الواثقة بالله
11-01-2011, 08:30 PM
" ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم"
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله, ومناصحة ولاة الأمور, ولزوم جماعة المسلمين , فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" رواه مسلم.
-----------------------------------------
قال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة"( ص79):
---------------------------------------------------
" قوله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثٌ لا يغلّ عليهن قلب مسلم » إلى آخره، أي: لا يحمل الغلَّ ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغِلَّ والغشّ و مفسدات القلب وسخائمه.
فالمخلصُ لله إخلاصه يمنَعُ غِلَّ قلبه و يخرجه و يزيلُه جملة، لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾،
فمن أخلص لربِّه صرفَ عنه دواعِيَ السوء والفحشاء فانصرف عنه السوءُ و الفحشاء.
وقوله: « ومناصحة أئمة المسلمين »
وهذا أيضا منافٍ للغلّ والغش, فإنّ النصيحة لا تجامع الغِل, إذ هي ضِدُّه، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل.
وقوله: « لزوم جماعتهم »
هذا أيضاً مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإنّ صاحبَه للزومه جماعة المسلمين يحبُّ لهم ما يحبّ لنفسه, ويكره لهم ما يكره لنفسه , و يسوؤه ما يسوؤهم , ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم , واشتغل بالطعن عليهم , والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم , فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وغشّاً, ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة , وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين ...
وقوله: « فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»
هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّهَ دعوةَ المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم , المانع من دخول عدوهم عليهم , فتلك الدعوة التي هي دعوةُ الإسلام و هم داخلوها, لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين, أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم. فالدعوة تجمع شمل الأمة , وتلُم شعثها, وتحيط بها, فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته".اهـ
-----------------------------------------
قال أيضاً في مدارج السالكين( 2/90): " فإنّ القلب يغلُّ على الشرك أعظم غل، وكذلك يغلُّ على الغش , وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة , فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاً , ودواءُ هذا الغِل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص, والنصح , ومتابعة السنة " .
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ثلاث لا يَغُلُّ عليهن قلب مسلم: إخلاص العمل لله, ومناصحة ولاة الأمور, ولزوم جماعة المسلمين , فإن دعوتهم تحيط من ورائهم" رواه مسلم.
-----------------------------------------
قال ابن القيم في " مفتاح دار السعادة"( ص79):
---------------------------------------------------
" قوله صلى الله عليه وسلم : « ثلاثٌ لا يغلّ عليهن قلب مسلم » إلى آخره، أي: لا يحمل الغلَّ ولا يبقى فيه مع هذه الخصال، فإنها تنفي الغِلَّ والغشّ و مفسدات القلب وسخائمه.
فالمخلصُ لله إخلاصه يمنَعُ غِلَّ قلبه و يخرجه و يزيلُه جملة، لأنه قد انصرفت دواعي قلبه وإرادته إلى مرضاة ربه، فلم يبق فيه موضع للغل والغش كما قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ﴾،
فمن أخلص لربِّه صرفَ عنه دواعِيَ السوء والفحشاء فانصرف عنه السوءُ و الفحشاء.
وقوله: « ومناصحة أئمة المسلمين »
وهذا أيضا منافٍ للغلّ والغش, فإنّ النصيحة لا تجامع الغِل, إذ هي ضِدُّه، فمن نصح الأئمة والأمة فقد برئ من الغل.
وقوله: « لزوم جماعتهم »
هذا أيضاً مما يطهر القلب من الغل والغش؛ فإنّ صاحبَه للزومه جماعة المسلمين يحبُّ لهم ما يحبّ لنفسه, ويكره لهم ما يكره لنفسه , و يسوؤه ما يسوؤهم , ويسره ما يسرهم. وهذا بخلاف من انحاز عنهم , واشتغل بالطعن عليهم , والعيب والذم لهم، كفعل الرافضة والخوارج والمعتزلة وغيرهم , فإن قلوبهم ممتلئة غلاًّ وغشّاً, ولهذا تجد الرافضة أبعد الناس من الإخلاص، وأغشًّهم للأئمة والأمة , وأشدّهم بعداً عن جماعة المسلمين ...
وقوله: « فإن دعوتهم تحيط من ورائهم»
هذا من أحسن الكلام وأوجزه وأفخمه معنى، شبّهَ دعوةَ المسلمين بالسُّور والسياج المحيط بهم , المانع من دخول عدوهم عليهم , فتلك الدعوة التي هي دعوةُ الإسلام و هم داخلوها, لَمّا كانت سوراً وسياجاً عليهم أخبر أنَّ من لزم جماعة المسلمين, أحاطت به تلك الدعوة التي هي دعوة الإسلام كما أحاطت بهم. فالدعوة تجمع شمل الأمة , وتلُم شعثها, وتحيط بها, فمن دخل في جماعتها أحاطت به وشملته".اهـ
-----------------------------------------
قال أيضاً في مدارج السالكين( 2/90): " فإنّ القلب يغلُّ على الشرك أعظم غل، وكذلك يغلُّ على الغش , وعلى خروجه عن جماعة المسلمين بالبدعة والضلالة , فهذه الثلاثة تملؤه غلاًّ ودغلاً , ودواءُ هذا الغِل واستخراج أخلاطه: بتجريد الإخلاص, والنصح , ومتابعة السنة " .