بسم الله الرحمن الرحيم
فوائد منتقاة تتعلق بشرح العقيدة الواسطية للشيخ خليل هراس رحمه الله تعالى
قال ابْنُ المُبَارَكِ رحمه الله تعالى لاَ أَعْلَمُ بَعْدَ النُّبُوَّةِ أَفْضَلَ مِنْ بَثِّ العِلْمِ. السير (3/387).
قال الشيخ الهراس "ص51"([1]) : الْبَسْمَلَة هِيَ آيَةٌ مُسْتَقِلَّةٌ أُنزلت لِلْفَصْلِ بِهَا بَيْنَ السُّوَرِ. مما يدل على البسملة إنما أنزلت للفصل بين السور ما جاء عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «لَا يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ»، قال الألباني صحيح 788 سنن أبي داود.
قال الشيخ الهراس "ص53" : واختُلِفَ فِي أَصْلِ اشْتِقَاقِهِ – أي الاسم -، فَقِيلَ: إِنَّهُ مِنَ السِّمَةِ؛ بِمَعْنَى: الْعَلَامَةِ. وَقِيلَ: مِنَ السُّمُوِّ. وَهُوَ الْمُخْتَارُ اهـ.
أشار القرطبي رحمه الله في تفسيره (1/101) أن وراء هذه المسألة ملحظاً عقدياً فقال :
فَإِنَّ مَنْ قَالَ الِاسْمُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْعُلُوِّ يَقُولُ: لَمْ يَزَلِ اللَّهُ سُبْحَانَهُ مَوْصُوفًا قَبْلَ وُجُودِ الْخَلْقِ وَبَعْدَ وُجُودِهِمْ وَعِنْدَ فَنَائِهِمْ، وَلَا تَأْثِيرَ لَهُمْ فِي أَسْمَائِهِ وَلَا صِفَاتِهِ، وَهَذَا قَوْلُ أَهْلِ السُّنَّةِ.
وَمَنْ قَالَ الِاسْمَ مُشْتَقٌّ مِنَ السِّمَةِ يَقُولُ: كَانَ اللَّهُ فِي الْأَزَلِ بلا اسْمٍ وَلَا صِفَةٍ، فَلَمَّا خَلَقَ الْخَلْقَ جَعَلُوا له أسماء وصفات، فإذا أفناهم بقي بلا اسْمٍ وَلَا صِفَةٍ، وَهَذَا قَوْلُ الْمُعْتَزِلَةِ وَهُوَ خِلَافُ مَا أَجْمَعَتْ عَلَيْهِ الْأُمَّةُ، وَهُوَ أَعْظَمُ فِي الْخَطَأِ مِنْ قَوْلِهِمْ: إِنَّ كَلَامَهُ مَخْلُوقٌ، تَعَالَى اللَّهُ عَنْ ذَلِكَ! .
[1] ) الترقيم على الطبعة الأولى 1435ه- 2014 للشيخ أبي العباس ياسين بن على العدني. شبكة سحاب السلفية