الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ) (الفاتحة:2) )الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (الفاتحة:3) )مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (الفاتحة:4)والحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه كما يحب ربنا ويرضى)الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّور)(الأنعام: من الآية1) )الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجَا) (الكهف:1) )قَيِّماً لِيُنْذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِنْ لَدُنْهُ وَيُبَشِّرَ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً) (الكهف:2) )مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً) (الكهف:3)والحمد لله الذي له ما في السموات وما في الأرض وله الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر سبحان من بيده ملكوت كل شئ وهو يجير ولا يجار عليه سبحان من يقول للشئ كن فيكون سبحان الحي الذي لا يموت سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد لا إله إلا الله الولي الحميد لا إله إلا الله الواسع المجيد سبحان من يعطي لحكمة ويمنع لحكمة وهو الحكيم العليم سبحان الله .
أما بعد
أيها الناس فإن الله سبحانه وتعالى أنزل على عباده غيثين أحدهما غيث القلوب والثاني غيث الأرض أما غيث القلوب فهو الوحي الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم وكان الناس فيه ما بين مؤمن وكافر ما بين مؤمن به هداه الله به سبل السلام وأخرجه به من الظلمات إلى النور فآمن بما أخبر الله به ورسوله وصدقه وأمتثل ما أمر الله به ورسوله ونفذه وأجتنب ما نهى الله عنه ورسوله وأبعد عنه ومنهم من هو كافر به معرض عنه فولاه الله ما تولى )وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً) (النساء:115)أيها الأخوة المسلمون إننا في هذه البلاد ولله الحمد نتمتع بأمن ورغد ونتمتع بطمأنينة لا يوجد لها نظير فيما نعلم في بلاد الله ولا بأس إلا لما نتمتع به من شئ مما أوحى الله به إلى رسوله فإننا والحمد لله نفخر أن هدانا الله تعالى للإسلام وقد أضل عنه كثيرا ونسأله تعالى أن يحقق ذلك في قلوبنا وأقوالنا وأفعالنا ولكن لا شك أن هناك لاشك أن هناك أعراضا كثيرا من بعض الناس كثير من الناس إنهمكوا فيما خُلق لهم وتركوا ما خلقوا له كثير من الناس إنهمكوا في الدنيا وأعرضوا عن الآخرة لو فتشت عن قلبه لوجدته لا يريد إلا أن يسرف بدنه ولو أتلف بذلك دينه وهذا أمر له خطره ليس في الحاضر فحسب ولكن في الحاضر والمستقبل وإستمعوا إلى الله تعالى وهو يقول )وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ) (لأعراف:96) )أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ) (لأعراف:97) )أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ) (لأعراف:98) )أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ) (لأعراف:99)اللهم إنا نسألك أن تجعلنا ممن أمنوا وأتقوا وفتحت عليهم بركات من السماء والأرض إن الإيمان والتقوى هما سبب الخير والبركات من السماء والأرض وما أوتي أحد من مصيبة إلا بذنوبهم )وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ) (الشورى:30)إنني أيها المسلمون لا أقول لكم ذلك لأيئسكم من رحمة الله فإن اليأس من رحمة الله بإنتصار الكافرين ولكني أقول ذلك لأجل أن أتعظ وأعظكم لكم لما يكون منا من التقصير الكثير في أنفسنا وفي أهلينا ومن ولاهم الله عليه ومن ولانا الله عليه وفي مجتمعنا كثيرا لعلنا نستعفف هنا في هذا المكان لعلنا نستغفر الله ونتوب إليه فإن من إستغفر الله ولزم الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا ومن كل ضيق مخرجا ورزقه من حيث لا يحتسب ، أما الغيث الثاني فهو الغيث النازل من السماء ذلك المطر الذي يحي به الله الأرض بعد موتها )أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (الحج:63)هذا الغيث إذا أستقام الغيث الأول فإن الله تعالى يفتحه ويهبطه ويفتح على الناس بركات من السماء والأرض وأسال الله العظيم بشأنه العظيم أن يحقق لنا ذلك بمنه وكرمه أكثروا أيها المؤمنون من الإستغفار ) اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً)(نوح: من الآية10) )يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً) (نوح:11) )وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح:12)دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وسلم يخطب الناس فقال يا رسول الله هلكت الأموال وإنقطعت السبل فأدعو الله يغيثنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا ورفع الناس أيديهم معه قال أنس بن مالك راوي الحديث والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا بيننا وبين سلع من بيت ولا دار وسلع جبل في المدينة معروف يأتي من نحوه السحاب فالسماء كانت صحوا قال فخرجت من ورائه سحابه فأنتشرت في السماء ورعدت وبرقت فما نزل النبي صلى الله عليه وسلم من منبره إلا والمطر يتحاذر من لحيته فسبحان العليم القادر سبحان من هو على كل شئ قدير )وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (البقرة:186) وبقي المطر ينزل إسبوعا كاملا فدخل رجل آخر أي الرجل الأول فقال يا رسول الله تهدم البناء وغرق المال فأدعو الله يمسكها عنا فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا اللهم على الآثام و.. وبطون الأودية ومنابت الشجر وجعل صلى الله عليه وسلم يشير إلى نواحي المدينة فما يشير بأصبعه إلى شئ من السحاب إلى تفرق بإذن الله فخرج الناس يمشون في الشمس وهذا أيها المؤمنون هذا والله أكبر آية على قدرة الله عز وجل بل هو من أكبر الآيات على قدرته وأنه سميع مجيب وهو من آيات النبي صلى الله عليه وسلم التي أيده الله بها أيها المؤمنون هذا نوع من الإستسقاء أما النوع الثاني فإن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى المصلى مصلى العيد فأستسقى خرج صلى الله عليه وسلم متخشعا متزللا متضرعا .. فدعا الله عز وجل وأعلموا أيها المؤمنون أن من أخلص لله في الدعاء وأيقين أنه تعالى سميع قريب مجيب وأنه يقول للشئ كن فيكون وعرف قدر نفسه وأنه في ضرورة إلى ربه وأنه لا غنى به عن الله تعالى طرف عين إذا أمكن ذلك وكان مطعمه حلالا ومشربه حلالا وملبسه حلالا وغذائه حلالا فإن ذلك من أكبر أسباب الإجابة أيها المؤمنون إننا ندعو الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يغيث قلوبنا بالعلم والإيمان اللهم اللهم أغث قلوبنا بالعلم والإيمان اللهم أغث قلوبنا بالعلم والإيمان وأغث بلادنا وبلاد المسلمين بالمطر النافع الغزير الذي لا ضرر فيه اللهم سقيا رحمة لا سقيا عذاب ولا بلاء ولا هدم ولا غرق اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا غيثا مغيثا هنيئا مريئا غدقا مزللا عاما غدق دائما نافعا غير ضار اللهم أغثنا غيثا تحي به البلاد وترحم به العباد وتجعله بلاغا للقادم والباد اللهم إنا نستغفرك إنك كنت غفارا فأرسل السماء علينا مدرارا اللهم إنا نسألك بأنا نشهد أنك أنت الله ولا إله إلا أنت الأحد الصمد يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم يا منزل الكتاب ويا مجري السحاب يا من يقول للشئ كن فيكون نسألك اللهم أن تغيث قلوبنا بالعلم والإيمان وأن تغيثنا وتغيث بلادنا بالمطر النافع يا رب العالمين اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم أغثنا اللهم أغثنا اللهم إغثنا وعم بلاد المسلمين بذلك يا رب العالمين اللهم أسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم أسقنا الغيث والرحمة ولا تجعلنا من القانطين اللهم إنا خلق من خلقك فلا تمنع عنا رزقك يا رب العالمين اللهم إنا نستتغفرك إنك كنت غفارا فارسل السماء علينا مدرارا اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وأحوالنا وذرياتنا وأهلنا يا رب العالمين ربنا ظلمنا أنفسنا ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين لئن لم يغفر لنا ربنا ويرحمنا لنكونن من الخاسرين اللهم رحمتك نرجو فلا تكلنا إلى أنفسنا وإلى أحد غيرك طرفة عين اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد غيرك طرفة عين اللهم رحمتك نرجوا فلا تكلنا إلى أنفسنا ولا إلى أحد غيرك طرفة عين يا رب العالمين اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم اللهم لا ترد دعائنا بسوء أفعالنا اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك يا رب العالمين اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك يا رب العالمين اللهم عاملنا بعفوك ورحمتك يا رب العالمين ربنا لا تواخذنا بما فعلنا وأغفر لنا وأرحمنا إنك أنت الغفور الرحيم وأقتدوا أيها المؤمنون بالنبي صلى الله عليه وسلم في قلب الهدى لعل الله أن يقبض الحالة من الشدة الى الرخى.
هذه السنة التي فعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلها كما جاء في بعض الأحاديث ليتحول القحط وسائلا أن الله عز وجل يقلب القحط إلى الرخاء وإلى الرزق وفيه أيضا إشارة إلى أن الإنسان كما غير لباسه الحسي فيكون متعهدا بتغير لباسه المعنوي وهو لباس التقوى من معصية الله تعالى إلى طاعته فإن الله تعالى أنزل علينا لباسين أحدهما لباس التقوى والثاني ذلكم اللباس الحسي (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ) (لأعراف:26) إن كل واحد منا يحب أن يكون ثوبه جميلا وأن يكون لبسه جميلا وأن يكون جميع ما يتصل به جميلا إلا أن بعضنا يرفض أن تأتيه الأعمال الصالحة والأعمال الصالحة أهم من ذلك كله فإن الذين يتحلّون بها أي بالأعمال الصالحة سوف يحلون يوم القيامة في جنات النعيم في سندس خضر أسال الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من أهل ذلك وأن يتوفانا على الإيمان وأن يختم لنا بخاتمة السعادة وأن يجعل مستقبلنا خير من ماضينا وأن يجعلنا أمة واحدة تجتمع على التقوى تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر إنه جواد كريم والحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
الاستسقاء للشيخ محمد صالح العثيمين
العرض العادي
