قال الشيخ خالد الظفيري حفظه الله :
من أعظم العوائق ونختم بها وهي ما ينتجه العائق السابق وهو الاستعجال وهو عائق الكبر والعجب والغرور ، يدرس أو يخرّج حديث ، حديثين ، عشرة ، فيظن أنه الألباني وأنه وصل إلى مرحلة عالية في العلوم ، جلس يقرأ في الحديث سنة ، سنتين ، ثلاث يبدأ يستدرك على الأئمة الكبار ، هذا هو الغرور والعجب يهلك طالب العلم ، هذا داخل في عدم الإخلاص ، في النية ، الله عزّوجلّ نهى عن التكبر (( ولا تمش في الأرض مرحا )) المرح بمعنى العجب ، التبختر التكبر( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ) فكيف بمن يتكبر في العلم وعلى أهل العلم ، فيظن نفسه أنه الفرس التي لا تُسبق ولا يُشق له غبار وأنه خاض البحر الذي وقف عند ساحله العلماء ، و ينظر إلى أهل العلم الكبار بنظرة احتقارونظرة دنو وهذا من أسباب الضلال والانحراف لأن العجب والغرور لا يجعلك ممن يتبع العلماء لأنك ترى نفسك أرفع أصلا من أهل العلم فتحاكم الناس إلى فهمك وتحاكم الناس إلى علمك و أنت لست بشيء فتبدأ تضل وتضلل الناس وتكون سببا في ضلال من اغتر بك وهذا أمثلته كثيرة وهو مما ابتلي به أهل السنة في هذه العصور وفي غيرها ، يجد نفسه وهو صغير في السن من كبار العلماء أحدهم قال وهو في العشرين قال : أنا ضعّفت 600 حديث صححها الشيخ الألباني ، انظر إلى العجب والغرور ويناصح بعضهم في ذلك فيقول أنا أصلا خضت غمار بحرعلم الحديث وأنا عمري 15 سنة يعني تركت الساحل وخضت غماره وهذا من أسباب ضلال الحدادية الموجودين الآن ،من أعظم أسباب ضلالهم عجبهم وغرورهم فحاكموا الناس إلى أفهامهم فضللوا العلماء وبدعوهم وانحرفوا هم في أنفسهم .
جمعوا بين صغر السن والعجب والغرور فهلكوا وأهلكوا .
السلف والأئمة الكبار لا يعرف عنهم إلا التواضع ، الإمام أيوب بن أبي تميم السختياني رحمه الله يقول : ينبغي للعالم أن يضع التراب على رأسه تواضعا لله لأنه ينبغي على العالم وطالب العلم التواضع فدائما ينقص من شأنه ولا يرفع من شأنه ويتواضع لله سبحانه وتعالى فإذا دخل العجب والغرور في قلبه كان ذلك من أسباب ومن أعظم العوائق في طريق طالب العلم .
محاضرة بعنوان : عوائق في طريق طالب العلم [ الدقيقة 54 و42 ثا ] 2 شعبان 1436 هـ الموافق 20 / 5 / 2015 م
الشيخ خالد بن ضحوي الظفيري حفظه الله