عرض مشاركة واحدة
رقم المشاركة : ( 1 )
الواثقة بالله غير متواجد حالياً
الصورة الرمزية الواثقة بالله
 
الواثقة بالله
المراقب العام

الأوسمـة
بيانات الإتصال
آخر المواضيع
 
رقم العضوية : 4
تاريخ التسجيل : Aug 2010
مكان الإقامة :
عدد المشاركات : 8,235 [+]
آخر تواجد : [+]
عدد النقاط : 10

افتراضي كيف يمكن أن يزيل الإنسان ما في قلبه من الحقد أو الغل على أخيه ؟

كُتب : [ 02-21-2016 - 12:54 AM ]

كيف يمكن أن يزيل الإنسان ما في قلبه من الحقد أو الغل على أخيه ؟

الجواب : يستطيع الإنسان أن يتخلص من ذلك بما يلي :
أولا : أن يذكر ما في بقاء هذه العداوة من المآثم ، وفوات الخير حتى إن الأعمال تعرض على الله يوم الاثنين والخميس ، فإذا كان بين اثنين شحناء قال : « أنظروا هذين حتى يصطلحا »، أي : الرب عز وجل لا ينظر في عملك يوم الاثنين والخميس إذا كان بينك وبين أخيك شحناء .

ثانيا :
أن يعلم أن العفو والإصلاح فيه خير كثير للعافي ، وأنه لا يزيده ذلك العفو إلا عزا ؛ كما قال النبي ﷺ : « ما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا » .

ثالثا : أن يعلم أن الشيطان ـ وهو عدوه ـ هو الذي يوقد نار العداوة والشحناء بين المؤمنين ؛ لأنه يحزن أن يرى المسلمين متآلفين متحابين ويفرح إذا رآهم متفرقين والعداوة والشحناء بينهم ، فإذا ذكر الإنسان المنافع والمضار فإنه لا بد أن يأخذ ما فيه المصالح والمنافع ، ويدع ما فيه المضار والمفاسد .

- فعليك أن تجاهد نفسك ولو أهنتها في الظاهر ، فإنك تعزها في الحقيقة ؛ لأن من تواضع لله رفعه ،
وما زاد الله عبدا بعفو إلا عزا ، وجرب تجد أنك إذا فعلت هذا الشيء وعفوت ، وأصلحت ما بينك وبين إخوانك تجد أنك تعيش في راحة وطمأنينة وانشراح صدر وسرور قلب ، لكن إذا كان في قلبك حقد عليهم أو عداوة ، فإنك تجد نفسك في غاية ما يكون من الغم والهم ، ويأتيك الشيطان بكل احتمالات يحتملها كلامه ، أي لو احتمل كلامه الخير والشر قال لك الشيطان : احمله على الشر ، مع أن المشروع أن يحمل الإنسان كلام إخوانه على الخير ما وجد له محملا ، فمتى وجدت محملا للخير فاحمله على الخير ، سواء في الأقوال أو في الأفعال ، ولا تحمله على الشر ،
وبعض الناس ـ والعياذ بالله ـ يحمل الفعل أو القول على الشر ثم يؤزه الشيطان إلى أن يتجسس على أخيه ، ويتابع أخاه ، وينظر ماذا فعل ؟ وماذا قال ؟ فتجده دائما يحلل أقواله وأفعاله ، وليته يحمله على الأحسن ، أو على الحسن ، ولكن على السيء والأسوء ، وذلك بإيحاء الشيطان ـ والعياذ بالله ـ ،

_ والذي يجب على المؤمن إذا رأى من أخيه ما يحتمل الخير أو الشر أن يحمله على الخير ما لم توجد قرائن قوية تمنع حمله على الخير ، فهذا شيء آخر ، فلو صدر مثل هذا من رجل معروف بالسوء ومعروف بالفساد فلا بأس أن تحمله على ما يحتمله كلامه ، أما رجل مستور ولم يعلم عنه الشر ، فإذا وجد في كلامه ، أو في فعاله ما يحتمل الخير والشر فاحمله على الخير حتى تستريح ،

- وربما يصاب هذا الرجل الذي يتبع عورات الناس وأخطاءهم القولية والفعلية بأن يسلط الله عليه من يتابعه هو بنفسه ، ومن تتبع عورة أخيه تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته " اهـ .

للشيخ العثيمين
(الشرح الممتع) (٢٠٦/٥ - ٢٠٨) .
منقول

 



توقيع : الواثقة بالله
قال الشافعي - رحمه الله - :
من حفظ القرآن عظمت قيمته، ومن طلب الفقه نبل قدره، ومن كتب الحديث قويت حجته، ومن نظر في النحو رق طبعه، ومن لم يصن نفسه لم يصنه العلم.
جامع بيان العلم و فضله

رد مع اقتباس