سائلة تسأل
مامدى صحة أثر عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في ذبحه للجزور عند ختمه لسورة البقرة؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بعد:
فالأثر هو :
قال القرطبي المتوفى سنة (671هـ) في "تفسيره": وذكر أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الحافظ في كتابه المسمى أسماء من روى عن مالك : عن مرداس بن محمد أبي بلال الأشعري قال : حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال : "تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا ".
وقال السيوطي المتوفى سنة (911هـ) في في تنوير الحوالك شح موطأ مالك" : وأخرج الخطيب في رواية مالك عن بن عمر قال: "تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا".
وقال في "الدر المنثور": وأخرج الخطيب في رواة مالك والبيهقي في شعب الإيمان عن ابن عمر قال : [وذكره ].
أما سند البيهقي في "شعب الإيمان": وَأَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ الْفَضْلِ الْقَطَّانُ، حدثنا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الصَّوَّافُ، حدثنا بِشْرُ بْنُ مُوسَى أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ، حدثنا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: " تَعَلَّمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ الْبَقَرَةَ فِي اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً، فَلَمَّا خَتَمَهَا نَحَرَ جَزُورًا "
ونلفت الانتباه إلى الرواي : بِشْرُ بْنُ مُوسَى أَبُو بِلَالٍ الْأَشْعَرِيُّ.
ليس هو شخص واحد، بل أن بشر بن موسى شخص وهو أبو علي الأسدي البغدادي وهو ثقة.
قال الذهبي في "السير": بِشْرُ بنُ مُوْسَى بنِ صَالِح بنِ شَيْخِ بنِ عَمِيْرَةَ الأَسَدِيُّ
الإِمَامُ، الحَافِظُ، الثِّقَةُ، المُعَمَّرُ، أَبُو عَلِيٍّ الأَسَدِيُّ، البَغْدَادِيُّ.
أما أبو بلال الأشعري، فهو ضعيف، وهو: مرداس بن محمد بن الحارث ، قال لذهبي في "الميزان": ضعفه الدارقطني.
وقال ابن حجر في "اللسان": قال بن حبان في الثقات يغرب ويتفرد ولينه الحاكم أيضا .
وقال البيهقي في "الكبرى": لا يحتج به .
وقال في "الشعب": ليس بالقوي .
فالخلاصة: أن الأثر لا يصح.
ولو صح الخبر فرضاً لقلنا كما قال الباجي ـــــفي حق ابن عمر ــــ:ليس ذلك لبطء حفظه معاذ الله بل لأنه كان يتعلم فرائضها وأحكامها وما يتعلق.
والله اعلم.
كتبه
أبو فريحان جمال ن فريحان الحارثي
فجر الجمعة 1/3/1432هـ.