مقصود شرعا ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور، ..\" قاله العلامة المعلمي اليماني رحمه الله في \" الأنوار الكاشفة\"218.

أبو أويس رشيد بن أحمد الإدريسي الحسني
عامله الله بلطفه الخفي وكرمه الوفي
 

رد مع اقتباس
اسامة غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي اسامة مخالفة
اسامة
عضو نشيط
رقم العضوية : 90
تاريخ التسجيل : Mar 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 37 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 05-13-2011 - 02:56 AM ]

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك موفق بإذن الله لك مني أجمل تحية .

رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لا يوجد


تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:41 PM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML