سئل الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- في برنامج فتاوى مختارة يوم السبت 22-1-1428هـ هذا السؤال التالي:
قال الله تعالى": {رب المشرق و المغرب}، و قال تعالى: {رب المشرقين و رب المغربين}، و قال تعالى: {فلا أقسم برب المشارق و المغارب} فما معنى هذه الآيات؟
أجاب الشيخ -رحمه الله-:
نرى المشرق و المغرب بعضها ذكر بالإفراد و بعضها بالتثنية وبعضها بالجمع، و قد يفهم الإنسان بادئ ذي بدء أن هناك تعارض بين هذه الآيات و أقول:
إنه لا تعارض في القرآن الكريم، فالقرآن الكريم لا يتعارض بعضه مع بعض و لا يتعارض مع ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا وجدت شيئا متعارضا فاطلب وجه الجمع بين هذه التي تظن أنها متعارضة ، فإن اهتديت إلى ذلك فذلك المطلوب ، و إن لم تهتدِ إليه فالواجب عليك أن تقول كما قال الراسخون في العلم {آمنا به كل من عند ربنا}.
واعلم أنه إنما يظهر التعارض بين القرآن أو بينه و بين ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إنما يتوهم التعارض من كان قاصرًا في العلم، أو مقصرًا في التدبر، و إلا فإن الله يقول {و لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا}
وإنما قدّمت بهذه المقدمة لتعمّ الفائدة.
أما الجواب عن السؤال فنقول:
إن الإفراد في قوله تعالى: {رب المشرق و المغرب} يُراد به: الجنس و ما أُريد به الجنس فإنه لا يُنافي التعدد.
و أما قوله: {رب المشرقين ورب المغربين} فإن المراد بالمشرقين: ما يكون في الصيف و الشتاء.
يعني: آخر مشرق للشمس في الصيف و آخر مشرق للشمس في أيام الشتاء.
يعني معناه: مدار الشمس أو انتقال الشمس من مدار الجدي إلى مدار السرطان .
و هذا أكبر دليل على قدرة الله حيث ينقل هذا الجرم العظيم وهو الشمس من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال و بالعكس فهذا من تمام قدرته تعالى.
و أما قوله: {رب المشارق و المغارب} فقيل : إن المراد بالجمع : مشرق الشمس و مغربها كل يوم ، فإن لها في كل يوم مشرقًا و مغربًا غير المشرق و المغرب في اليوم الذي قبله أو اليوم الذي يليه و الله تعالى على كل شيء قدير.
و قيل المراد: مشارق الشمس والنجوم و القمر فإنها تختلف ، فيكون الجمع هنا باعتبار ما في السماء من الشمس و القمر و النجوم .
و على كل حال فالله تعالى رب هذا كله و هو مدبره سبحانه وتعالى و المتصرف فيه كما تقتضي حكمته . اهـ