منتديات الإسلام والسنة  

العودة   منتديات الإسلام والسنة > المنتديات الشرعية > منتدى الدفاع عن الإسلام والسنة


إنشاء موضوع جديد إضافة رد
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
رقم المشاركة : ( 1 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم غير متواجد حالياً
 
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي مع الحجوري في جناياته وتلبيساته الجديدة كتبة أبو عمار علي الحذيفي حفظه الله

كُتب : [ 03-02-2015 - 04:06 PM ]

مع الحجوري
في جناياته وتلبيساته الجديدة
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فكل خصم – يبتليك الله به – يهون عليك أمره، إلا خصماً جمع بين دائين عظيمين: داء التعالم وداء الوقاحة، وإذا كان الداء منهما يفتك بصاحبه فكيف باجتماعهما في وقت واحد وفي امرئٍ واحد، فالتعالم يمنعه من معرفة قدر نفسه، والوقاحة تمنعه من معرفة قدر غيره، فكيف إذا أضاف إلى ذلك الكذب والمراوغة، نسأل الله العافية والسلامة.
ولو أني بليت بهاشمي *** خؤولته بنو عبد المدان
لهان عليّ ما ألقى ولكن *** تعالوا وانظروا بمن ابتلاني
ومن هذا الصنف يحيى الحجوري. والذي تفطن لجهالاته صغار طلاب العلم في أول عهده وأوسطه وآخره، وعاينوا بأنفسهم ما يعانيه من داء الركة والضعف العلمي، وهذا في حد ذاته مصيبة، والأعظم منها كونه يزن نفسه برجل كبير القدر، عالي المكانة، كشيخنا العلامة الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى وبارك فيه، شهد له الكبار بأنه كبير في العلم والسنة، ويكفي أن أقول: إنه لما ولد الحجوري كان هذا الرجل قد وضع قدمه على الطريق، وأخذ بنصيب وافر من العلم على أيدي أهله، فمثله هذا يصدق فيه ما قاله الشيخ العلامة عبد الله بن عقيل - شيخ الحنابلة في المملكة العربية السعودية في وقته رحمه الله رحمة واسعة -: (استفيدوا منه يا أولادي، فوالله لن مات لتندمن على فراقه ندما شديداً).
والذي يقول هذا رجل كبير القدر، أحد فضلاء هذا العصر.
ألف الحجوري كتابا في "مفاريد الصحابة"، أي: "الصحابة الذين ليس لهم إلا حديث واحد"، ولكنه قصر بحثه على الكتب الستة فقط.
والكتابة في فن "المفاريد" [1] - وغيره من فنون مصطلح الحديث - ليس بغريب، إنما الغريب أن يخرج المؤلف فيه عن طريقة أهل العلم، وهذا ما فعله الحجوري في هذا الكتاب كعادته.
وقع الحجوري فيما يلي:
أ ـ قد يكون للصحابي حديث آخر في الكتب الستة نفسها، لكنه يضعفه تهاوناً منه بالبحث، ويقتصر على حديث واحد، فيكون عنده من المفاريد.
ب ـ أسقط بعض الصحابة وأورد حديثهم في ضعيف المفاريد، لأن حديثهم لم يثبت عنده.
ج ـ بنى أحكامه على الأحاديث على التسرع في كثير من أحيانه.
وهذا ما استغربه شيخنا الشيخ ربيع بن هادي من طريقة الحجوري، فألف كتابين في الرد على الحجوري في كتابه، نصحا لله تعالى ونصحا ولكتابه ولسنة رسوله ولصحابة نبيه صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، فقام الحجوري فألف ردا على الشيخ، أسماه: "نبذة نبيلة في الرد على مقدمة الشيخ ربيع الهزيلة". ملأها بالمغالطات والتلبيسات، سيأتي التنبيه على بعضها.
وقبل أن أشرع في الرد عليه وبيان مغالطاته، أحب أن أبيّن ما ذكرته للحجوري من النصيحة في رسالتي: "التقريرات بكشف ما لدى الحجوري من جهالات":
النصيحة الأولى
ما زلت في بداية الطلب يا يحيى الحجوري
فافتح صدرك للآخرين فقد عرفوا أشياء لا تعرفها
وعندنا هنا طرفان للحديث عنهما:
أولا: طريقة أخذ الحجوري العلم وطريقة تأليفه.
تفرغ يحيى الحجوري للحفظ فترة من الزمن في دماج، ودرس بعض الكتب – كتب المبتدئين وربما المتوسطين - في المصطلح وغيره، وبعد سنوات قليلة دخل المكتبة وأغلق على نفسه الباب وتفرغ للتحقيق، فما انتهى من تحقيقه أرسله إلى الطبع، هذه هي طريقة الحجوري في التأليف.
وحتى عام 1412هـ - وما بعده - لم نكن نعرفه في دماج بأنه أخ مستفيد حتى في بعض الفنون العلمية سوى حفظه للقرآن - شأنه شأن كثير من الطلاب -، ولم نكن نرى له أي دروس سوى أنه يحضر معنا كطالب مثله مثل غيره، وبعد عدة سنوات وجدنا له عدة كتب تباع في المكتبات !!. وبعد ذلك لا تستغرب - أيها الأخ الكريم - من صدور أخطاء من يحيى الحجوري – في كثير من الفنون - يصعب حصرها.
وطريقة العلماء في الدراسة والتأليف تختلف عن هذه الطريقة تماما، فهي قائمة على مراحل:
1 ـ أخذ العلم عن الأشياخ.
2 ـ ثم ممارسة هذا العلم ممارسة عملية، مع المطالعة والمذاكرة مدة من الزمن ليست يسيرة، واستقراء الكتب - على الأقل في الفن الذي يريد التخصص فيه -.
وهذا ما يسميه الشيخ الألباني بالعلم العملي، وقد كان يعيب ذلك على بعض الدكاترة – كالبوطي في "السيرة" [2] –، وطلب منهم أن لا يكتبوا في علم عملي حتى يتمرسوا فيه فترة من الزمن، ولا يكتفوا بالعلم النظري الذي درسوه في الجامعة.
3 ـ ثم تأتي مرحلة التأليف.
هذا وممارسة هذا العلم بمطالعة القديم والجديد، وعرضه على العلماء ليأخذ رأيهم، ومذاكرته مع طلبة العلم، أمر مهم جدا لمن أراد أن يتحصل على ما يسمى بالملكة، وهذا أمر لا يأتي بوقت يسير، ولا يمكن أن يتحصل على تلك الملكة شخص لا يريد الاختلاط بأحد ولو كان سيستفيد منه، ولا يمكن أن يتحصل على تلك الملكة شخص اكتفى بما درسه دروسا نظرية على يد شيخ واحد، ولا يمكن أن يتحصل على تلك الملكة شخص لا يتريث في التأليف، لاحتمال أن يجد شيئا لا يعرفه.
مما يؤسف له أن يحيى الحجوري ابتلي بذلك، مع ما عنده من العناد والمكابرة التي يسميها - هو ومن كان على شاكلته – بالثقة، فلا تعرف فيهم التواضع لمن هو أعلم منهم، ولا التنازل حتى لما عرفوه أنه خطأ".
هذا ما كتبته في التقريرات قبل مدة. فإلى مغالطات الحجوري.

يتبع إن شاء الله ..............
ـــــــــــــــــــــ
[1] الحجوري قد يسمي المفاريد بالوحدان، والوحدان: جمع واحد، و"هو من لم يرو عنه إلا راو واحد". كما أشار إليه الحافظ ابن حجر في "نخبة الفكر" حيث قال: (وصنفوا فيه "الوحدان" وهو من لم يرو عنه إلا واحد). وهذا المعنى هو الغالب في علوم الحديث، وفيما يظهر لي أنه قد يستعمل الوحدان بمعنى آخر وهو من ليس له إلا حديث واحد كما استعمله الحافظ في "هدي الساري" والسيوطي في "تدريب الراوي"، ويراد بالوحدان في المعنى الأول هو قلة الرواة، وفي المعنى الثاني هو قلة الأحاديث.
[2] يقول الشيخ الألباني في نصيحته للبوطي في آخر رسالته: "دفاع عن الحديث والسيرة": (وختاما فإني أنصح الدكتور أن لا يكتب إلا في علم أتقنه وتمرس فيه مدة من الزمان ...).
ثم نقل الشيخ كلام النووي رحمه الله تعالى في "التقريب": ( ... ثم ليفرغ جهده في تحصيله، ولا يحملنه الشره على التساهل في التحمل، فيخل بشيء من شروطه ...
وليشتغل بالتخريج والتصنيف إذا تأهل له وليحذر إخراج تصنيفه إلا بعد تهذيبه وتحريره، وتكريره النظر فيه وليحذر من تصنيف ما لم يتأهل له) ا.هـ
 



توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 2 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 03-02-2015 - 04:07 PM ]

المغالطة الأولى للحجوري:
قال الشيخ ربيع:
(شاء الله أن أقرأ – قبل أشهر – كتاب يحيى الحجوري الذي سماه: "بالرياض المستطابة في صحيح وضعيف مفاريد الصحابة" فأثار استغرابي وألمي الشديد ما فيه من هضم لمن زج بهم من الصحب الكرام، وبأحاديثهم لهذا الكتاب الذي لم يسبق إلى مثله سابق).
فأجاب الحجوري في "نبذته" (ص 4). قائلا إن هذا غير صحيح، فقد سبق إلى ذلك إماما الصنعة البخاري ومسلم وغيرهما.
أقول:
كلام الشيخ ربيع واضح، فقوله: "لم تسبق إليه" أي: في طريقتك الغريبة في التأليف، لا في التصنيف في هذا الفن، فإن الشيخ لم يقل: "أثار استغرابي أنه ألف في باب لم يسبق إليه" وإنما قال: " أثار استغرابي وألمي الشديد ما فيه من هضم ... ". إلخ. فكتابك لم يسبق إلى مثله سابق لما فيه من هذا الهضم.
المغالطة الثانية للحجوري:
ذكر الشيخ ربيع أن الحجوري هضم عشرات الصحابة، وأنزلهم في غير منازلهم، وهضم العشرات من أحاديثهم فوضعها في غير موضعها، قال: فرأيت أن من أوجب الواجبات عليّ أن أقوم بحق سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال الحجوري في "نبذته" (ص 5): "ليس في الحكم على الحديث بأنه ضعيف، أبرزتُ علته طعنا في الصحابة، ولا هضما لهم، وهذه الألفاظ اشتملت على مبالغة".
أقول:
كلام الشيخ واضح، وهو أن هضمك حق الصحابة ليس في حكمك بالضعف على حديث يستحق التضعيف، ولكن بإهمالك لجمع الطرق والحكم على الحديث بما يستحق، وقد أدى ذلك إلى هضم بعض الصحابة ولذلك قال الشيخ: "وهضم العشرات من أحاديثهم فوضعها في غير موضعها". أي: وضع أحاديث صحيحة في قسم الضعيفة والعكس.
وقد اعترف الحجوري أن كتاب المفاريد حصل فيه ما يلي:
أولا: ـ سقط قسم من الصحيح في الضعيف.
وثانيا: ـ أحاديث صحيحة ظهرت له علتها بعد خروج الكتاب.
وثالثا: ـ أحاديث ضعيفة وجد لها شاهدا كذلك.
وهذا يؤكد صحة كلام الشيخ ربيع، وأنه أصاب في انتقادك فلم كل هذه المشاغبة ؟!
المغالطة الثالثة للحجوري:
ذكر الحجوري في "المفاريد" أن "الاستيعاب" لابن عبد البر، و"أسد الغابة" لابن الأثير، و"الإصابة" لابن حجر قل أن يفوتهم ذكر أحد من الصحابة.
فتعقبه الشيخ ربيع بأن الحافظ ابن حجر نفسه – وهو واحد ممن ذكرهم الحجوري – اعترف بأن ما جمعه في كتابه "الإصابة" لم يصل إلى عُشر أسامي الصحابة، واستدل الحافظ بما قاله أبو زرعه أن الصحابة يزيدون على مائة ألف.
فأجابه الحجوري في "نبذته" (ص 9 - 10). بما خلاصته:
أولا: ـ بأن ذكر عدد الصحابة ورد عن أبي زرعة في روايتين، مرة بمائة ألف وأربعة عشر ألفا، ومرة أكثر من مائة ألف، وذكر أن العراقي في "التقييد والإيضاح" أنه لم يقف للفظ الأول على إسناد، ولا هو في كتب التواريخ المشهورة، وإنما ذكره أبو موسى المديني بغير إسناد.
وثانيا: ـ نقل الحجوري عن العراقي أن الموجود عن أبي زرعة بالأسانيد المتصلة إليه ترك التحديد في ذلك، وأنهم يزيدون على مائة ألف كما رواه أبو موسى المديني في ذيله على الصحابة لابن منده بإسناده إلى أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة الرازي: "فذكره". ورجح العراقي هذا الأخير. [1]
وثانيا: ـ تعقب الحجوري العراقي بتضعيف اللفظ الأخير، وحجته أنه رواه ابن مندة عن أبي جعفر أحمد بن عيسى الهمداني قال: قال أبو زرعة الرازي "فذكره". قال الحجوري: "أبو جعفر أحمد بن عيسى الهمداني لم أعرفه، ولعله أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان، أبو عيسى الرازي مترجم في "ميزان الاعتدال"، ونقل عن أبي نعيم أنه قال: "صاحب غرائب".
ورابعا: ـ حكم على كلام أبي زرعة في قوله: "إنهم أكثر من مائة ألف". بالضعف، ومال إلى ما نقله الحافظ ابن حجر فيما قرأه بخط الذهبي أنهم ثمانية آلاف، إن لم يزيدوا لم ينقصوا.
أقول:
أثر أبي زرعة رواه الخطيب في "الجامع لأخلاق الراوي والسامع" [2] بسنده فقال: حدثني أبو القاسم الأزهري نا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان العكبري نا أبو بكر عبد العزيز بن جعفر نا أبو بكر أحمد بن محمد الخلال نا محمد بن أحمد بن جامع الرازي قال: "سمعت أبا زرعة - وقال له رجل: "يا أبا زرعة أليس يقال حديث النبي صلى الله عليه وسلم أربعة آلاف حديث ؟!" قال: "ومن قال ذا ؟ قلقل الله أنيابه، هذا قول الزنادقة"، ومن يحصي حديث رسول الله ؟! قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مائة ألف وأربعة عشرة ألفا من الصحابة، ممن روى عنه وسمع منه"، فقال له الرجل: "يا أبا زرعة هؤلاء أين كانوا وسمعوا منه ؟! قال أهل المدينة وأهل مكة ومن بينهما والأعراب ومن شهد معه حجة الوداع كل رآه وسمع منه يعرفه"). [3]
فخطأ الحجوري كان من عدة جهات:
الأولى: من جهة تقصيره في تخريج أثر أبي زرعة، واكتفائه بالحكم عليه من التقييد والإيضاح للعراقي فقط.
والثانية: أنه ظن - بدون أي وجه صحيح - أن أبا جعفر أحمد بن عيسى الهمداني – الراوي عن أبي زرعة – هو أحمد بن عيسى بن علي بن ماهان، أبو جعفر الرازي الذي قيل فيه: "صاحب غرائب".
والثالثة: أنه غفل عن المتابعة التي أخرجها الخطيب في "الجامع" وذكرتها قبل قليل.
والرابعة: أن أثر أبي زرعة اعتمد عليه الأئمة، وتلقوه بالقبول، وساروا عليه في مؤلفاتهم كابن فتحون وابن الصلاح والعراقي وابن حجر وغيرهم، والآثار وإن كان في أسانيدها شيء، فإن شهرتها، وتلقى الأمة لها بالقبول، والعمل بمقتضاها يقتضي صحتها. وقد قرر ذلك كثير من أهل العلم.
أ ـ قال الحافظ ابن عبدالبر في "التمهيد":
(وهذا الحديث لا يحتج أهل الحديث بمثل إسناده، وهو عندي صحيح؛ لأن العلماء تلقوه بالقبول له والعمل به، ولا يخالف في جملته أحد من الفقهاء). [4]
ب ـ وقال كذلك في "التمهيد":
(ففي قول جماعة العلماء، وإجماع الناس على معناه غنى عن الإسناد فيه). [5]
ج ـ وقال الإسفراييني: (تعرف صحة الحديث: إذا اشتهر عند أئمة الحديث، بغير نكير منهم). [6]
د ـ وقال السيوطي:
(قال بعضهم: "يحكم للحديث بالصحة إذا تلقاه الناس بالقبول، وإن لم يكن له إسناد صحيح"). [7]
فأثر أبي زرعة اعتمد عليه الأئمة، وتلقوه بالقبول، وساروا عليه في مؤلفاتهم، وضعفه الحجوري جملة وتفصيلاً، ولم يضعفه أحد من قبل الحجوري فيما نعلمه، وإلا فلماذا لم يذكر لنا من سبقه بهذا التضعيف ؟! سوى العراقي الذي ضعف طريقا ورجح الآخر.
المغالطة الرابعة للحجوري:
لما نقل الحجوري في "نبذته" (ص 10) عن الذهبي أنه قال في كتابه: "التجريد" عن عدد الصحابة: "لعل الجميع ثمانية آلاف، إن لم يزيدوا لم ينقصوا". ثم تعقب الذهبي فقال: "إن كان هذا بخصوص الراوة فله وجه، وإن كان مع غيرهم مع النساء والأطفال فيظهر أنهم أكثر".
والخطأ في كلام الحجوري الإطلاق الموهم أن هذا عدد رواة الصحابة، والصحابة هم أكثر من هذا العدد، فقد ذكر أبو زرعة أن الرواة الذين سمعوا من النبي صلى الله عليه وسلم، ورووا عنه يزيدون على مائة ألف، ولذلك قال أبو زرعة: "زيادة على مائة ألف إنسان كلهم قد روى عنه سماعاً أو رؤية". فتأمل في قوله: "كلهم قد روى عنه".
قال ابن فتحون في "ذيل الاستيعاب": "أجاب أبو زرعة بهذا سؤال من سأله عن الرواة خاصة فكيف بغيرهم ؟". [8]
فالصحابة كثير، وخفيت أسماء بعضهم لأسباب ذكرها الحافظ في "الإصابة"، فوصلت إلينا من الأسماء قرابة عشر ما ذكره أبو زرعة من الرواة كما قال الحافظ، والله تعالى أعلم. [9]
المغالطة الخامسة للحجوري:
ذكر الحجوري في مقدمة "الرياض المستطابة" نعمة محبة كتاب الله ومحبة سنة رسوله ومحبة علومهما وأهلهما.
فتعقبه الشيخ ربيع بقوله: "ادعى الحجوري محبة كتاب الله ومحبة سنة رسوله ومحبة علومهما وأهلهما، وهذا الادعاء لا يرى أهل السنة والحديث المعاصرون منه شيئا، فلا تراه إلا خصيما لهم مفرقا لجمعهم في شتى البلدان".
فرد الحجوري في "نبذته" (ص 12) بقوله: "سبحان الله: الشيخ ربيع لا يرى لي من نعمة محبة كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم إلا الادعاء، فماذا بقي لي من الدين ...".
أقول:
كلام الشيخ إنما هو في دعوى محبتك لأهل السنة، ولذلك قال الشيخ: "هذا الادعاء لا يرى أهل السنة ... منه شيئا، فلا تراه إلا خصيما لهم مفرقا لجمعهم في شتى البلدان". فالكلام على دعوى محبتك لأهل السنة لا في غيره، وكلام الشيخ صحيح لا غبار عليه، إذ كيف تدعي محبة أهل السنة وأنت تفرق جمعهم، وتمزق صفهم، وتضلل علماءهم ؟!.
المغالطة السادسة للحجوري:
قال الشيخ ربيع: "هذا الادعاء لا يرى أهل السنة والحديث المعاصرون منه شيئا، فلا تراه إلا خصيما لهم مفرقا لجمعهم في شتى البلدان".
فتعقبه الحجوري في "نبذته" (ص 13). بقوله: "رمتني بدائها وانسلت". أي: أن الشيخ ربيعا هو الذي يفرق بين أهل السنة.
أقول:
حقا "إن لم تستحيِ فاصنع ما شئت"، والمثل المذكور – رمتني بدائها وانسلت – ينطبق عليك تماماً.
أ ـ من الذي فرق دعوة أهل السنة في اليمن وغيرها ؟.
ب ـ من الذي أضحك الأعداء على أهل السنة ؟.
ج ـ من الذي شتم علماء أهل السنة ممن هم أكبر منه سنا وعلما ومنزلة ؟.
د ـ من الذي حزّب الأبرياء وضللهم وبدعهم ؟.
هـ ـ من الذي كتّل حوله أناسا يوالون ويعادون فيه، ولا يسمعون لأحد من أهل العلم ؟.
لقد اتفقت كلمة علماء أهل السنة على أنك شققت جمعهم، وفرقت كلمتهم. ألا وإن مشايخنا مشايخ الدعوة السلفية – في الدنيا كلها - لم يختلفوا في أن المنهج الذي تسير عليه منهج خبيث، عانت منه الدعوة كثيراً، ولا تزال.

يتبع إن شاء الله .....
ــــــــــــــــــــــــــ
[1] استعمل الحجوري لفظ "أخرجه" فيما يذكره العراقي من عزو وإحالة، وهذه مصيبة تدل على ركته وضعفه في مصطلح الحديث.

[2] وقد أشار السيوطي في "تدريب الراوي" - في فصل معرفة الصحابة - إلى إخراج الخطيب إياه.

[3] وقد جود بعض المعاصرين إسناده إلى محمد بن أحمد بن جامع الرازي كما في "تحرير علوم الحديث" (1/119).

[4] "التمهيد" عند كلامه على حديث "البحر هو الطهور ماؤه".

[5] "التمهيد" أيضا في حديث جابر مرفوعا: "الدينار أربعة وعشرون قيراطا".

[6] "تدريب الراوي".

[7] "تدريب الراوي".

[8] نقله الحافظ ابن حجر في "الإصابة" بعد نقل كلام أبي زرعة.

[9] انظر: "الصحابة ومكانتهم عند المسلمين". لمحمود عيدان أحمد الدليمي.




توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 3 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 03-02-2015 - 04:09 PM ]

المغالطة السابعة للحجوري:
قال الحجوري: "إن من العلوم المفيدة والعلوم النافعة معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتمتع بمطالعة تراجمهم والاستفادة من صفاتهم، وحسن مكارمهم رضوان الله عليهم، مما يبعث في القلوب التعبد لله عز وجل ببالغ المحبة لهم، وبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم".
فقال الشيخ ربيع:
"كتابه هذا لم يتضمن ما يبعث على حب الصحابة من الاستفادة من صفات الصحابة، وحسن مكارمهم".
فرد الحجوري في "نبذته" (ص20). بأن إنكار كون ذلك من العلم النافع عناد ومكابرة، وأن تضعيف الحديث مع ذكر علته ليس فيه هضم للصحابة، وإلا لكان كل من ضعف حديثا قد أساء إلى الصحابة وهي تهم خطيرة.
أقول:
عندما يكون للصحابي حديث واحد - وقد يشتمل حديثه على فائدة أو نحوها - فتضعفه أنت لتفريطك في جمع الطرق، فيصبح هذا الصحابي تابعياً مثل غيره من الرواة، معرضا لأن يكون من المجهولين، أو الضعفاء، أو غيرهما، لأن صحبته لم تثبت عندك، وتسلك هذه الطريقة مع أكثر من صحابي، هل تكون قد بعثت في النفوس محبة هذا الصحابي أو أزلت ما في القلب من محبة له لأنه صار كغيره ؟!.
وأما إلزامك للشيخ بأن كل من ضعف حديثا معناه أنه قد أساء إلى الصحابة، فهو غير لازم، لأن هناك فرقاً بين المتأهلين من أهل العلم إذا اجتهدوا وبذلوا ما بوسعهم ثم لم يصيبوا، وبين من صار التجني على كتب الحديث سجية له، وطبعاً من طباعه، وينصح وتكرر له في النصيحة، فيأبى ويكابر، ويرى نفسه إماماً لا يشق له غبار.
المغالطة الثامنة للحجوري:
ذكر الحجوري أن الشيخ ربيعاً ضعف هشام بن الغاز بغير حجة، وهذا موجب لضعف جملة من الأحاديث الصحيحة.
وأقول:
قد أخرج الشيخ ربيع دراسة وافية حول روايات هشام بن الغاز في حلقتين اثنتين نشرتهما "شبكة سحاب" بعنوان: "الذب عن الخليفة الراشد عثمان بن عفان وعن الصحابة الكرام رضوان الله عليهم"، وقد اشتملت الدراسة على كلام جيد وقوي [1] يقبله المنصفون، دفعه إلى هذا التضعيف الذب عن الصحابة الكرام.
فالرسالة – بحلقتيها – رد عليك، وهو دين في عنقك يا يحيى الحجوري عجزت عن القيام بالرد عليه، وتركت صبيانك يردون على إمام في الحديث في مرتبة الشيخ ربيع.
المغالطة التاسعة للحجوري:
ذكر الشيخ ربيع حفظه الله أن يحيى الحجوري لا يترجم للصحابة المذكورين في "مفاريده" [2]، فاعترض الحجوري في "نبذته" (ص 23 - 24). على كلام الشيخ بأنه يترجم للصحابي ويحيل إلى مصدرين أو ثلاثة، وأن موضوع كتابه مفاريد الصحابة، وليس موضوعه ترجمة لكل واحد من الصحابة بحيث يثقل الكتاب.
أقول:
طالعت كتابك لأنظر بنفسي، فوجدت أن ما قاله الشيخ ربيع صحيح، لم تترجم للصحابة، فمثلاً: أول صحابي ذكرته أنت هو أحمر بن جزء قلت فيه: (أحمر بن جزء: مذكور في "الإصابة" و"أسد الغابة" و"الاستيعاب"). ولم تذكر له ترجمة، لا مختصرة ولا مطولة. ونظرت في سائر التراجم، فوجدتك تسير على هذه الطريقة مع أكثر الصحابة إن لم يكن جميع الصحابة. فلا يعرف القارئ من هذا الصحابي، ولا متى أسلم هذا الصحابي، ولا شيئا من مناقبه، ولا المشاهد التي شهدها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا متى مات، ولا يعرف من أي قسم هو، أمن المهاجرين أو من الأنصار أو من غيرهما، إلا فيما ندر، ولاشك أن هذا طريقة غريبة لا تليق بمكانة الصحابة، وكان الواجب أن تترجم بترجمة مختصرة تذكر فيها أهم ما يحتاجه الطالب في أثناء مطالعته لهذا الكتاب، حتى تحصل للقارئ ثمرة محبة هؤلاء الصحابة.
المغالطة العاشرة للحجوري:
قال الحجوري في "نبذته" (ص 25): "وأسوأ من ذلك قوله إني لا أترضى عنهم، إشارة إلى مقصده من رميي بعدم حبهم عياذا بالله".
أقول:
الترضي عن الصحابة أدب من آداب الكتابة، ذكره العلماء في "علوم الحديث".
قال ابن الملقن في "المقنع": (ينبغي أن يحافظ على كتابة الصلاة والتسليم، ولا يسأم من تكرره، ... وهكذا الثناء على الله عز وجل، وشبهه.
قلت: وكذا الترضي والترحم على الصحابة والعلماء، وسائر الأخيار) ا.هـ [3]
فمن أين أخذت أن الشيخ يرميك بعدم حبهم ؟!، أمن انتقاده إياك عدم ترضيك عنهم ؟! أفمن يرشدك إلى أدب الترضي عن الصحابة عند كتابة أسمائهم – كما هو معلوم من علوم الحديث – يكون قد رماك بعدم حبهم ؟!، أفمن نصحك مثلا بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يكون متهماً لك بأنه لا تحب النبي صلى الله عليه وسلم ؟، ألا ترى أنك أنت المفتري على الشيخ ربيع يا يحيى الحجوري ؟!
وإلزامك الشيخ ربيعا بأن يطعن في الشيخ الألباني والشيخ مقبل وغيرهما بأنهما لا يحبان الصحابة لأنهم لا يترضون عن الصحابة غير لازم، بل هو إلزام فاسد.
المغالطة الحادية عشرة للحجوري:
ذكر الحجوري (ص 27 - 28). أن أصل رسالة المفاريد كان القصد منها هو الصحيح، وقد يمر عليه الحديث الضعيف فيجعلها في آخر صحيح المفاريد، فيكون الحديث صحيحاً لمجيئه من طرق أخرى، لكنه ضعيف من حديث الصحابي المذكور، مع بيانه أن هذا صحابي، إلا من نصوا عليه بأنه لا صحبة له.
قال الحجوري: وكتب "الزوائد" وكتب "العلل" زاخرة بهذه الطريقة، في كون الحديث قد يكون صحيحا عن صحابي أو أكثر، وهو بذاته ضعيف عن صحابي أو أكثر، فيقال صح عن فلان ولم يصح عن فلان، ومن لم يصح حديث لا يعتبر إلغاء لصحبته، وقد وجد عدد من الصحابة صحبتهم ثابتة، ولا تثبت لهم رواية. - إلى أن قال -: كنت أظن أن للشيخ ربيع مكنة في علم الحديث، تربو به عن هذا المستوى.
أقول:
لا ينتقد الشيخ ربيع - لا عليك ولا على غيرك - تصحيح الحديث عن صحابي، وتضعيفه عن صحابي آخر، إذا تمت مراعاة أسس النقد الصحيح القائم على التحري والتثبت وجمع الطرق، وإنما انتقد الشيخ التسرع في التضعيف دون تثبت، ومما يؤسف له أنك تضعف بدون تثبت، فمن قال فيه الذهبي: "وثق"، ويقول فيه الحافظ: "مقبول" تقول أنت فيه: "مجهول حال" أو "مجهول". [4] دون النظر إلى حكمك القاسي، ولا إلى ما جاءت له من الشواهد.
وذكر الشيخ ربيع أن تسرعك هذا ساقك إلى إيراد أحاديث بعض الصحابة في "ضعيف المفاريد".
وأما قول الحجوري: "كنت أظن أن للشيخ ربيع مكنة في علم الحديث". فشيء مضحك، ولا حاجة لأن أسوق لك ثناء الأئمة على الشيخ ربيع بما تعرفه أنت وغيرك، وإنما يكفي أن أقول ليحيى الحجوري: إن المجروح لا يجرح، والضعيف في فن من الفنون، لا يشهد على غيره بالقوة أو الضعف.
المغالطة الثانية عشرة للحجوري:
ذكر الشيخ ربيع أن علماء السلف لا يتساهلون في رواية الحلال والحرام والعقائد، ويتساهلون في أحاديث الترغيب والترهيب، والزهد والآداب، فيروون فيها الأحاديث الضعيفة، التي يرويها الضعفاء وأهل الغفلة.
فاعترضه الحجوري في "نبذته" (ص 32) بأن هذا الإطلاق فيه نظر، وذكر أن علماء السلف ليسوا على حد سواء، وأشار إلى أن هناك من يرى العمل بالحديث الضعيف الذي لم يشتد ضعفه.
أقول:
ما ذكره الشيخ ربيع صحيح، وهذه طريقة الأئمة كسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وابن المبارك، ويحيى بن معين وأحمد بن حنبل، وغيرهم، ولا يعرف بين علماء السلف خلاف في ذلك [5]، وقد نقل شيخنا الشيخ ربيع كلام علماء السلف فيما نقله عن الحافظ ابن رجب في "شرح علل الترمذي"، والخلاف إنما هو عند المتأخرين، وقد نقل الاتفاق النووي على ذلك كما نقله الزركشي في "نكته على ابن الصلاح".
قال الخطيب البغدادي في "الكفاية":
("باب التشدد في أحاديث الأحكام والتجوز في فضائل الأعمال) ثم قال: (قد ورد عن غير واحد من السلف أنه لا يجوز حمل الأحاديث المتعلقة بالتحليل والتحريم إلا عمن كان بريئاً من التهمة بعيداً من الظنة، وأما أحاديث الترغيب والمواعظ ونحو ذلك، فإنه يجوز كتبها عن سائر المشايخ).
وقال الزركشي في "نكته على ابن الصلاح":
(وحكاه الخطيب في "الكفاية" عن سفيان الثوري، وابن عيينة، وأبي زكريا الفراء المصري وغيرهم، ونقل النووي في الجزء الذي جمعه في إباحة القيام فيه الاتفاق فقال: "أجمع أهل الحديث وغيرهم على العمل في الفضائل ونحوها مما ليس فيه حكم ولا شيء من العقائد وصفات الله تعالى بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال"). [6]
ثم قال الزركشي: (إذا علمت هذا فقد نازع بعض المتأخرين).
فقول الأئمة هو جواز رواية الحديث الضعيف بشرط أن لا يشتد ضعفه، وأن يكون في غير أمور الاعتقاد والحلال والحرام. وأما المتأخرون فهناك من يقول: إنه لا يجوز العمل بالحديث الضعيف مطلقاً، وهو قول ابن العربي المالكي وأبي شامة في "الباعث على إنكار البدع والحوادث".
ومنهم من أجاز العمل به بشروط وهو قول الحافظ ابن حجر كما نقله عنه تلميذه السخاوي في "القول البديع"، وشروطه ثلاثة أحدها: أن لا يكون الضعف شديداً. وهذا متفق عليه كما قال العلائي.
والثاني: أن يكون مندرجا تحت أصل عام.
والثالث: أن لا يعتقد ثبوته عند العمل به، لئلا ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ونقل السخاوي أن شيخه ابن حجر نقل الشرط الثاني والثالث عن العز ابن عبد السلام وابن دقيق العيد. [7]
وما اختاره بعض أئمة الحديث والسنة في عصرنا إنما هو أحد أقوال المتأخرين، وما نقله عن شيخ الإسلام ابن تيمية والشاطبي فيقال هم من المتأخرين، ثم إنه ليس في كلامهما مخالفة صريحة لما نقلناه سابقا.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في "مجموع الفتاوى":
(ولا يجوز أن يعتمد في الشريعة على الأحاديث الضعيفة التي ليست صحيحة ولا حسنة، لكن أحمد بن حنبل وغيره من العلماء جوّزوا أن يروى في فضائل الأعمال ما لم يعلم أنه ثابت إذا لم يعلم أنه كذب، وذلك أن العمل إذا علم أنه مشروع بدليل شرعي وروي في فضله حديث لا يعلم أنه كذب جاز أن يكون الثواب حقا ولم يقل أحد من الأئمة إنه يجوز أن يجعل الشيء واجبا أو مستحبا بحديث ضعيف ومن قال هذا فقد خالف الإجماع). [8]
وفي كلام شيخ الإسلام ما يلي:
1 ـ عدم جواز الاعتماد على الأحاديث الضعيفة في الشريعة، أي: الأحكام الشرعية.
2 ـ أن جماعة من الأئمة كأحمد بن حنبل اسثنى جواز رواية الأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال إذا لم يعلم أنه كذب.
3 ـ أن الممنوع هو إثبات حكم وجوب أو استحباب مستقل بحديث ضعيف، ليس في الباب ما يدل على الاستحباب غيره.
وكلام الشاطبي من هذا القبيل حيث ذكر في "الاعتصام" كلاما طويلا خلاصته أنه قال: (فعلى كل تقدير كل ما رغب فيه إن ثبت حكمه ومرتبته في المشروعات من طريق صحيح فالترغيب بغير الصحيح مغتفر، وإن لم يثبت إلا من حديث الترغيب فاشترط الصحة أبدا وإلا خرجت عن طريق القوم المعدودين في أهل الرسوخ).
وخلاصة كلامه جواز الترغيب بالحديث الضعيف إن كان حكمه قد ثبت من أحاديث أخرى صحيحة، وإن لم يرد في الباب إلا حديث ضعيف، فلا يرغب به.
والخلاصة أن الحجوري لم يستطع أن يأتي بسلف له كالإمام أحمد ويحيى بن معين والسفيانين والحمادين ومن كان في مرتبتهم في المنع من رواية الأحاديث الضعيفة عموما، ولو خف ضعفها وكانت في غير الأحكام والعقائد.
يتبع إن شاء الله ...................
ــــــــــــــــــــــ
[1] وهما موجودتان في موفع الشيخ ربيع، وانظر: مقال: "منهج الشيخ ربيع في التصحيح والتضعيف والتعليل هو عين منهج المتقدمين". للأخ / حسين الإثيوبي.
[2] وحجة الشيخ ربيع في ذلك أمران أحدهما: أن هذا شرط قطعته على نفسك، حيث قلت في أول كتابك: "وإن من العلوم المفيدة والمباحث النافعة، معرفة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتمتع بالمطالعة في تراجمهم".
والثاني: أن هذه طريقة أهل العلم.
[3] "المقنع في علوم الحديث" (1/352 - 353) لابن الملقن.
وقد أرسلت رسالة إلى شيخنا الشيخ ربيع حفظه الله ليراجعها، وبعد انتهائه من المراجعة قال لي أخونا الشيخ أحمد الزهراني: "ترحم على العلماء في رسالتك". ولم يقع في نفسي أن هذا طعن في محبتي للعلماء. فلماذا هذا التعالي يا يحيى الحجوري وبينك وبين الشيخ ربيع أكثر من ثلاثين سنة ؟!
[4] وقد أقر الحجوري بذلك، وذكر أن هذا من قسم الضعيف. أي: فما هو الغريب في ذلك ؟! والغريب هو أن الراوي قد يكون ضعيفا يصلح في الشواهد والمتابعات، فيقسو الحجوري عليه في الحكم كأن يجعله في مرتبة من لا يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات، دون النظر إلى حكمه القاسي، ولا إلى ما جاء من الشواهد.
[5] وما جاء من كلام محتمل للإمام مسلم في "صحيحه" فصله الشيخ وبيّنه في المقدمة.
[6] "النكت على ابن الصلاح" للزركشي. (2/310).
[7] قال الجزائري في "توجيه النظر": (ويظهر من الشرط الثالث أنه يلزم بيان ضعف الضعيف الوارد في الفضائل ونحوها، كي لا يعتقد ثبوته في نفس الأمر، مع أنه ربما كان غير ثابت في نفس الأمر).
[8] "مجموع الفتاوى" (1/251).




توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
طالب العلم غير متواجد حالياً
 رقم المشاركة : ( 4 )  أعطي طالب العلم مخالفة
طالب العلم
مشرف الأدآب الشرعية

رقم العضوية : 268
تاريخ التسجيل : Oct 2011
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 2,870 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10
الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
افتراضي

كُتب : [ 03-02-2015 - 04:11 PM ]

مغالطات
الحجوري في "ضعيف مفاريده":
المغالطة الأولى
أراد الحجوري أن يقنع القراء أن الشيخ ربيع بن هادي المدخلي هوّل في انتقاد كتابه المفاريد بدون أي وجه، والحقيقة أن التهويل لا نعرفه إلا من طريقة الحجوري في جميع أحكامه، فقد سمعنا وسمع الناس ما جناه على غيره من التهويل والتفخيم والمجازفة، بل وصلت مجازفاته إلى الحكم على الأحاديث فصحح ما حقه التضعيف، وضعف ما حقه التصحيح.
ثم إني أزيد الحجوري بيتا من الشعر فأقول: قد كنا نسمع من شيخنا الإمام مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى أحكاماً على المخالفين، يظنها الجهال أنها شديدة وأنها نوع من التهويل، وكنا نعرف أنها خرجت من صدر رجل غيور، يحترق على السنة، يرى أن الصادقين يبذلون كل غال ونفيس ليلا ونهارا لتقوم الدعوة، وتنهض المجتمعات بالعلم، وغيره يهدم بكل تهاون وسهولة.
فوالله الذي لا إله إلا هو إن منهج الشيخ ربيع ليس منهج هدم كما ذكرت، وإنما منهج الهدم هو منهجك أنت، الذي لا تفرق فيه بين هدم الأحاديث أو هدم الأشخاص، ومنهج الشيخ منهج حماية الدعوة والعلم من الهدامين من أمثالك.
المغالطة الثانية
أراد الحجوري أن يقنع السلفيين بأن الشيخ ربيعا ضعيف في علم الحديث، فلم يجد الحجوري المسكين إلا كتابا لأحد أهل البدع الذي جمعوا فيه بين الحقد والجبن، فاضطره حقده إلى أن يجمع ما يستطيع عليه من كتب الشيخ ربيع، مما يظنه هو أنها من الأخطاء، ومنعه جبنه أن يبرز اسمه على الكتاب، فاضطر إلى إخراج الكتاب باسم مستعار، ليشفي غليله - وغليل من وراءه من الحاقدين -، ولم يفعلوا ذلك نصحا للمسلمين، ومنذ متى كان الحزبيون ناصحين ؟! وإنما فعلوا ذلك لينتقموا من الشيخ وغيره، ويصدوا عن كتبه، لأن الله تعالى فضحهم وهتك أستارهم على يدي مثل هذا الرجل.
ليس هذا هو العجيب، فنحن نعرف أهل البدع وأنهم يتخذون كل وسيلة لإسقاط الحق وحملته، لكن العجيب هو أن يحتاج الحجوري لمثل هذا الكتاب، ويستند إليه ليثبت أن الشيخ ربيع بن هادي ليس راسخا في علم الحديث، ولم يدر الحجوري أن كتاب "المعيار في علم الشيخ ربيع" ليس له قيمة، بدليل أن له سنوات كثيرة، ولا يدري به من خواص الناس فضلا عن عامتهم.
ولو جرينا على قاعدة الحجوري واحتجنا إلى من يطعن في علمائنا، فمعناه أننا سننبش عما كتبه الحاقدون في حق رجل مثل شيخ الإسلام ابن تيمية، وفي حق رجل مثل الشيخ الألباني وفي حق رجل مثل شيخنا الشيخ مقبل وغيرهما.
فشيء مؤسف أن ينتقل الحجوري من صفوف الموافقين إلى صفوف الحاقدين.
وقد سمعت شيخنا الشيخ مقبلا رحمه الله تعالى يقول في الشيخ ربيع: (يا إخواني: الشيخ ربيع في كتابه "بين الإمامين مسلم والدارقطني" كان حكماً بين جبلين من أئمة الحديث). أي: إن هذا المقام مقام كبير لا يتأهل له إلا رجل راسخ في الحديث.
يريد الحجوري من تفتيشه لرسالة المعيار أن الجميع يسكت، ولا ينتقده أحد وإلا سيخرج له ما لم يكن في الحسبان، يفعل هذا مع أن الناصحين ينتقدونه نصيحة لله، أليس هذا هو منهج الهدم الذي يعيبه على غيره ؟!
وأريد أن أنبه إلى شيء يجهله الحجوري، وهو أن الفرق بين نقد الشيخ ربيع لكتابك ونقد هذا المبتدع للشيخ ربيع من أوجه، يكفيني هنا وجهان:
أولا: ـ أن الذي انتقد الشيخ مجهول، والذي انتقدك إمام من أئمة السنة والحديث – إن لم يكن هو إمامها في هذا العصر -.
والثاني: ـ أن الرجل المجهول في "معياره" جمع أشياء ظنها أخطاء وهي ليست كذلك، وأخرى هي أخطاء لكنها من النوع الذي لا يسلم منها البشر كسبق قلم ونحو ذلك، وقد يكون هناك غيرها لكن يتراجع عنها الشيخ قبل ظهور صاحب المعيار، بينما كتابك اشتمل على ركة وضعف، وهما باديان على كتبك من أول مرة، ولو كان هو أول كتبك لكان للشيخ ربيع الحق في نقده علميا، فكيف وهو ليس بأول كتبك، ولا بأول تهورك في نقد الحديث، ولكي أثبت للقارئ الكريم أن هذه الطريقة قديمة في الحجوري، أنقل له ما قد نصحته به في "التقريرات" قائلاً:
(النصيحة الثانية: لا تستعجل في التأليف، وليكن حرصك على جودة التأليف أكثر من حرصك على كثرة التأليف: ...
وأخطاء يحيى الحجوري في التأليف كثيرة، وسبب ذلك العجلة في التأليف، وبعض هذه الأخطاء خطير جدا لأنه على خلاف الذي تعلمناه من عقيدة أهل السنة والجماعة في دور الحديث، كقول الحجوري في "المبادئ المفيدة": (ماذا تعتقد في القرآن الكريم الذي في المصحف ؟! فقل: أعتقد أنه كلام الله عز وجل ليس بمخلوق).
وهذا غلط كبير، بل هو أسوأ الأغلاط التي في الرسالة، ولاسيما من شخص مثل يحيى الحجوري ... وقد نوصح من بعض إخوانه مع خروج هذه الرسالة، فلم يقبل بل وحقد عليه حقدا عظيما.
فعليك – يا يحيى الحجوري - أن تتقي الله وتتراجع عن هذا الخطأ، والقرآن كلام الله عموماً سواء كان مقروءاً أو مسموعاً أو مكتوباً أو كان محفوظاً أو كان غير ذلك، وسواء كان في المصحف أو غيره، ولا نخص ذلك بالذي في المصحف فقط.
قال الصابوني في "عقيدة السلف أصحاب الحديث": (وهو الذي تحفظه الصدور، وتتلوه الألسنة، ويكتب في المصاحف، كيفما تصرف بقراءة قارئ، ولفظ لافظ، وحفظ حافظ، وحيث تلي، وفي أي موضع قُرئ، أو كُتب في مصاحف أهل الإسلام، وألواح صبيانهم وغيرها، كله كلام الله غير مخلوق، فمن زعم أنه مخلوق فهو كافر بالله العظيم) ا. هـ ...
ومن ذلك قوله دائما (وأخرجه ابن كثير) أو (أخرجه الهيثمي في "مجمع الزوائد") (أخرجه عبد الرحمن بن حسن في "فتح المجيد") ونحو ذلك، كما يذكره في رسالة "التيمم" وتحقيق رسالة "أخلاق العلماء" وتحقيق رسالة "إصلاح المجتمع" وغيرها ...
وأنا منذ زمن وأنا أستغرب من هذا الرجل وغيره من الطلاب كيف يكثرون من التآليف وهم لم يتقنوا العلم بعد.
وما زال الحجوري يستخدم مثل هذه الألفاظ إلى وقت تحقيق رسالة "أخلاق العلماء".
ومن ذلك قوله في تحقيقه لـ "أخلاق العلماء" للآجري (ص45). في حديث ابن مسعود: (منهومان لا يشبعان صاحب العلم وصاحب الدنيا): (إسناده ضعيف، وهو ثابت بطرقه). ثم قال بعدها: (ومما يؤيد القول بثبوته حديث أبي هريرة مرفوعاً: (قلب الشيخ شاب على حب اثنين: حب العيش والمال" أخرجه البخاري ومسلم).
وأقول: ذاك حديث يتضمن شخصين لكل واحد نهمة، وهذا حديث يتضمن شخصاً واحداً له خصلتان فلا شاهد فيه ....
والأمر العجيب أن الحجوري لم يصلح ما أخطأ فيه من الأخطاء رغم كثرة المنتقدين لكتبه ولاسيما هذا الكتاب، ولما فكر أن يصلح بعض الأخطاء متأخرا أصلح بعضها بدون تنبيه على الأخطاء السابقة).
وأخيرا:
هذه أهم الأمور التي تستحق نبذته التعليق عليها، علقت عليها تعليقا مختصرا، ولم أعرج على الأخطاء الفاحشة نحوياً وإملائياً وغيرها لأنها تحتاج وقتاً، ولعل الله ييسر فرصة تكون أوسع من هذه الفرصة، أضف إلى ذلك أني تركت بعض الأشياء لشيخنا الشيخ ربيع، ونحن منتظرون بفارغ الصبر ما سيأتي به من الفوائد والدرر.
وقد رأيت أن الحجوري تارة يغرد خارج السرب فانتقاد الشيخ في واد وجوابه في واد آخر، وتارة يكرر الكلام.
وقد نصح الشيخ ربيع في مقدمة "الإصابة" يحيى الحجوري بأن يتوب إلى الله من طريقته في هذا الكتاب. ونقول: هي نصيحة عظيمة لمن وفقه الله تعالى بالأخذ بها، ويحيى الحجوري أحوج ما يكون إلى أن يتوب من كل مظالمه، ألا وإن جنايته على الأحاديث إنما هي بعض مظالمه، فهناك كلام رديء له في حق النبي صلى الله عليه وسلم، وكلام رديء في حق الصحابة رضي الله عنهم، وكلام رديء في حق العلماء وأئمة السنة في هذا العصر، وأمور أخرى بحاجة إلى يراجع حساباته فيها، وليعلم أنه ستقف بين يدي الله تعالى، ولن ينفعه هذا العناد وهذه المكابرة.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله.
أبو عمار علي الحذيفي
2 / 5 / 1436هـ




توقيع : طالب العلم
قال ابن القيم -رحمه الله-:
( من أشد عقوبات المعاصي أن ينزع الله من قلبك استقباحها )
رد مع اقتباس
إنشاء موضوع جديد إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الحجوري،حدادي

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع تقييم هذا الموضوع
تقييم هذا الموضوع:

تعليمات المشاركة
تستطيع إضافة مواضيع جديدة
تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:55 AM
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML