28- الملائكة: جمع ملك، والتَّحْقِيقُ عند جماعة من العلماء: أن اشتقاق الملك من الألوكة، والألوكة: الرسالة ؛ لأن لطالب العلم أن يقول: مفرد الملائكة ملك، وجمعه: الملائكة -بالهمزة- فَمِنْ أَيْنَ جاءت هذه الهمزة؟ وما الجالب لها؟
والجواب عن هذا: ما قاله بعض العلماء: أَنَّ أَصْلَ المَلَك: (مَأْلَك) (مَفْعَل) من الأَلُوكَة. والأَلُوكَةُ في لغة العرب: الرسالة. وألكني إليه: احمل إليه مألكتي؛ أي: رِسَالَتِي، ومنه قول أبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِي
ألِكْني إليها وخَيْرُ الرَّسُولِ ... أَعْلَمُهم بِنَواحِي الخَبَرْ
فأصله: (مألك) لأنهم يحملون مآلك الله، أي: رسالات الله، منهم من يُرسل لتسخير المطر، ومنهم من يُرسل لقبض الأرواح، ومنهم من يُرسل لضبط الأعمال، ومنهم من يُرسل لحفظ بني آدم أن تخطفهم الشياطين، كما قال تعالى عنهم: {فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا (5)} [النازعات: الآية 5] فلما كانوا يحملون المآلك، أي: الرسائل من الله في الشئون الشتى قيل فيه: (مألك). ثم وقع فيه قلب فجُعل الفاء مكان العين، والعين مكان الفاء، وهذا القلب معروف في الصرف، فقيل فيه: (ملك) ووزنه: (مألك) (مَفعَل) فقلب فصار (ملك) على وزن (مَعْفَل) ثم نُقلب حركة الهمزة للام فقيل فيه: (ملك). فكان عند جمع التكسير تظهر الهمزة التي هي في أصله في محلها الذي قُلبت فيه، قال بعض العلماء: هذا أصله.