قال العلامة الفوزان حفظه الله في تفسير هذه الآية :
قال جل وعلا (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) لو تدهن ...
المداهنة : هي التنازل عن شيء من الدين إرضاءً لهم .
"ودوا " : ود الكفار لو تدهن ولو تميل ولو ميلا يسير ، تعطيهم ما يريدون فيدهنون معك تدهن معهم فيدهنون معك (( ودوا لو تدهن فيدهنون )) .
في الآية الأخرى ((وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري علينا غيره وإذا لاتخذوك خليلا ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا )) وهنا يقول (( ولا تطع المكذبين )) في الآية الثانية (( ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون )) المسلم لا يساوم على دينه أبدا ، نعم .. يدعوا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ويقوم بما يستطيع من الدعوة إلى الله ، لكن لا يتنازل عن شيء من دينه لأجل إرضاء الكفار أو لأجل جلبهم كما يقولون (جلبهم إلى الإسلام ) لا ..
الذي ما هو يجيء إلى الإسلام إلا بالتنازل عن شيء منه لا يجيء ، ولا نبغيه ، ديننا لا يقبل المساومة أبدا ..
((ودوا لو تدهن فيدهنون )) والمداهنة هي التنازل عن شيء من الدين لأجل إرضاء الكفار .
والآن يقولون : إصلاح الخطاب الديني تنبهوا إصلاح الخطاب الديني : لينوا الخطاب غيروه ..
لا تقولون : الكفار...
لا تقولون : المشركون ..
قولوا : الآخر ..
قولوا : غير المسلم ..
لا تجيبون الألفاظ : كفار ، مشركون ، منافقون ، اتركوها هذه الألفاظ .. يقولون كذا الآن تغيير الخطاب الديني .. سبحان الله !!!
الخطاب الديني من هو خطابه ؟
أليس هو خطاب الله !!! نحن نغيره !! لا يجوز هذا الكلام أبدا ..
المداهنة محرمة وهي التنازل عن شيء من الدين لأجل إرضاء الكفار.
أما المداراة : وهي دفع الشر من غير تنازل عن شيء من الدين فلا بأس بها ، تعطيهم شيء من الدنيا ما في بأس ...
تعطيهم شيء لأجل تخفف شرهم ، أو لأجل أن تتألفهم على الإسلام شيء من الدنيا لا بأس تعطيهم هذه مداراة ..
والمداراة تجوز عند الحاجة بخلاف المداهنة فإنها لا تجوز .
فهذا هو الفرق بين المداهنة والمداراة .
المداراة تجوز عند الحاجة ، لأن تبدل لهم شيئا من المال من الأطماع ، أن تسكت عن بعض الشيء إلى وقت ما هو دائم ، تسكت عنه في وقت إلى أن تحين الفرصة وتكون معك قوة ، أما أن تترك بعض الدين أو بعض الفرائض تترك الجهاد ..
تقول : الإسلام ما فيه جهاد ولا فيه قتال ، تطمس ما في القرآن من الأمر بالجهاد الأمر بالقتال قتال المشركين .. هذا مداهنة لا يجوز هذا ..
يقولون : غيروا مناهجكم الآن الدراسية لا تحطون فيها لفظ الكفر ولا لفظ النفاق ولا لفظ الشرك هذه تنفر الناس اتركوها ...
قولوا : مسلم وغير مسلم
قولوا : المسلم والآخر
لا تجيء لفظة كفر أو لفظة شرك أو لفظة نفاق ..
هكذا يقولون : لا يجيء إسم جهاد في سبيل الله ..
نسأل الله العافية فليتنا نتنبه لهذا الأمر (( ودوا لو تدهن فيدهنون)) . هـ
م .ن ملتقى الأخوات السلفيات